كشف العلماء والباحثين، عن أن أول إصابة سجلت لمرض داء الفيل أو الفلاريا في التاريخ، كانت في جدارية بمعبد حتشبسوت بالدير البحري، حيث رسم الفنان المصري مشاهد لمجيء ملك وملكة بونت إلى مملكة كيميت ليقدموا الهدايا وفروض الطاعة للملكة العظيمة حتشبسوت ملكة مصر، ويصور النقش باريحو حاكم بونت وهو يمسك بعصا ومعه خنجر ذهبي رائع متقن الصنع.
وتقف خلف باريحو زوجته التي تدعى "آتي" وقد صورت بجسد بدين مشوه، وقال علماء الآثار إن الفنان المصري رسم صورة كاريكاتيرية لملكة بونت للسخرية منها وهذا كلام غير صحيح، فالفنان المصري القديم كان يرسم صورة واقعية أقرب إلى الحقيقية ولم يكن يرسم للسخرية أو التهكم، والحقيقة أن الملكة كانت مصابة بداء الفيل والذي يأتى من الإصابة بطفيل الفلاريا.
ويأتي المرض من لدغات الناموس ويسبب انسداد في الأوعية الليمفاوية في الأطراف والوجه، مما يؤدي إلى تورم العضو المصاب، ويظهر تماما في نفس الرسم لملكة بونت أطراف سفلية متورمة وعلوية منتفخة ووجه ضخم ذو ملامح جامدة، وهذا المرض منتشر في المناطق الإستوائية وفي وسط وشمال إفريقيا.