نرى الطيور تعيش داخل الأشجار وتنام على فروعها دون أن تسقط أرضا وهذه الآلية الميكانيكية هي ميزة في معظم الطيور وتسمح لها أن تتمسك بالأغصان بشدة دون القلق من أن تفقد إحكام قبضتها عليها وتسقط، وليست فقط الطيور التي تقف على الأغصان من الأعلى هي التي تستفيد من هذه الميزة، فالببغاوات مثلاً تنام وهي معلقة نحو الأسفل من خلال نفس الآلية بل إن هذه الآلية نفسها مفيدة في أشياء أخرى أيضاً.
وخلافا لما يعتقده الكثيرون، معظم العصافير أو الطيور لا تنام في أعشاشها فهذه الأعشاش الدافئة والمريحة تستخدمها العصافير فقط لوضع البيض وحضانته ثم حماية الصغار عند خروجها من البيض وفي أغلب الأحيان، تنام هذه الطيور على الأغصان أو على الأسلاك، وفي الواقع أثناء النوم يحدث استرخاء تام للعضلات، ما يعني أن هذه العصافير يجب أن تقع على الأرض بمجرد أن تغفوا لكن هذا الأمر لا يحدث فالطيور تبقى ثابتة وتنام دون بذل أي جهد.
والسر يكمن في الأوتار القابلة للثني حيث تبدأ هذه الأخيرة من فخذي العصفور وتمتد إلى الساقين وهي بمثابة ’"حزام السلامة" عند الطائر ويتم تنشيط أو تحريض هذه الأوتار تلقائيًا بمجرد أن تحط أرجل الطائر على غصن أو ما شابه أي أن هذا النظام الوتري ليس اراديا، يتحكم فيه الطائر وقت ما يحلو له ذلك بل هو نظام لاإرادي، حيث لا يبذل الطائر أي جهد للبقاء متشبتا بالغصن، وبمجرد أن تستشعر مستشعرات الساق وجود دعامة (غصن، سلك، أو ماشابه..) للتشبت بها يتم تلقائيا تنشيط الأوتار التي ثنتني وتتمسك بالدعامة كما أنها تدفع بالمخالب الى التشبت، في وضعية الغلق، بقوة عالية جدًا.
وللتحرر من وضعية التشبت، يقوم الطائر، بشكل إرادي، بمد أرجله، مما يدفع بالأوتار الى الاسترخاء وبالتالي التحرر والتحليق عاليا.