مدينة أطلانطس المصرية الأسطورية المفقودة أحد أشهر المدن التاريخية، فهي المدينة ذات الميناء الأعظم في منتصف الألف الأول قبل الميلاد بعد أكثر من ألفي عام من غرقها نتيجة للزلازل وموجات تسونامي وبعد أن ظلت مطمورة تحت المياه قرب خليج أبي قير شمال شرق الاسكندرية وعلى عمق ثلاثين قدما تحت الماء والمدينة التي ذكرتها النصوص ومؤرخي اليونان وحيكت حولها الحكايات والاساطير.
ومدينة (تاحنت) المصرية التي نطقها الإغريق (ثونيس) وتلك المدينة التي تعود نشأتها للألف الثاني قبل الميلاد والتي بلغت أوج ازدهارها في عصر الأسرات المتأخر ومدينة الميناء الصاخبة التي كانت تدخلها المنتجات والبضائع من كل بقاع العالم القديم وتجني ارباح وعوائد طائلة من الضرائب والتجارة مع كل سفينة تدخل موانئها .
المدينة التي ذكر مؤرخو اليونان أن (هيلين) و(باريس) لجئوا اليها قبيل حرب طروادة والمدينة التي ذكرت الحكايات أن هرقل ذهب اليها حتى وقت قريب كان يعتقد ان المدينة التي سماها الاغريق (هرقليون) نسبة لهرقل وهي مدينة أخرى قريبة من (ناحنت) او (ثونيس) ثم إنه فقط في العام 2000 حين بدأت اكتشافات آثار المدينة الغارقة قرب خليج أبي قير.
وبعد ثلاث سنوات من المسح الجيوفيزيائي الذي قام به (فرانك جودبو) عالم الآثار الفرنسي الذي يترأس أعمال الحفائر في مدينة الإسكندرية وخليج ابو قير الى ان بدأت الاكتشافات الأكثر إدهاشا منذ اكتشاف مقبرة الملك (توت عنخ آمون)، تحت الماء وفي بقايا معبد مصري عثر على لوحة ضخمة من عصر الأسرة المصرية الثلاثين عهد الملك (نختنبو الأول) وعلي اللوحة كتب نص من أربعة عشر سطرا ومن السطرين الاخيرين كانت المفاجئة ان ( ثونيس) و(هرقليون) هما في الحقيقة مدينة واحدة وليس مدينتان.
وتقول الفقرة ان الملك نختنبو أمر بأن تنصب هذه اللوحة عند مدخل البحر الاخضر (واج ور بالمصرية القديمة) وهو الاسم المصري للبحر المتوسط عند مدينة (ناحنت) (ثونيس) ونصت على أن يقدم نسبة مما تحصله المدينة من عائدات موانيها لمعبد (نيت) ثم توالت الكشوف تحت الماء من معابد وتماثيل ولوحات.
كما عثر على مشغولات ذهبية ومعدنية، أثاث، سفن غارقة، وعشرات القوارب التي ضمها القاع لألفي عام، ومدينة كاملة كانت النموذج الذي سبق الاسكندرية قبل ان تبني وتصبح المدينة الاهم وتنقل إليها وتدار من موانيها تجارة مصر البحرية ومدينة تحتضن فصل كامل من تاريخ مصر وحضارتها الأعظم، ومدينة كانت حتى وقت قريب أسطورة غامضة.
وحتى هذا العام بعد مضي أكثر من عقدين على الاكتشافات في اطلانطس المصرية لازالت عمليات الاكتشاف مستمرة وها هي أخيرا تطفو على سطح العالم مجددا وكأنها عملاق نام دهرا ثم استيقظ في زمن آخر وعصر جديد في الصور المدينة المصرية الغارقة أثناء الإكتشافات تحت الماء وبعد استخراج آثارها التي تعرض الآن في متحف الإسكندرية القومي .