دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، القطاع الخاص والشركات المحلية إلى المساهمة والاستثمار في المشروعات المتعلقة بتعظيم القيمة المضافة من الرمال السوداء في ضوء حجم الاحتياطي الكبير وكذلك حجم الطلب العالمي المتزايد على هذه المنتجات التي تدخل في العديد من الصناعات.
ووجه الرئيس السيسي، خلال افتتاحه مشروع مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء في البرلس بكفر الشيخ، الجهات المعنية بإتاحة كافة البيانات للجميع حتى يتمكنوا من الدخول والاستثمار في هذا المجال الواعد.
وأشار الرئيس إلى أن شركات القطاع الخاص التي عملت في تنفيذ هذا المشروع كانت محلية واكتسبت خبرة هذا المسار، لافتا إلى أنه تم توفير ما نسبته 60% من مستلزمات المشروع من خلال منتجات مصرية والباقي تم استيراده من الخارج وبالتالي يمكن لهذه الشركات الاستفادة من الخبرة المكتسبة في تنفيذ المزيد من التوسعات في هذا المجال.
ولفت إلى أن الدولة انتظرت المشروع طويلا وتابعت تنفيذ خطوات على مدى أكثر من ثلاث سنوات حتى وصلت فيها المعدات وتم استخدامها لتنفيذ المشروع.
من ناحية أخرى، حرص الرئيس السيسي على الاطمئنان على جميع الإجراءات الاحترازية المتخذة لضمان سلامة العاملين في هذا المشروع بحيث لا يكون هناك أي تأثير سلبي على صحة العاملين في المشروع من خلال الاحتياطيات المتخذة في هذا الشأن
وشدد الرئيس السيسي على استعداد الدولة لاتخاذ كافة التدابير الاحترازية للحفاظ على سلامة العاملين في مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء في البرلس.
وقال الرئيس السيسي :"نحن مستعدون لتوفير كل ما يلزم لتوفير الحماية والاحتياطات اللازمة لحماية وتوفير السلامة للعاملين في المشروع "، مشيرا إلى أن العاملين في هذا المجال يعملون بشكل يومي ولابد أن نكون مطمئنين عليهم لأنهم أهلنا، ولا بد أن نكون متأكدين أن هذا العمل لا يوجد له أي تأثير صحي سلبي على الإنسان من خلال الدراسات والمعايير المعمول بها والاحتياطات التي نحققها".
وتابع أن فكرة المشروع بدأت منذ خمس سنوات، وقال" لم يشجعنا أحد على الفكرة وأن دراسات الجدوى أخذت ثلاث سنوات"، لافتا إلى أن الموضوع تم اكتشافه منذ أكثر من 80 أو 90 سنة .
وتابع أن "الفرصة كانت موجودة على مدى 40 أو 50 سنة مضت ولكن لم تتح الفرصة آنذاك لاتخاذ الإجراءات التنفيذية لبدء المشروع وأقول "لم تأت الفرصة حتى لانظلم الآخرين أو نظلم أنفسنا ، فأي مسئول في موقعه بالدولة سيكون حريصا لتنفيذ أي مشروع يعود بالخير على مصر".
ونوه الرئيس السيسي إلى أنه كان على اطلاع دائم خلال السنوات الثلاث الماضية على سير المشروع، وأنه كان يستفسر من القائمين على المشروع، عن حجم الاحتياطي، وحجم الطلب العالمي على الرمال السوداء، لمعرفة إمكانية وجدوى وجود فرصة أكثر للتوسع في المشروع أم لا لأن الطلب العالمي هو الذي سيحدد ذلك.
ووجه الرئيس كلمة للقطاع الخاص والشركات المحلية قائلا: "المشروع متاح للقطاع الخاص الدخول فيه، وأقول ذلك في كل المشاريع التي افتتحها"، لافتا إلى أن دراسات الجدوى لحجم الاحتياطي تشير إلى إمكانية الدخول للاستثمار في المشروع والتوسع على ضوء تزايد حجم طلب السوق العالمي، وهو كبير جدا، مشددا على ضرورة توفير البيانات اللازمة بشأن المشروع لكل من يريد أن يعمل في هذا المجال".
وتابع الرئيس السيسي إن استخراج الرمال السوداء يستغرق وقتا طويلا الأمر الذي يستلزم إقامة عدد كبير من المصانع توفيرا للوقت وزيادة في الإنتاج.
وأكد الرئيس أن هناك مناطق في مصر مثل بحيرة ناصر وبرنيس وأماكن أخرى إذا تم استغلالها في هذا المجال سيتحقق من ورائها "مكاسب خرافية"، داعيا القطاع الخاص إلى استغلال الفرصة والاستثمار في هذا المجال.
وشدد الرئيس السيسي على أن الدولة ستقدم كافة التسهيلات المطلوبة للقطاع الخاص حتى لو وصل الأمر إلى الشراكة، موضحا أن كل المنتجات التي تخرج من المشروع يتم تصديرها بالعملة الصعبة بعائد متوقع تتراوح نسبته من 20 إلى 25%، مؤكدا أن الدولة تسعى أيضا لإنشاء مشروعات أخرى لتعظيم القيمة المضافة.
ودعا الرئيس، القطاع الخاص إلى تشكيل مجموعات مشتركة لإنشاء أكثر من مجمع للرمال السوداء قائلا: "على القطاع الخاص تشكيل مجموعات متوافقة مع بعضها ، وعمل كيان مشترك باستثمارات تتراوح ما بين 20 إلى 30 مليار جنيه، من أجل الانتهاء من المشروع خلال عامين".
وتابع الرئيس السيسي: "المسار الذي تحركنا فيه استغرق وقتا طويلا ولكن القطاع الخاص لن يستغرق مثل هذا الوقت وخلال عامين سيكون لدينا ثلاثة أو أربعة مصانع أو أكثر من ذلك".
وأكد الرئيس السسي، أهمية مشاركة القطاع الخاص في هذا المشروع بشكل منفرد أو من خلال الشراكة مع الدولة من أجل توفير التمويل واختصار الوقت اللازم لتنفيذ هذا المشروع .
واستطرد: "لا يوجد لدينا وقت أو فرصة لنفكر ، إنني أتابع الموضوع بدقة شديدة لأن هذه أموال نستثمرها ولدينا أمل أن تحقق عائدا تتقدم من خلاله البلد إلى الأمام ، وأرجو أن تصل رسالتي هذه للقطاع الخاص، ونحن مستعدون لدعمه وتقديم المساعدة له أو مشاركة الدولة له حتي يتم تنفيذ أكثر من مجمع".
ووجه الرئيس الشكر إلى الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة على افتتاح هذا المشروع، مشيرا إلى أن كل الاحتياجات الأساسية لهذا المشروع توفرت سواء مياه معالجة أو تحلية بحر أو كهرباء أو طرق .
كما وجه الرئيس السيسي الشكر لكل الشركات المدنية وشركات التعدين التي عملت في هذا المشروع، لافتا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإقدام على خطوة في هذا المجال في مصر ، وبالتالي سيكون هناك ريادة للقائمين على هذا العمل .
وأعرب السيسي عن الأمل في التحرك في هذا المجال وافتتاح مجمعات أخرى خلال السنوات القادمة ، حيث أنها توفر فرص عمل وعملة صعبة كان يتم شراء هذه المنتجات بها، كما يتم بيعها داخل السوق المصرية، مؤكدا أن الموضوع ليس وليد اللحظة ولكن الدولة تفكر في كل شيء.
وأوضح أنه في نهاية استخراج الرمال السوداء في تلك المنطقة أصبحت جاهزة تماما للتنمية وعمل مشروعات وإعداد الشواطئ وإقامة مساكن لصالح أهالي المنطقة.