تحتضن شوارع المحروسة العديد من المهن اليدوية التي يعمل بها المئات من المواطنين، ورغم هذه المهن الكثيرة إلا أنه يوجد الكثير منهم من يحتوي على نوعا من الإنسانية.
ويعمل محمد يسري في مهنة صناعة وصيانة الأطراف الصناعية التي تعوض البعض عن يد أو ساق فقدهما في حادث ما.
يجد محمد يسري الشاب العشريني، متعته في العمل بهذه المهنة، لذا فتكون أسعد لحظات حياته حينما يعوض شخصا عن فقدانه لساقه أو قدمه فيجعله يمشي بين الناس كما كان سابقا.
في أحد الشوارع الضيقة بمنطقة وسط البلد تربى محمد بين أفراد أسرته التي تعمل جميعها في هذه المهنة، وجد فيها ضالته ومتعته بالعمل في هذه الأشياء النادرة التي تحتاج إلى خبرة السنين: " احنا بنعمل المستلزمات التي يحتاجها الجسد سواء بتر أو إعاقة أو غيرها".
يقول الشاب العشريني إن العمل في مهنة الأطراف الصناعية يحتاج إلي تدقيق شديد للغاية، حيث يشبه تماما بصمة اليد في دقتها، كذلك الطرف الصناعي يقاس بالمليمتر ليكون مطابقا للجسد حتى يشعر الإنسان بالراحة، الأمر الذي يتطلب الكثير من الفنيات الدقيقة والجهد الموصول في العمل.
ويضيف يسري أن الكثير من الشركات تتبنى هذه المهنة وبيعها للمرضي، لذا فقد تكون مرتفعة السعر بعض الشيء وذلك لدقتها وفترة العمل الطويلة بها، وبالعمل منذ سنوات طويلة في هذه المهنة لم تكون تمكن الشاب العشريني من اتقان هذه المهنة، التي جعلته يكون المصدر الأول لكثير من الشركات التي تعمل بهذا المجال.
رغم قلة انتشار هذه المهنة في مصر، وارتفاع أسعارها، إلا أن الشاب العشريني مر بالعديد من المواقف الإنسانية التي جعلته يتعامل معها بنوع من العاطفة: "بيمر عليا الكثير من المواقف الإنسانية، لو حد بيمشي على كرسي وظروف على قدها ممكن اعمله صيانة من غير فلوس، وكمان الكثير من المواقف التي لا تحصى ولا تعد على مر سنوات العمل الماضية.