رغم المحادثات التي أجريت في العاصمة القطرية الدوحة، بين حركة طالبان والولايات المتحدة، لإيجاد حلول للأزمة الراهنة في الداخل الأفغاني، لم يثن هذا واشنطن عن فرض عقوبات جديدة على الحركة بسبب انتهاكها حقوق النساء والفتيات، حيث قيدت الإدارة الأمريكية منح تأشيرات لأعضاء «طالبان» الحاليين والسابقين وغيرهم من الأفراد المسؤولين أو المتواطئين في قمع النساء والفتيات .
عقوبات جديدة
وأعلنت الولايات المتّحدة فرض عقوبات جديدة على حركة طالبان بسبب انتهاكها حقوق النساء والفتيات في أفغانستان، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لليوم العالمي للفتاة، «إنّ أفغانستان منذ سنة، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تُمنع فيها الفتيات بصورة منهجية من ارتياد المدرسة بعد الصف السادس، من دون أن يلوح في الأفق أي موعد لعودة طالبان عن هذا القرار».
ومنذ انسحاب الولايات المتّحدة من أفغانستان واستعادة طالبان السلطة في كابول في 15 أغسطس 2021، منعت الحركة تلميذات المرحلتين التكميلية والثانوية في البلاد من العودة إلى مدارسهن.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي، الحكومات الأخرى للانضمام في اتخاذ إجراءات مماثلة والاستمرار في التأكيد على رسالة جماعية، مفادها أنّ الحكومة الأفغانية التي يمكن اعتبارها شرعية هي تلك التي تمثّل كلّ شعبها وتحمي وتعزّز حقوق الإنسان لكل فرد، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تدعم الشعب الأفغاني بقوة، وتظل ملتزمة ببذل كلّ ما في وسعها لحماية وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأفغان، بمن فيهم النساء والفتيات.
وكان وفد من حركة طالبان، أجرى محادثات مع مسؤولين أمريكيين في العاصمة القطرية الدوحة، السبت 8 أكتوبر الجاري، وضم الوفد الطالباني مسؤولين من إدارة الاستخبارات ووزارتي الخارجية والدفاع، بينما ضم وفد الولايات المتحدة المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان، ومسؤولين من وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أيه»، إلى جانب مسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع.
إيجاد حلول للأزمة
وهدفت محادثات الدوحة إلى إيجاد حلول للأزمة الراهنة في أفغانستان، بما في ذلك حقوق الإنسان وتعليم الفتيات وتشكيل حكومة شاملة.ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «طلوع نيوز» الإخبارية الأفغانية، عن رئيس حركة التضامن الوطني الأفغانية سيد إسحق جيلاني قوله: «أولًا الوفاء باتفاق الدوحة، وثانيًا احترام حقوق الإنسان وإعادة فتح مدارس الفتيات، وثالثًا لتشكيل حكومة شاملة».
وذكرت القناة أن قيادة حركة طالبان لديها رؤية مختلفة بشأن المحادثات، حيث تركز على الهجمات الأمريكية الأخيرة بطائرات من دون طيار في أفغانستان، وانتهاك اتفاق الدوحة وسبل الالتزام به، والقيود المفروضة على البنوك الأفغانية وتحويل أصول أفغانستان من بنك سويسرا.