ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المظاهرات الغاضبة في إيران بسبب مقتل الفتاة ماهسا أميني، أثناء احتجازها من جانب شرطة الأخلاق بسبب عدم التزامها بالحجاب الشرعي، مازالت مستمرة على الرغم من الأساليب القمعية التي تمارسها قوات النظام ضد المتظاهرين.
وأشارت الصحيفة -في مقال افتتاحي- أن المظاهرات التي اندلعت منذ ما يربو على شهر يتسع نطاقها وتزداد حدة غضبها احتجاجًا على مقتل ماهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا أثناء احتجازها من جانب السلطات الإيرانية بسبب عدم التزامها بالزي الإسلامي الشرعي من وجهة نظرهم.
وأضاف المقال أن المتظاهرين يرددون شعارات "المرأة، الحياة، الحرية"، موضحًا أن فئات مختلفة تشارك في الاحتجاجات منها طالبات المدارس وأولياء أمورهن وأجدادهن.. وتشير تقديرات جماعات حقوق الإنسان، كما يقول المقال، أن عدد الضحايا بسبب الأساليب القمعية التي تتبعها قوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين وصلت إلى 215 قتيلًا منهم 27 طفلًا علاوة على إلقاء القبض على 1500 آخرين.
وقالت الصحيفة: "هؤلاء المتظاهرين السلميين يستمدون قوتهم في مواجهة القوات الأمنية من شجاعتهم وقدرتهم على تحدي النظام الحالي في إيران"، موضحًا أن: "تلك الاحتجاجات كشفت عن حقيقة غاية في الأهمية وهي أن الشعب الإيراني يتوق للحريات السياسية والاجتماعية في وقت يتحمل فيه الكثير من المصاعب الاقتصادية الناتجة عن الفساد المستشري في البلاد وحرمان الكفاءات من تولي المناصب".
وفي الوقت نفسه، كما يشير المقال، يتهم النظام الإيراني جهات خارجية بالسعي لتأجيج المظاهرات داخل البلاد وإثارة الفوضي والمشاكل.. ويستطرد المقال أن الاتحاد الأوروبي فرض أمس الإثنين عقوبات ذات تأثير محدود على بعض قيادات شرطة الأخلاق في إيران وقيادات إيرانية أخرى، موضحًا أن أي دعوات لفرض عقوبات واسعة على النظام الإيراني سوف تقابل بالرفض استنادًا لتجربة الإدارة الأمريكية إبان فترة حكم الرئيس دونالد ترامب حيث أدت العقوبات الخانقة التي فرضتها الإدارة الأمريكية آنذاك على إيران إلى لجوء طهران للتقارب مع موسكو وبكين.
وأضاف المقال أن العلاقات في الوقت الراهن بين إيران وروسيا، علي سبيل المثال، تسير على نحو جيد والدليل على ذلك الإمدادات الإيرانية من الطائرات المسيرة لروسيا والتي تستخدمها في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.. مشيرًا في الختام إلى أن تلك التطورات على المستوى المحلي والدولي تجعل من الصعوبة بمكان تحقيق أي تقدم في المفاوضات الحالية بين إيران والدول الغربية بشأن الملف النووي الإيراني وهو ما يجب أن يدفع الدول الغربية إلى العمل على اتخاذ إجراءات محدودة ضد النظام الإيراني تجنبًا لأي تصعيد في العلاقات بين طهران والغرب.