يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، ويعتبر إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التى تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية.
وتابع "راضي"، أنه يحقق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التى تستخدم فى العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطنى وعملية التنمية الشاملة.
ما هي الرمال السوداء؟
تعد الرمال السوداء أو كما يطلق عليها "الرمال المشعة" هي رواسب شاطئية ثقيلة، تأتي من منابع تتراكم على بعض الشواطئ، بالقرب من مصبات الأنهار الكبيرة، وتتركز في تلك المناطق بفعل تيارات الشاطئ المحمولة التي تصبها الأنهار في البحار.
تسمى الرمال السوداء بهذا الاسم، لأنه يغلب عليها اللون الداكن لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة، والتي تحتوي على بعض المواد الخام التي تدخل في صناعات الحديد، وخاصةً معدني الماجنتيت والألمنيت، كما تحتوي على نسبة صغيرة من المعادن المشعة كالمونازيت واليورانيوم وغيره.
تتكون الرمال السوداء من مجموعة من الطبقات داخل التربة، مما يعني اختلاف أحجامها ونسب تواجدها من منطقة لأخرى، بحسب انخفاض المنطقة أو ارتفاعها، بالإضافة إلى تأثير الميل والرياح.
أنواع الرمال السوداء
هناك نوعان من الرمال السوداء بحسب تركيز المعادن الثقيلة، نوعية داكنة اللون غنية بالمعادن الثقيلة من 70 إلى 90%، ونوعية رمادية تحتوى نسبة أقل من المعادن الثقيلة 40%، وقد أوضحت الدراسات أن أغلب المكونات المعدنية الاقتصادية في رواسب الرمال السوداء المصرية تتركز في الحجم الحبيبي 0.125 ملم ومعظمها بين 0.124 و0.076 ملم، وهذا يعنى سهولة فصلها ميكانيكيا.
وتؤكد الدراسات التي أَجريت على الرمال بمحافظة كفر الشيخ أنها تحتوى على ما يقرب من 250 مليون طن من الرمال السوداء، ووجود احتياطي آخر يعادل 200 مليار متر مكعب.
مصر غنية بالرمال السوداء
تعد مصر من أبرز الدول الغنية بالرمال السوداء باعتبار أن بها مصب لنهر النيل في البحر المتوسط، حيث تمتلك نحو 11 موقعا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءً من رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلومتر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، تبدأ من إدكو شمال محافظة البحيرة، وتوزع على 4 مناطق تشمل شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، ودمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، ورشيد بواقع 600 مليون متر مكعب، وبلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب.
كما هناك موقعان للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ، الأول شرق البرلس بملاحة منيسي التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فدانا، والثاني بشمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فدانا.
استخدامات الرمال السوداء
تدخل معادن الرمال السوداء في 41 نشاطا، منها صناعة هياكل الطائرات والسيارات وأغلفة الوقود النووي وأنابيب البترول والدهانات والأسنان التعويضية، والأصباغ والبلاستيك والمطاط ومستحضرات التجميل والسيراميك، والمحركات.
أهمية استخدام الرمال السوداء
تحتوي الرمال السوداء على معادن اقتصادية تدخل في العديد من الصناعات، من أبرزها معدن الروتيل والألمنيت الذي يستخدم في صناعة البويات، ومعدن الزركون المستخدم في صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية.
يستخرج من معدن الزركون عنصر الزركونيوم الذي يستخدم في صناعة أغلفة الوقود النووي، وفي العديد من الصناعات النووية والاستراتيجية الأخرى، والجرانيت المستخدم في صناعة فلاتر المياه والصنفرة، والماجنتيت الذي يستخدم في صناعة الحديد الإسفنجي وتغليف أنابيب البترول، بالإضافة إلى معدن المونازيت المشع، وهو مصدر إنتاج العناصر الأرضية النادرة المستخدمة في الصناعات عالية التقنية التي تعتمد أغلبها على الإلكترونيات، كما أنه مصدر للحصول على اليورانيوم الذي يصلح كوقود نووي.
تحتوي الرمال السوداء على المعادن المشعة ومنها معدن المونازيت والزركون، وبهما نسبة قليلة من العناصر المشعة مثل الثوريوم واليورانيوم، لذلك سميت بالرمال المشعة، أما معدن المونازيت فيوجد به عناصر أرضية نادرة لها أهمية كبيرة في النواحي الاستراتيجية.
اهتمت الدولة المصرية باستثمار الرمال السوداء وحمايتها من السرقة، لأنها ظلت مهدرة لأكثر من 30 عاما، حيث أنشأت مصانع تركيز واستخلاص معادن الرمال السوداء وهي من أهمها مصنعان بمنطقتي البرلس وبلطيم يتبعان الشركة المصرية للرمال السوداء لتعظيم الاستفادة الاقتصادية من الرمال السوداء، بالإضافة إلى خلق استثمارات جديدة تعمل على تطوير وتنمية الاقتصاد.