أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن شتاء قارس البرودة بانتظار أوكرانيا بعد أن دمر القصف الصاروخي الروسي ما يقرب من ثلث محطات الطاقة في البلاد مؤخرًا خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة والتي بدأت في أواخر فبراير الماضي.
وأضاف المقال، الذي كتبه الصحفي دان صباغ، أنه حتى الآن لم يتم حصر حجم الخسائر الناجمة عن القصف المكثف خلال الثمانية أيام الماضية على معظم أرجاء أوكرانيا وتسبب في الكثير من الفوضى والدمار، إلا أنه من المؤكد أن قطاع الطاقة كان أكثر القطاعات تضررًا جراء هذا القصف.
وفي الوقت نفسه، كما يشير المقال، أكد الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، أن معظم المناطق الشرقية في البلاد تعيش حاليًا في ظلام دامس بسبب قصف القوات الروسية للمدن الأوكرانية بما فيها العاصمة كييف ومدن رئيسية أخرى.
ويوضح الكاتب أن أوكرانيا، والتي كانت شبكة الطاقة القومية لديها متصلة بشبكة الطاقة الأوروبية، كانت واحدة من الدول الأوروبية المصدرة للطاقة؛ لا سيما في ظل امتلاكها لأكبر محطة طاقة نووية في أوروبا وهي محطة زباروجيا.
ولكن بعد أن خرجت محطة زباروجيا من الخدمة بسبب استهدافها أكثر من مرة، يشير الرئيس الأوكراني إلى أن بلاده لم يعد لديها أي فائض من الطاقة لتصديره للدول الأخرى.
والآن وفي ظل تلك الظروف القاسية، كما يقول الكاتب، على الشعب الأوكراني أن يتأهب للتعايش مع فترات طويلة من الظلام الدامس وبذل قصارى جهده من أجل ترشيد استهلاك الطاقة ناهيك عن شتاء قارس البرودة.
ويضيف الكاتب أن العديد من القيادات السياسية في أوكرانيا طالما حذروا لعدة شهور مضت من استهداف القوات الروسية لمحطات الطاقة في البلاد ولاسيما قبل حلول الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى 20 درجة تحت الصفر.
ويرى الخبراء أن تلك الأوضاع القاسية قد تتسبب في أزمة أخرى تتمثل في نزوح العديد من السكان في المناطق شديدة البرودة التي تعاني من انقطاع الكهرباء ينشدون الدفء في مناطق أخرى، في الوقت الذي تشير فيه تقديرات إحدى منظمات الإغاثة الدولية أن أعداد النازحين جراء البرودة القارسة قد تصل إلى مليوني شخصًا فضلًا عما يزيد عن سبعة ملايين آخرين والذين تسببت الحرب في أوكرانيا في نزوحهم منذ بداية الصراع هناك.
ويختتم الكاتب مقاله موضحًا أن مساعي روسيا لخلق أزمة طاقة داخل أوكرانيا سوف تكون لها تكلفتها الباهظة ليس فقط على أوكرانيا ولكن على حلفائها من الدول الغربية وهو ما يؤكده النجاح السريع الذي أحرزته الضربات الصاروخية الروسية الأخيرة بما ينذر أن أوكرانيا سوف تشهد أيام عصيبة في الفترة القادمة.