استضاف أحد فنادق القاهرة فعاليات منتدى "مصر والصين في عشر سنوات.. التقدم مستمر"، والذي تنظمه المجموعة الصينية للإعلام الدولي، ومجلة الصين اليوم، ومجموعة بيت الحكمة للثقافة، بمناسبة المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين. بمشاركة القادة والمسئولين وخبراء وأكاديميين وإعلاميين ورجال أعمال من مصر والصين. على رأسهم السفير الصيني بالقاهرة تشانغ تاو، والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق؛ وأداره الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة.
وقام المشاركون في المنتدى باستعراض وتوثيق الإنجازات الكبيرة التي حققتها كل من مصر والصين خلال العشر سنوات الماضية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينغ، بجانب إبراز لما شهدته العلاقات الصينية المصرية من تطور في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
ومن بين فعاليات المنتدى، صالون ثقافي لخبراء ومتخصصين لتقديم ومناقشة النسخة العربية للمجلد الثالث من كتاب "شي جين بينغ حول الحكم والإدارة".
مصر في موقع مهم للدبلوماسية الصينية
وأعرب تشانغ تاو، القائم بأعمال سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، عن تثمينه لخطوات لتطوير العلاقات الصينية المصرية، مشيرا إلى أن مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.
وأضاف أن بكين تضع مصر دائمًا في موقع مهم للدبلوماسية الصينية الشاملة "منذ عام 2014، تحت قيادة ورعاية الشخصية للرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، ارتقت العلاقات الصينية المصرية إلى شراكة استراتيجية شاملة واستمرت في التطور بعمق".
وتابع تاو: من جهة، تتكاثف التبادلات رفيعة المستوى بين الصين ومصر ويتواصل تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بشكل مستمر، من عام 2014 إلى عام 2019، كان الرئيس السيسي يزور الصين أو يحضر الأنشطة الدبلوماسية الصينية كل عام. في يناير 2016، قام الرئيس شي جينبينغ بزيارة تاريخية لمصر، بين عامي 2020و2021، نظرًا لتأثير الجائحة، لم يتمكن رئيسي الدولتين من اللقاء، لكنهما حافظا على اتصال وثيق عبر المكالمات الهاتفية، وتبادل الرسائل، والتفاعلات في مؤتمرات الفيديو متعددة الأطراف”.
ولفت تاو إلى أنه في فبراير من هذا العام، قام الرئيس السيسي بزيارة إلى الصين خصيصا لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، وقد التقى الرئيس شي بالرئيس السيسي خلال تلك الزيارة وتوصلا إلى توافق هام في مختلف الرؤى. وفي شهر يونيو، شارك الرئيس السيسي افتراضيا في مؤتمر الحوار رفيع المستوى بالتنمية العالمية والذي اشرف عليه الرئيس شي.
وأكد: لطالما دعمت الصين ومصر بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما. وفي أغسطس، أكد الرئيس السيسى أن مصر تتمسك بمبدأ الصين الواحدة، الأمر الذي يعكس روح الأخوة بين مصر والصين.
واضاف: من جهة أخرى، يشهد الالتحام بين استراتيجيات التنمية للصين ومصر بشكل عميق، ونتائج مثمرة بين الجانبين للتعاون العملي في مختلف المجالات. في عشر السنوات الماضية، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر من 10 مليارات دولار الى 20 مليار دولار، وارتفعت الكمية القائمة للاستثمارات الصينية في مصر من 500 مليون دولار الى مليار و500 مليون دولار، حيث تجاوزت نسبة الزيادة 100%. رغم ذلك، نعتقد ان هذه الارقام لم تتطابق مع مستوي العلاقات الثنائية وما زال علينا ان نتواصل جهودنا.
وأدرك تاو ان مشروعات منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع القطار الكهربائي الخفيف، وأبراج مدينة العلمين، اصبحت رموزًا جديدة للتعاون البراجماتي بين الصين ومصر، وعززت بشكل فعال تنفيذ مبادرات التنمية العالمية في مصر، وساهمت في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، وتدريب عددًا كبيرًا من الكوادر المهنية والفنية من الشباب المصري.
وقال: "كما يحتل التعاون الصيني المصري في مجال مكافحة الجائحة موقع الصدارة، حيث زودت الصين مصر بحوالي 87 مليون جرعة من لقاحات كوفيد-19 تشمل المساعدات والإنتاج المشترك. كما تم تسليم مشروع مجمع التبريد المميكن لتخزين اللقاحات في مصر من أجل مساعدة مصر لتصبح مركزًا لإنتاج اللقاحات في إفريقيا.
إن آفاق التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين ومصر واعدة، كما تسير مشروعات: إنشاء المختبر الوطني المشترك للطاقة المتجددة، ومشروع إدخال تكنولوجيا ومعدات ري صديقة للبيئة وذكية لتوفير المياه، ومشروع مركز تجميع وتكامل واختبار الأقمار الصناعية، ومشروع القمر الصناعى "مصر سات 2"، وغيرها من المشروعات بشكل مطرد وسريع، وفي ذات السياق تم بنجاح عقد "حوار تيانقونج" بين الشباب المصري وطاقم رواد الفضاء الصيني شنتشو-14 في مصر بنجاح.
وأوضح، إن التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين ومصر مليئة بالأحداث والنقاط المضيئة، حيث تم إطلاق المشروع التجريبي لتعليم اللغة الصينية في المدارس الإعدادية المصرية رسميًا، كما ساهم معهد كونفوشيوس وتدريس اللغة الصينية في بناء جسر بين قلوب الشعبين.
وأضاف: يشهد العالم اليوم تغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن من الزمان. وتشترك الصين ومصر في مفاهيم واستراتيجيات متشابهة فيما يتعلق بالدفاع عن مصالحهما، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة، وتعزيز رفاهية الشعب، وتعزيز العدالة في العالم، لذا يتعين على الجانبين العمل معًا للتحرك بحزم نحو هدف بناء مجتمع صيني-مصري ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.
مجالات لتعظيم التعاون بين البلدين
وقال الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق خلال الحديث عن العلاقات المصرية الصينية، إن علاقة مصر والصين تمتد الأف السنين منذ بدايات طريق الحرير القديم "ودائما اقول ان الحضارتين المصرية والصين تشكلان جزء هام من التاريخ الإنساني". وأن علاقة مصر والصين الحديثة بدأت منذ أكثر من 65 عاما.
وأضاف: أستطيع القول إن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ازدادت قوة مع الزمن لتصبح في درجة متميزة الآن. بالنسبة للعلاقات التجارية والاقتصادية فقد تحسنت بصورة كبيرة خلال العقد السابق وإن كنت أعتقد انها تحتاج لتطوير أكثر حتى تواكب مستوى العلاقة الدبلوماسية المتميزة.
ولفت إلى انه "بالطبع لا يمكن إغفال موقف الصين مع مصر خلال الجائحة سواء بالمساعدات الطبية أو مساعدة مصر لتكون أول دولة إفريقية قادرة على إنتاج اللقاح، بالإضافة الى مشاريع كبيرة فى مجال البنية الأساسية والطاقة وغيرها".
وأوضح رئيس الوزراء الأسبق أن هناك ثلاثة مجالات اساسية يمكن من خلالها تعظيم التعاون بين البلدين. وهي مجال المناطق الاقتصادية الحرة، تعميق الصناعة المحلية، والتعاون الثقافي وحوار الحضارات والتعلم المشترك.
وتناول شرف في حديثه المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والذي "يأتي في ظل ظروف عالمية بالغة التعقيد والخطورة"، وفق تعبيره. وأضاف: إنه اليوم الذي يجب ان يتعرف فيه الجميع على قصة الحزب الشيوعي الصيني الممتدة لأكثر من مائة عام والإنجازات العظيمة التي تم تحقيقها والتي جاءت كنتيجة منطقية للجهود المتراكمة والنجاحات المتتالية التي حققتها قيادات وأعضاء الحزب الحاليين والسابقين. والذي يؤكد فيه الحزب عن ارادته الأمينة للاستمرار على نفس النهج من أجل تحقيق الحلم الصيني، لنهضة الأمة الصينية وبناء مجتمع الرفاهية للجميع.
كما تناول السفير عزت سعد، المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، العلاقات بين مصر والصين، والتي تنوعت في عدة مناحي، منها مواجهة فيروس كورونا، ومشروعات البنية التحية، وغيرها من المشروعات التنموية والاقتصادية. وأكد أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين مصر والصين، والتي تقوم على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بالإضافة إلى الأهداف العالمية المشتركة بين البلدين".
وتابع: أود أيضا الإشارة إلى أن هناك تعاون مشترك بين مصر والصين في إطار مبادرة الحزام والطريق والتي عقدت في 2019 والتي تتوافق مع الاستراتيجية التنموية التي تنتهجها مصر في إطار خطة التنمية المستدامة.
ولفت تشانغ ويتساي المدير العام للشركة الصينية التي تتولى إنشاءات مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى أن المشروع هو أكبر مشروع تنفذه شركة صينية في مصر حتى الآن. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه في العام المقبل.
وأضاف: يصادف عام 2022 المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والذكرى السادسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، كما يصادف عامًا جديدًا من التنمية الاقتصادية الوطنية في مصر. ها نحن ذا نقف على نقطة انطلاق تاريخية جديدة، ونستمر في دعم التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والصين، وممارسة مفهوم "مصير مشترك مصري صيني".
وتابع: نستشعر بعمق عظمة المهمة وجسامة المسؤولية الواقعة على عاتقنا. نلتزم بالتطوير التعاوني، ونضع في اعتبارنا مبدأ "البناء والمشاركة والفوز المشترك"، وتنفيذ روح "اتفاقية إطار التعاون في القدرات بين مصر والصين"، والتعاون مع أكثر من 300 شركة في مصر، والمساهمة في توفير ما يقرب من 30 ألف فرصة عمل بصورة مباشرة وغير مباشرة، ومشاركة الحرف اليدوية المتقدمة والإنجازات التكنولوجية، وتعزيز تطوير الهيكل الصناعي، وإنشاء "معهد لوبان" لتحسين المهارات المهنية للعمالة المصرية من خلال الدراسة النظرية والممارسة الفنية.
تعاون ثقافي وتعليمي
قال الدكتور ناصر عبد العال، أستاذ اللغة الصينية ووكيل كلية الألسن جامعة عين شمس، إن عشر سنوات في سجل العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين، شهدت فيها الصين ظهور مرحلة تاريخية جديدة تتسم بأفكار شي جين بينغ للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
وأضاف عبد العال: هذه المرحلة من تاريخ الاشتراكية الصينية ذات الخصائص الصينية شهدت الانجازات الهائلة للشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي في كافة المجالات، يشهد عليها التطور السياسي للحزب وتبني سياسة التطوير والتطهير والنقد الذاتي لقيادات الحزب ومحاربة الفساد وترسيخ الثقة بين الشعب والحزب بزعامة شي جين بينغ، والانجازات العلمية الكبرى. وأكد أن مبادرة الرئيس الصيني شي بشأن الأمن العالمي في ظل تعددية حقيقية حظيت بتأييد واسع النطاق من المجتمع الدولي.
وتابع: قد لفتت إجراءات الصين ومساهماتها في الوفاء بمسؤولياتها كدولة كبرى انتباه العالم بأسره، من خلال الدعوة إلى التسوية السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة ، و التمسك بمبدأ السعي لتحقيق الصالح العام والمصالح المشتركة إلى احترام مبدأ الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول، وتعزيز القيم المشتركة للبشرية في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وأوضح أنه على الجانب الآخر في مصر نجح الشعب المصري تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الخروج من النفق المظلم والتخلص من المخطط المدمر لثروات الربيع العربي والمضي قدما في التأكيد على ثوابت السياسة المصرية في الداخل والخارج ودعم علاقات الصداقة والتعاون مع كل دول وشعوب العالم ودعم السلام الاستقرار في الشرق الأوسط والمنطقة العربية والدعوة إلى نظام عالمي عادل ومنصف يدعم عملية التنمية في الدول النامية والدول الفقيرة ، وعلى الحانب الاقتصادي والاجتماعي واصلت مصر التقدم في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي حققت انجازات هائلة في عضون السنوات الماضية تتمثل في المشروعات القومية الكبرى للبنية التحتية وتشييد شبكة الطرق والجسور والمدن الجديدة والتنمية الزراعية والصناعية وشبكات السكك الحديدية السريعة .
وقال: ساهمت العلاقات الاستراتبجية الشاملة والتفاهم والرؤى المشتركة للرئيسين المصري والصيني في دعم وتطوير العلاقات بين الدولتين في كافة المجالات بما في ذلك التنسيق السياسي بين البلدين حيال القضايا الدولية والدعم المتبادل للمواقف في المنظمات والمحافل الدولية والتعاون الاقتصادي في إطار مبادرة الحزام والطريق الذي يشهد عليه مشاركة الصين في بناء المشروعات القومية العملاقة في العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة ومنطقة تيدا الصناعية الصينية في شمال غرب خليج السويس والمشرعات الكبرى في مجال الطاقة والسكك الحديدية السريعة. ولعل مواجهة جائحة كرونا التي اجتاحت العالم في العامين السابقين خير شاهد على اللحمة بين مصر والصين والدعم المتبادل والتعاون العلمي في مجال الصحة ودعم الصين لمصر في باللقاحات والتصنيع المشترك للقاح بمصر .
ولفت إلى زيادة عدد الجامعات المصرية التي افتتحت أقسام لتعليم اللغة الصينية والتعريف بالثقافة الصينية ليصل الى 20 جامعة حكومية وخاصة .. ويشهد على التعاون الثقافي والعلمي والتعليمي افتتاح الجامعة المصرية الصينية وثلاث معاهد وفصلين لكونفوشيوس في جامعات القاهرة وعين شمس وقناة السويس والاسكندرية والأقصر والقناة التعليمية بالتليفزيون ونشطت حركة الترجمة بين اللغتين الصينية والعربية وقدم المجلس القومي للترجمة ومؤسسة بيت الحكمة في مصر ودار النشر للغات الأجنبية في الصين اسهامات كبيرة في ترجمة ونشر الكتب الصينية للغة العربية .
وأكد الدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية، أن مصر والصين لديهما عوامل كبيرة مشتركة وهو ما يمتلكه الشعب المصري والصيني من حضارة قديمة تمتد لآلاف السنين.
وتابع: “حيث نجد أن الصين أدخلت فكرة الصناعات الإبداعية والثقافية ضمن الخطط الخمسية القومية لتنمية الاقتصاد منذ عام 1992، تم إنشاء جمعية شنغهاي للصناعات الإبداعية إبان الخطة الخمسية العاشرة. وفي الخطة الخمسية الثانية عشر (2010- 2015) تم الاعتراف بقيمة ودور الصناعات الثقافية والإبداعية كعنصر رئيسي في الاقتصاد. ومرت بمراحل مختلفة بداية من صُنع في الصين إلي أُبدع في الصين للتعبير عن دور الإبداع في تقدم الصين”.
وأدرجت الصناعات الثقافية والإبداعية ضمن الاستراتيجية والأهداف العامة، والعمل على تقديم الدعم المستمر للمشروعات الثقافية، وتطوير مهارات العاملين في القطاع الثقافي، وتصدير الثقافة الصينية لأجل التعاون الدولي وإصدار قوانين حقوق الملكية الفكرية.
كما تنتهج فكرة المجمعات الثقافية حيث توجد في بكين منطقة تطوير الميديا، وعاصمة السينما في الصين، ومنطقة الأعمال والمشروعات المركزية والتي تحتوي على ممر بكين للميديا، ومدينة بكين للكتاب.
ويعد تعريف الصناعات الثقافية والإبداعية في الصين أكثر شمولا من تعريفها في دول أوروبا لأنها تضم فكرة السياحة الثقافية ضمن خدماتها الثقافية لتحقيق تنمية مستدامة كمدينة شينزن التي تحولت من قرية تعتمد على صيد الأسماك والزراعة فقط إلى مدينة إبداعية متميزة بسياحتها الثقافية التي وفرت العديد من الوظائف وفرص العمل والخدمات والمنتجات، بالإضافة لتميزها في أنواع كثيرة من التصميم كتصميم الأزياء والمجوهرات وتصميم الحرف اليدوية وتصميم الساعات والتصميم المعماري والتصميم الداخلي وغيره.
واستكمل: “أصبحت مصر الآن تولي اهتمامها بالصناعات الثقافية والإبداعية وإدراجها ضمن استراتيجيتها (رؤية مصر 2030) والارتقاء بمنظومة الاقتصاد المصري الإبداعي حيث أنه في:الجزء الخاص بالثقافة بالرؤية يشير إلى ضرورة تحويل عناصر الثقافة إلى مصدر قوة يسهم في تحقيق التنمية وأن تكون عناصر الثقافة قيمة مضافة للاقتصاد المصري بحلول عام 2030م”.
هذا بالإضافة للسعي لتطوير الحرف التراثية وتحديد مؤشرات لقياس الأداء وزيادة فرص التدريب للحرفيين بواقع ألف شاب وفتاة سنوياً لضمان استمرار الحرف التراثية وعدم اندثارها وإنشاء أرشيف مجمع وقاعدة بيانات رقمية للحرف على مستوى الجمهورية، كما تتوجه الاستراتيجية بتمكين ودعم الصناعات الثقافية، ووجود منظومة ثقافية وإتاحة جميع الخدمات الثقافية والفنية لجميع فئات المجتمع والاعتماد على التحول الرقمي والعمل على اكتشاف الموهوبين والمبدعين في المجالات الثقافية والفكرية وانفتاح الثقافة المصرية على العالم من خلال زيادة الأنشطة الثقافية والمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات الثقافية عالميا, وتنظيم المهرجانات والمؤتمرات بمصر على المستوى العربي والإقليمي والعالمي.
كما أنها سعت لإنشاء الشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية سنة 2019, وتم استكمال إجراءات التأسيس والانتهاء من تشكيل مجلس إدارة الشركة القابضة في سبتمبر 2021, ومن المقرر أنها تضم شركتين القابضة للسينما، والقابضة للحرف التراثية وذلك للنهوض بالمستوى الفني والمهني بالإضافة إلى إحياء الإبداع الثقافي سواء السينمائي أو المرتبط بالإرث الثقافي للحرف التراثية.
الجمهورية الجديدة في مصر والصين
قال الكاتب الصحفي عماد الأزرق، رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث، إن السنوات العشر الأخيرة تعد من أهم وأصعب السنوات التي مرت على مصر والصين، إذ خطت الدولتان، رغم الصعوبات والتحديات والتهديدات التي واجهتهما خلالها، خطوات واسعة وبذلت جهودا حثيثة على طريق إطلاق الجمهورية الجديدة لكل منهما.
وأضاف الأزرق: نجحت الصين في تحقيق هدفها المئوي الأول والمتعلق بـ "انجاز مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل" وتمكنت من القضاء على الفقر وإنقاذ أكثر من 800 مليون نسمة من براثن الفقر، لتحقق وحدها نحو 70% من أول أهداف الألفية للأمم المتحدة والخاص بالقضاء على الفقر، كما شرعت الصين أيضا في أولى خطوات تحقيق هدفها المئوي الثاني الخاص ببناء دولة اشتراكية قوية متحضرة مزدهرة ومتناغمة من خلال خطوات علمية مدروسة متأنية وواثقة.
وتابع: فيما نجحت مصر من جانبها، في القضاء على مظاهر الفوضى والإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار، إذانا بانطلاق الجمهورية الجديدة، ومن ثم تنفيذ خطة طموحة لإنجاز بنيتها التحتية التي انهارت على مدى نحو أربعين عاما لتستعيد قوتها وحيويتها، تمهيدا لإعادة هيكلة اقتصادها، وهو ما تستعد له مصر حاليا من خلال إطلاق المؤتمر الاقتصادي الذي دعا إليه الرئيس السيسي والمقرر انعقاده الأسبوع المقبل.
وأكد أن السنوات الأخيرة شهدت تنسيقا وتعاونا متناميا وكبيرا بين البلدين، وتفاهما وتقاربا لافتا بين الرئيسين شي جين بينغ وعبدالفتاح السيسي، ولاسيما بعد توقيع البلدين على رفع مستوى العلاقات بينهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة عام 2014، وقد ترجم ذلك اللقاءات المتكررة بين الزعيمين والطفرة الكبيرة التي شهدتها العلاقات بين البلدين خاصة في ظل تفشي جائحة كورونا، كما كانت مصر حاضرة بقوة في كل المبادرات والفعاليات التي أطلقتها الصين سواء على مستوى القمة أو أي مستوى أخر، حيث أصبحت كل منهما رقم مؤثر في سياستها الخارجية، وخططها التنموية.
وقال: هذا الأمر الذي برز بقوة من خلال التواجد الصيني المكثف في كل أنحاء مصر ومشروعاتها التنموية المختلفة من مزرعة الغليون بمحافظة كفر الشيخ وحتى محطة بنبان بمحافظة أسوان جنوب مصر، ومن سيناء شرقا وحتى مدينة العلمين الجديدة بمحافظة مطروح غربا، وما بينهم الكثير والكثير في كل المجالات من السكك الحديدية والزراعة والثروة السمكية والحيوانية والأعلاف، والفايبر جلاس والصناعات الالكترونية والطاقة الشمسية والكهرباء ومختلف المجالات التنموية فضلا عن التعاون المشترك في مجالات التعليم والتعليم العالي والصحة والثقافة وتكنولوجيا الفضاء والبحث العلمي وغيرها من صور التعاون المشترك.