عقد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ندوة بعنوان "دور الفن في التنمية المجتمعية ومكافحة الفساد وإقامة حياة كريمة" مساء أمس الإثنين، بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور الدكتور محمد حسن غانم، أستاذ علم النفس بكلية الآداب- جامعة حلوان، والدكتور محمد ندا، أستاذ أستاذ الوقاية من الأزمات بالجامعة الأمريكية، والفنان محمود الحديني، وأدار الندوة الكاتب عماد مطاوع، وذلك وفق بيان صادر عن المركز اليوم.
قال الكاتب عماد مطاوع، إن الفنان محمود الحديني أحدث تغييرا في آلية الشخصية المسرحية منذ أن وقف على خشبة المسرح، مضيفا أن الإنسان على مدار تاريخه في حالة صراع دائم ويسعى لتحسين حياته، والفنون ليست بعيدة عن هذا السياق، فكيف يمكن أن يسهم الفن في تشكيل ملامح الإنسان؟ وكيف يكون أداة لمحاربة الفساد؟ وكيف يساهم الفن في تبني شعارات مصر جديدة؟
من جهته قال الدكتور محمد حسن غانم، أستاذ علم النفس بكلية الآداب - جامعة حلوان، إن الفن له أدوار متعددة ومسئول عن التنمية في المجتمع، والفنان لا بد أن يشخص مشكلات المجتمع، كما أن للفن دورا في مكافحة الفساد، وتساءل هل كاتب السيناريو ينقل ما يحدث في الواقع؟ وكيف يكافح الفن الفساد؟ فدور الفن زيادة الوعي، وهل الفن يقوم بهذا الدور؟ وهل يؤدي لشعور الأفراد بحياة كريمة؟.
وقال الدكتور محمد ندا، أستاذ أستاذ الوقاية من الأزمات بالجامعة الأمريكية: "نحن حاليا في معركة التقنية وتحتاج تضافر الجهود، واليوم تصرف المليارات على مبادرة "حياة كريمة"، فتحولت مصر إلى وطن الأوطان، ووطن لمن ليس له وطن بحجة الإنجاز في الوصول لحياة كريمة".
وأضاف ندا، أن الفن الجيد هو الذي يعالج الفساد ولو عالجنا الفساد سوف نعيش حياة كريمة، فرياح التغيير تهب علينا من كل جانب، فالفن لابد أن يرصد الأحداث، ويلقي الضوء عليها بشكل واضح، وعندما يتعانق القدر مع فساد البشر تصنع أروع الكوارث التي يمكن أن تدرس، فالفن رسالة ولكن رسالة هادفة وليست رسالة هادمة.
بينما ألقى الفنان محمود الحديني، الضوء على دور الفن في بناء الإنسان ومكافحة الفساد، ولا بد أن يكون للفن دورا هادفا، مؤكدا أن الفن الجاد والهادف في النهاية يطهر النفس.
وقال الحديني: اليوم الفن الهادف يتعرض لهجمة شرسة؛ فرأينا مثلا في نقابة الموسيقيين ما حدث مع المطرب هاني شاكر، والهجوم الواضح بسبب مطربي المهرجانات، بسبب الدفاع عن الفن ولكي ندافع لا بد أن نكون مع الفن الجاد والهادف ولا نكون مع الفن الهادم للإنسان، والقضية الأخرى أنه لا يوجد مساهمات في المدارس مثل المسرح المدرسي لزيادة الوعي والثقافة لأبنائنا، فالأسرة المصرية اليوم تفككت، فإذا ذهب الأب بأولاده للمسرح ستتفجر لديهم طاقات، فالمواد الدراسية شئ والثقافة شئ آخر، فالأم والأب يجب أن يغرسا الثقافة في الأبناء، ٣٠% من الشعب المصري لا يعرف القراءة والكتابة وهذه جريمة من المثقفين. فالمسرح يختلف عن أي فن، يستطيع أن يؤثر ثأثير كبير، والمؤلف المصري لابد أن يتوقف عن اقتباس روايات أجنبية وإعادة تقديمها، والسؤال هنا كيف نستطيع أن نجعل المسرح مهم في حياتنا؟ فلابد من تواجد مؤلفات في المسرح عن الفساد ومكافحة الفساد.
ووجه رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية الفنان ياسر صادق، الشكر لجميع المشاركين بالندوة لما قدموه، قائلا: "أستاذي العظيم محمود الحديني صاحب فضل علينا جميعا فقد منح للمركز مكانا مميزا، فهذا المركز هو الأعظم والأوحد في الوطن العربي، ولا بد أن يكون له مكان محترم وشرفت بالعمل تحت إدارته في البيت الفني للمسرح".
وأضاف رئيس المركز، أن الفساد أنواع أقلهم على الإطلاق الفساد المالي، ومحاربته أسهل من حيث تطبيق القانون، والفساد الإداري أخطر من الفساد المالي، فهو الأداة التي تؤدي للفساد المالي، أما الفساد الأخلاقي المنوط به الفن، لأن الفن حرفة صناعة الإنسان، فهذه الحرفة إذا كانت رديئة تصنع إنسان ردئ. ووزارة الثقافة محملة بأعباء كثيرة جدا لا تتناسب مع مواردها المالية، فلابد للوزارة أن يكون لها جزء في كل الوزارات، داخل كل وزارة من الوزارات صناديق ونقابات، أين دورهم في إعداد وإقامة ندوات ومسرحيات حتى تصل الخدمة الثقافية لجميع المستويات؟ لا بد من تفعيل بروتوكولات، إضافة لوجود مواد فنية مثل "الشعر، والموسيقى، والغناء، والأدب، والتذوق فني" في وزارة التربية والتعليم ويرتبط بها الطفل.
وأعلن رئيس المركز، إطلاق مسابقة "التأليف المسرحي في مكافحة الفساد"، وذلك في إطار قيام المركز بدوره في هذا الشأن.