مع تصاعد الاحتجاجات الإيرانية في الخارج لتأييد المتظاهرين في الداخل، يشعر النظام بالتهديد الشديد فقد انتشرت الاحتجاجات المؤيدة للحراك الشعبي الإيراني في الخارج بما في ذلك لندن وباريس وروما ومدريد وعواصم عاليمة أخرى.
الأكبر حجمًا وتأثيرًا
ويواجه النظام الإيراني، أكبر احتجاجات شعبية على مستوى البلاد منذ سنوات، وذلك إثر وفاة أميني وهي شابة تنتمي للإثنية الكردية، ولذلك يمثل الانفصاليون الأكراد أصحاب التأثير الأكثر وضوحًا في الاحتجاجات من بين جميع هياكل للمعارضة الإيرانية في الخارج، وأيضًا يمتلكون أحزابًا منظمة ويتواصلون مع حكومات الدول الغربية لإقناعهم بالتدخل لصالحهم.
وقد أعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إنه تحدث مع عدد من النساء الإيرانيات ونشطاء حقوقيين أيضًا لبحث كيفية استمرار للولايات المتحدة في دعم المتظاهرين داخل إيران، وفق ما ذكرته وسائل إعلام إيرانية في المهجر.
وقد دعا سوليفان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى تحقيق العدالة في وفاة مهسا أميني التي قُتلت أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية.
إجراءات مشددة
وفي باريس انضم عدد من المواطنين والمسؤولين المنتخبين إلى الاحتجاجات المطالبة برحيل النظم الإيراني لكن الشرطة الفرنسية منعت المتظاهرين من التوجه نحو مقر السفارة الإيرانية، وكذلك في لندن وعواصم أوروبية تم تشديد الإجراءات حول مقرات السفارات الإيرانية في هذه العواصم.
كما اخترق نشطاء يدعمون موجة الاحتجاجات في إيران بثّا إخباريًّا مباشرًا للتلفزيون الحكومي الإيراني، ووضعوا إشارات معادية على وجه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، ولقي هذا الفيديو للاختراق انتشارًا واسعًا على الإنترنت خارج إيران.
وأثار مقتل الشابة الاحتجاجات الحالية المستمرة في جميع أنحاء البلاد حتى الآن، وقد نشط الإيرانيون في الخارج في التعريف بقضيتهم وانتشرت صور تضامن النساء الأوروبيات على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك موقعي الفيسبوك والتويتر وموقع يوتيوب للفيديوهات، وكذلك قامت ممثلات بارزات من فرنسا بقص بعض من خصلات شعرهن، تضامنًا مع الاحتجاجات الجارية في إيران، إثر مقتل الشابة مهسا أميني، من قبل ما يعرف بشرطة الأخلاق.
وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يضم منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، نظم مؤتمرًا سنويًّا في العاصمة الفرنسية باريس، ما دفع الخارجية الإيرانية لاستدعاء السفير الفرنسي لديها وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة إزاء السماح بعقد هذا الملتقى.
المعارضة في الخارج
وتعد منظمة «مجاهدي خلق» إحدى أهم الجماعات المناهضة لنظام طهران وتتمتع بدعم مالي كبير ودبلوماسي من الحكومات الغربية.
وتلقت الحكومة الأمريكية الممثلة في إدارة الرئيس جو بايدن، مناشدات لتقديم الدعم للإيرانيين المنتفضين ضد نظامهم، وأن الدعم لا بد أن يشمل إيواء الأفراد الإيرانيين المطاردين من الحكومة، والضغط على حلفاء طهران، لإجبار النظام الحاكم على الاستجابة لمطالب المحتجين.
ونشطت المنظمات المعارضة في الخارج كذلك في نقل الاحتجاجات، فقد نشرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، أعداد المحتجين والمواطنين الذين قتلوا في الاحتجاجات الأخيرة.
وبحسب هذه المنظمة، فإن «معظم عمليات القتل وقعت في إقليم سيستان وبلوشستان، حيث إن نصف القتلى من هذه المقاطعة الإيرانية».
وكذلك ذكرت «هنكاو»، وهي منظمة حقوقية كردية تتخذ من أوروبا مقرًا لها، أماكن الاحتجاجات والاضرابات.
واتهمت إيران مرارًا قوى خارجية بإشعال الاحتجاجات، وأعلنت اعتقال عدد من الأجانب من دول بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا، وبناء على ذلك نصحت الحكومة الفرنسية مواطنيها الذين يزورون إيران بمغادرتها، مشيرة إلى خطر تعرضهم للاعتقال.