أكد وزير القوى العاملة حسن شحاتة، أن الدولة المصرية اتخذت العديد من التدابير والإجراءات العملية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، بتبني برامج حماية إجتماعية، ودعم العمالة غير المنتظمة ،وتفعيل الحوار الإجتماعي ،وتعزيز علاقات العمل.
جاء ذلك خلال كلمة "الوزير" صباح اليوم الثلاثاء في المؤتمر المشترك بين منظمة الوحدة النقابية الأفريقية ومكتب الأنشطة العمالية لمنظمة العمل الدولية المنعقد في القاهرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي ، بعنوان :"إمكانية تطبيق الحماية الاجتماعية من أجل تنمية مستدامة شاملة لأفريقيا.
بدأ "الوزير" كلمته بالترحيب بقيادات منظمة العمل الدولية ومنظمة الوحدة النقابية الأفريقية واتحاد عمال مصر،قائلاً لممثلي منظمة الوحدة النقابية الافريقية من ابناء القارة السمراء :"نرحب بكم جميعا على أرض الكنانة مصر..مصر التي ترتبط إرتباطاً وثيقاً مع القارة الافريقية،كشجرة جذورها في الأرض ممتدة منذ بدء الخليقة، وفروعها في السماء مرتفعة هاماتها في أرجاء المكان..فإن التاريخ يشهد على تلك العلاقة الأبدية ،والتي تؤكد وحدة المصير والأهداف،والعمل المشترك ،ولا يغيب عن حضراتكم ،أن مصر كانت إحدى الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة النقابية الافريقية عام 1963، حيث كان الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر" أحد الآباء المؤسسين للمنظمة، ورمزا للنضال والتحرر الوطنى فى إفريقيا وشتى الدول التى عانت من الاستعمار، ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم فى عام 2014، سعت مصر إلى لعب دور أكثر فاعلية،ونشطت بالفعل فى مختلف آليات العمل الإفريقى المشترك،كما أطلقت مصر في نوفمبر 2021،خطة العمل الاستراتيجية متوسطة المدى للفترة ٢٠٢١ - ٢٠٢٥ لدول "تجمع الكوميسا"،والتي تهدف إلى تعميق الاندماج الاقتصادي والتكامل الإقليمي والتنمية ما بين دول ذلك التجمع الافريقي الذي يزيد عدد سكانه عن 583 مليون نسمة، وذلك بالتناغم مع اتفاقية منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية.
وبشأن التحديات العالمية الراهنة قال الوزير للمؤتمر :"ونحن نناقش اليوم برامج الحماية الاجتماعية والتنمية والتحديات التي واجهت العالم أجمع جراء فيروس كورونا ،فإنه لا يغيب عنكم ،وانتم خبراء متخصصون في قضايا العمل،خطورة التحديات الراهنة ،وأنه ومنذ ظهور جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"،أعلنت كافة الدراسات والتقارير الدولية،والصادرة عن جهات رسمية متخصصة أن قضايا العمل كانت الأكثر تأثراً بذلك "الفيروس" ،وأن الأزمة الاقتصادية ،وأزمة الوظائف التي أحدثها انتشار "الوباء" أدت إلى زيادة أعداد العاطلين عن العمل في العالم بنحو 25 مليون شخص،لتتخطى الـ207 ملايين عاطل حول الكرة الأرضية ،مقابل 186 مليونا في 2019، وان تلك المعلومات الموثقة التي اطلقتها منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة ،في تقريرها العالمي للحماية الإجتماعية 2020-2022، جاء فيها ايضا ان 47 في المائة فقط من سكان العالم مشمولون حالياً بواحدة على الأقل من إعانات الحماية الاجتماعية، بينما لا يحصل 4.1 مليار شخص "53 في المائة" على أي دعم أو "إعانة".
وحول تبني الدولة المصرية لتدابير المواجهة قال "الوزير" للحضور:"إن مصر التي "أفلتت" من الإرهاب،الذي حاول بكل الطرق أن ينال من إستقرارها وتنميتها،نجحت في القضاء عليه ،وهي الان تعيش مناخ إستثماري مستقر يحمي الصناعة الوطنية،ويدعم القطاع الخاص،وتسير وبخطى ثابتة نحو "الجمهورية الجديدة"و"المشروعات القومية العملاقة"،وتنفيذ البرامج التي تستهدف المزيد من تعزيز علاقات العمل وزيادة الإنتاج وفرص العمل وتفعيل خطط التدريب والتشغيل وتأهيل الشباب لسوق العمل في الداخل والخارج ،وكل ذلك يتزامن مع "حوار وطني ومجتمعي"على أرض الواقع تشارك فيه كافة القوى الوطنية..وقدمت كل الدعم للعمالة غير المنتظمة،ولا تزال،ورفعت من حجم الإنفاق الحكومي على برامج الحماية الاجتماعية والذي بلغ خلال السنوات الثماني الماضية منذ العام المالي 2014-2015 وحتى الأن ،حوالي 2 تريليون جنيه، بما يمثل زيادة بنسبة 95٪ مقارنة بإجمالي الإنفاق في السنوات الثماني السابقة لها،كما تمكنت من اتخاذ خطوات سريعة في مواجهة الأزمات الأخيرة، من خلال توسيع شبكة الحماية الاجتماعية ،وأطلقت مبادرة حياة كريمة باعتبارها مشروع طموح لمعالجة الفقر متعدد الأبعاد ،وتوفير الحياة الكريمة لأكثر من 50 مليون مصري في 4500 قرية، يشكلون حوالي نصف إجمالي السكان، مما يجعلها مبادرة غير مسبوقة من حيث تغطيتها ونطاق تمويلها"