أكد الباحث السياسي فلاديسلاف فاسيوك أنه يجب على المجتمع الدولي التحرك بحزم الآن وليس لاحقا لوقف الحرب في أوكرانيا وإلا سوف يواجه عواقب وخيمة وصراعا أوسع نطاقا مع روسيا.
وأشار الباحث - في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية - إلى أن أوكرانيا في أمس الحاجة إلى المزيد من الدعم العسكري لمواجهة القوات الروسية، كما أكد ضرورة فرض المزيد من العقوبات على موسكو حيث أن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا لم تمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الاستمرار في حربه بأوكرانيا.
وأوضح أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي بدأت الدول الغربية في فرض عقوبات قاسية على موسكو في محاولة لإنهاك الاقتصاد الروسي ومنع روسيا من تمويل العمليات العسكرية في أوكرانيا، إلا أن تأثير تلك العقوبات على الاقتصاد الروسي لم يأت بالنتائج المرجوة منه وهو ما يشير إلى أنه يجب على الدول الغربية اتخاذ المزيد من العقوبات لإنهاء تلك الحرب.
ولفت إلى أن المجتمع أمامه خياران في الوقت الراهن لا ثالث لهما، إما فرض المزيد من العقوبات على موسكو وتقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا لتعزيز قدراتها العسكرية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية، أو مواجهة روسيا في حرب أوسع نطاقا وأبعد مدى بتكلفة اقتصادية تفوق بكثير قدرات المجتمع الدولي على تحملها.
وأضاف أن أحد أهم تلك العقوبات المقترحة هو استبعاد روسيا من مجموعة العمل المالي - وهي منظمة حكومية دولية مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، أسست سنة 1989 وتعمل على سن المعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح.. موضحا أن ممثلين من أعضاء المنظمة من صندوق النقد والبنك الدوليين والانتربول والأمم المتحدة سوف يلتقون اليوم في باريس، وأكد أهمية اتخاذهم قرار استبعاد روسيا لما له من أكبر الأثر على الاقتصاد الروسي.
وقال الباحث "إن مثل هذا القرار سوف يفرض مزيدا من الضغوط على الاقتصاد الروسي مما قد يدفع الكرملين إلى وقف تمويل تلك الحرب التي تدور رحاها في الوقت الراهن في أوكرانيا".. موضحا أن هذا القرار سوف يكون له تداعياته الضخمة على حجم التجارة بين روسيا ودول العالم لأنه سوف يعرقل عمليات التبادل التجاري بين روسيا والدول الأخرى.
وفي ختام مقاله.. أشار الباحث إلى أن الطرف الوحيد الذي بإمكانه اتخاذ قرار إنهاء الحرب هو روسيا بعد أن أظهرت أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية رغبة صريحة في إحلال السلام واتخاذ الخطوات اللازمة حتى تضع تلك الحرب أوزارها.