أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أوروبا بدأت في اتخاذ إجراءات تقشف شديدة لترشيد استهلاك الكهرباء تحسبًا لفصل شتاء قارس البرودة في ظل قطع روسيا لواردات الغاز عن الدول الأوروبية على خلفية العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأشار التقرير، الذي شارك في إعداده الصحفيون ليزا أوكارول، جينيفر رانكن، جون هانلي، روري كارول، فيليب أولتمان وسام جونز، إلى أن الحكومات في جميع أرجاء القارة الأوروبية بدأت في اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتعويض النقص في واردات الطاقة الناجم عن الموقف الروسي.
وأوضح التقرير أن السلطات المحلية في باريس، على سبيل المثال، قامت بإطفاء أنوار برج إيفل الشهير ساعة مبكرًا عن الموعد المعتاد في الوقت الذي قامت فيه السلطات في ميلانو بإغلاق نوافير المياه في الميادين العامة بينما أحجمت صالات الجمينزيوم في هانوفر عن توفير مياه ساخنة لروادها.
وفي الوقت نفسه، ناشدت السلطات المحلية في جميع الدول الأوروبية السكان تجنب استعمال الأجهزة الكهربية داخل المنازل في الفترة من الرابعة حتى السابعة مساءً إلى جانب استخدام الأغطية الثقيلة في التدفئة بدلًا من استعمال الأجهزة الكهربية.
يضيف التقرير أن تلك الإجراءات شملت جوانب أخرى من مناحي الحياة اليومية في القارة الأوروبية حيث ناشدت المحال التجارية موظفيها باستخدام الدرج بدلًا من المصاعد واستعمال أجهزة موفرة للطاقة في المنازل.
ويضيف التقرير أن الحكومات والسلطات المحلية في جميع الدول الأوروبية بدأت تستجيب لدعوات الاتحاد الأوروبي لتخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 15 بالمائة بحلول مارس القادم.
وبدأت كذلك سلسلة المحلات الشهيرة مثل كريستيان ديور وجيفانجي وتيفاني وكارفور في إطفاء الأنوار مبكرًا ثلاث ساعات عن المعتاد في محاولة لترشيد الطاقة ومواجهة الأزمة الطاحنة التي تعاني منها القارة بأسرها.
بالإضافة إلى ذلك، كما يشير التقرير، ناشدت السلطات في الدول الأوروبية المسؤولين عن المباني العامة استخدام لمبات "الليد" الموفرة بدلًا من اللمبات العادية وإغلاق سخانات المياه وعدم استخدامها إلا للضرورة القصوى.
ويشير التقرير في الختام إلى أن الوضع أصبح أكثر سوءًا في بعض الدول مثل أوكرانيا التي تعاني من ويلات حربها مع القوات الروسية إلى جانب أزمة طاقة حادة تهدد بشتاء قارس البرودة في دولة تعتبر من أكثر الدول الأوروبية انخفاضًا في درجات الحرارة.