رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الإرهاب يتسول.. أزمة الموارد تلاحق «داعش».. التنظيم فقد النفط كمصدر تمويل ويطلب من أعضائه زيادة الدعم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دعوات عدة وجهها تنظيم «داعش» الإرهابي لأنصاره ومؤيديه لزيادة الدعم له، وتؤكد هذه الدعوات وجود أزمات عدة داخل التنظيم بسبب التمويل، لا سيما بعد خسارته العديد من المناطق في سوريا والعراق التي يكتظ بعضها بالنفط الذي استخدمه التنظيم في تنفيذ عملياته الإرهابية بالإتجار فيه؛ حيث تؤكد تلك الدعوات وجود أزمة كبيرة وتساؤلات عدة حول مصادر تمويله في الوقت الراهن لتنفيذ مخططاته الإرهابية.

دعا تنظيم «داعش» الإرهابي مؤيديه وأنصاره حول العالم، من خلال متحدثه عبر رسالة صوتية بثها عبر قنواته بوسائل التواصل الاجتماعي «تيليجرام»، لزيادة الدعم عبر التبرعات العينية، وهى دعوة تشي بأزمة كبيرة، رغم أن تقديرات سابقة لوزارة الخزانة الأمريكية تشير إلى امتلاك التنظيم نحو 100 مليون دولار من الاحتياطيات النقدية.

وبحسب إذاعة «صوت أمريكا» فإنه بعد خسارة التنظيم لمناطق سيطرته التي كانت تغدق عليه الأموال من بيع النفط المسروق، بات يواجه بعض الأزمات في التمويل بعد هزيمته في سوريا والعراق، وكذلك إحكام كثير من الدول لعمليات تحويل الأموال ومراقبتها بشكل صارم، لافتة إلى أن هذه الأساليب تمت إلى حد كبير في محافظة دير الزور شرق سوريا، كما يقوم عبر خلاياه النائمة في المناطق المتاخمة للرقة وحلب وحماة بشن هجمات واسعة النطاق للنهب.

ومنذ مارس 2019، اتجه «داعش» إلى مصادر تمويل أخرى بينها قتل الرعاة وسرقة ماشيتهم، وكذلك ابتزاز المجتمعات المحلية في شرق سوريا لتمويل أنشطته، حيث اعتبرها بمثابة سلاح ذي حدين، ما بين سد عجز التمويل والإمداد، وكذلك إثارة الفوضى عبر عمليات القتل التي يستغلها أحيانًا للتخفي بين النازحين.

وحول أماكن تصريف المسروقات، ذكرت صحيفة «مترو» البريطانية أن عناصر التنظيم المتخفين في هيئة رعاة الأغنام يبيعونها إما للسكان المحليين بأسواق الماشية، أو في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية «قسد» وكذلك جنوبا في المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة وأيضًا عبر الحدود مع العراق.

ولجأت خلايا التنظيم الإرهابي المتواجدة في العراق وسوريا إلى السير على نهج بعض الجماعات الأخرى، باتباع أساليبها لتمويل عملياتها الإرهابية عبر احتجاز الرهائن وطلب الفدية، إضافة إلى ابتزاز أصحاب المصانع والمحال والشركات بفرض إتاوات وعقوبات قاسية على المخالفين.

في الجهة المقابلة، أكد جريجوري ووترز، الباحث بمشروع مكافحة التطرف ومقره نيويورك، أن دخل التنظيم الإرهابي بات ضعيفًا، لا سيما بعد خسارته تجارة النفط، والابتزاز والسرقة عملية سهلة ومربحة، حيث تخدم هذه الطريقة غرضًا آخر يتمثل زيادة الفوضى ومن ثم ارتفاع أعداد النازحين داخليًّا ما يعني مزيدًا من المعابر غير الرسمية، فهو بحاجة ماسة الآن لإمداد خلاياه والدفع للمهربين، منوهًا إلى أن هذه الأوضاع تسهل على الدواعش التخفي والتسلل بين الغرباء.

الباحث بمشروع مكافحة التطرف، أشار إلى أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة عامل رئيسي في عودة ظهور داعش، حيث ينمي الاقتصاد المتهاوي تجارة السوق السوداء، فالتنظيم كان يجني ملايين الدولارات من النفط وأغلب التمويل حاليًا إقليميًا أو محليًا، وهذه الأموال تستخدم الأموال في دفع رواتب عناصر داعش والمهربين، وشراء البضائع وأحيانًا السلاح.

بينما أكد مراقبون، أن التنظيم يستخدم وسائل عديدة لنهب المال من المتاجر عبر العنف أو التهديد بالقتل، فعناصره تستهدف المواطنين الذين لهم علاقات مع قوات قسد ومؤسساتها، ويمارس تلك الأساليب بشكل واسع في الريف الشرقي لدير الزور، ومن يرفضون دفع الأموال يواجه عقابًا قاسيًا بتفجير متاجرهم أو سياراتهم وحتى بيوتهم.