تتوجه أنظام العالم إلى جنوب مصر، يوم 22 أكتوبر المُقبل للاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل، جنوب أسوان، في ظاهرة فلكية فريدة.
ويُعتبر تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل حدثًا فريدًا من نوعه، وتتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني بأبو سمبل مرتين في العام، وتوافق الأولى ذكرى ميلاده في 22 أكتوبر، والثانية ذكرى تتويجه ملكًا لمصر في 22 فبراير من كل عام.
بنى الملك رمسيس الثاني معبد أبوسمبل بغرض تكريسه لآلهة الشمس "آمون رع" و"بتاح" و"رع حور آختي" وهي التى قدسها وعبدها المصرى القديم، فالمعبد منحوت فى الصخر، والذي تم بنائه تقريباً عام 1244 ق.م، وقد إستغرق حوالى واحد وعشرون عامًا فى بنائه، حيث تم الإنتهاء منه عام 1265 ق.م.
ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لـ"رمسيس الثانى" وهو جالس، ويزيد إرتفاع كل تمثال على عشرون مترًا، ونجد أن واجهة المعبد بها أربعة تماثيل كبيرة وضخمة جالسة في مقدمة المعبد، تم نحتها من الصخر الجرانيت الكبير، منها أحد التماثيل التي تحطمت بفعل الزمن على واجهة المعبد.
ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس في المعابد المصرية، لم تكن صدفة، لأن المصري القديم كان دقيقًا في كل شيء، حيث إن الظاهرة كانت تتعامد في 14 معبدًا وأثرًا مصريًا، وظلت ممتدة حتى العصور البطلمية والمسيحية.
كما أن المصري القديم كان بارعًا في علوم الفلك والرياضيات والهندسة، أما عن تعامد الشمس علي وجه الملك "رمسيس الثاني" مرتين كل عام فهي عمل عبقري عظيم أقدم الفنان المصري القديم، وهي مرتبطة وفق بعض المصادر الأثرية بيوم ميلاد الملك رمسيس الثاني، ويوم جلوسه علي العرش .
التماثيل الأربعة تُمثل الملك "رمسيس الثاني" جالسًا على العرش وهو يرتدي تاجًا مزدوجًا لمصر العليا والسفلى، وهي تتشابه مع التصميمات الداخلية لمعابد مصرية آخري، كما نجد الملك "رمسيس الثاني" تم تصويره وكشف مدي إرتباطه بالإله "أوزير".
بالإضافة إلي تصويره في مناظر متعدده رائعة وهو يقدم الهدايا والقرابين للآله، ويحرق البخور، كما أننا نجد عند قمة الكورنيش أنه مُزخرف بحليات معمارية تحمل خراطيش الملك "رمسيس الثاني" مُحاطًا بالأفاعي ورسمين منقوشين لـ"آمون" و"رع حور آختي".