لوحة فنية صغيرة، ولكنها تٌحدث العالم، يقف بجوارها طالب ضعيف البصر، عمره 14 عاما ليقدمها ضمن المعرض الفني لطلاب المدارس حول تغير المناخ، المقام بالمتحف القومي للحضارة المصرية.
"ملامح جنوبية"، وبشرة سمراء، وابتسامة تعبر عن الاصرار والتحدي.. وبصوت جَهْوَرِيّ جميل، يقول "محمد حسين محمد"، من أسوان طالب بالصف الثالث الإعدادي، مدرسة النور للمكفوفين بأسوان، إنني ذهبت لمركز تنمية القدرات بأسوان في العطلة الصيفية لتنمية موهبتي، والمعلم شجعني وساعدني للمشاركة في مسابقة "المُناخ"، ومنها للمشاركة في المعرض، وفكرتي جاءت من سخونة الطقس في محافظة أسوان شتاءًا أوصيفا.
"عندي باقي إبصار"، والموهبة لدي من صغري، وأُعين نفسي في إعداد اللوحات، واختيار الألوان وشاركت في مسابقات فنية عديدة"، والنحت بالصلصال والرسم بالخزف، والفوم، والرسم ببرايل، ومعلمي ساعدني في ذلك بتعليمي المبادئ في العمل نفسه، لذلك المهمة سهلة، قالها "محمد" لـ"البوابة نيوز".
بـ"أدوات بسيطة، وألوان خشب قمت برسم لوحة تعبر عن كوكب الأرض، وتحتها طبقا، واسفلهما ألسنة اللهب، والطبق نموذج لسخونة كوكب الأرض من الخارج والتي أدت لأزمة الاحتباس الحراري، وهو ما يؤدي لمشكلات التصحر وحرائق الغابات، وذوبان الجليد، يوصف لنا "محمد" مضمون لوحته الفنية، ويضيف: "كوكب الأرض، لا يخلو من أماكن جميلة ونافعة، عبرت عنها في اللوحة بلونين الأزرق، للمسطحات المائية، والأخضر للنباتات والزراعة".
وكان قد افتتح الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس الأحد، المعرض الفني لطلاب المدارس حول تغير المناخ؛ حيث شارك الطلاب بـ200 لوحة فنية متعلقة بقضية تغير المناخ.
حضر الفعالية عدد من قيادات وزارة التربية والتعليم وجيريمي هوبكنز، ممثل يونيسف في مصر، وعدد من الموهوبين من الأطفال والشباب من مختلف المحافظات الذين شاركوا في "المسابقة الفنية الوطنية للفنون حول تغير المناخ" بالمدارس الحكومية.