شهدت فعاليات النسخة الـ66 لمهرجان لندن السينمائي الدولي مشاركة عدد كبير من أفلام العرض الأول والعروض الناجحة الأخرى القادمة من مهرجانات كان وفينيسيا وتورنتو، إضافة إلى أحدث إنتاجات السينما البريطانية. وسط حضور كثيف للجمهور ولصناع السينما حول العالم.
وأفتتح المهرجان فعالياته بعرض فيلم الموسيقى "Matilda" من بطولة النجمة إيما تومبسون، وهو إعادة تكيف لنسخة داني ديفيتو الصادرة عام 1996. القصة مقتبسة من رواية روالد دال، وتدور أحداثها حول (ماتيلدا) طفلة غير عادية، تمتاز بذكاء فائق، وقدرات خارقة للطبيعة، منها قدرتها على تحريك الأشياء باستخدام قواها العقلية. ولكن (ماتيلدا) تبقي قدراتها سرا في ظل القدر الذي جعلها ابنة أسوأ والدين يمكن أن يعيش معهما طفل، فوالدا (ماتيلدا) شديدا القسوة، لا يهتمان بها على الإطلاق، ولا يفكران في مستقبلها، ولهذا يقومان بإرسالها إلى مدرسة تديرها السيدة المتوحشة (أجاثا)، التي تزيد من العذاب الذي تلاقيه الطفلة الموهوبة، ولكن (ماتيلدا) تجد بارقة أمل في المدرسة متمثلة في المعلمة الطيبة (هوني) التي تحب الطفلة ، وتكتشف مواهبها، وتساعدها على الصمود في حياتها الصعبة ، وتكون معها جبهة تتصدى لجبهة الشر المتمثلة في الوالدين، ومديرة المدرسة.
ومن بين الأفلام التي عرضها المهرجان هذا العام، فيلم "Bardo" للمخرج إليخاندرو جونزاليس إيناريتو، والذي سبق وشارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وكذلك فيلم "Close" للمخرج لوكاس دونت، وفيلم "Decision To Leave" للمخرج بارك تشان ووك، الفائز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي هذا العام. ويعرض أيضًا فيلم "The Eternal Daughter" للمخرجة البريطانية جوانا هوج، وفيلم "The Holy Spider" للمخرج علي عباسي، وتم اختياره لتمثيل الدنمارك في القائمة الطويلة لجوائز الأوسكار العام المقبل. بمشاركة الفيلم السويدي "ولد من الجنة" للمخرج السويدي ذو الأصول المصرية طارق صالح، والفيلم المتوج بسعفة كان الذهبية "Triangle of Sadness" للمخرج روبن أستلوند.
يستضيف المهرجان أيضًا، فيلم الدراما “Saint Omer” للمخرجة أليس ديوب، الذي سبق وشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الـ79، وحصد جائزتي أسد المستقبل ولجنة التحكيم الكبرى. ويتناول العمل، المستندة أحداثه إلى قصة حقيقية لمحاكمة كانت تجري في قضية قتل طفلة، حول قصة لورنس كولي (تؤدي دورها جوسلاجي مالاندا)، وهي مهاجرة سنغالية متهمة بقتل طفلتها عندما كانت تبلغ 15 شهراً، إذ تركتها على أحد شواطئ شمالي فرنسا عند ارتفاع المد. واستوحي الفيلم من واقعة حصلت سنة 2013 والمحاكمة التي تلتها.
ويعود للمهرجان فيلم الغموض والجريمة "Glass Onion: A Knives Out Mystery" للنجم دانيال كريج، عقب عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. وخلال الفيلم، يعود المحقق المخضرم بينوا بلانك على طريق العمل مجددًا، حينما يسافر إلى اليونان ويتولى التحقيق في قضية قتل غامضة تتضمن العديد من الأشخاص المتورطين.
ومن بين العروض الجديدة المنتظرة خلال المهرجان، فيلم الدراما " LIVING" للمخرج أوليفر هيرمانوس، والمقتبس عن فيلم المخرج الياباني كوروساوا " To Live" الصادر عام 1952. وتدور أحداثه حول موظف في مصلحة الضرائب الحكومية، يكتشف حدثًا سيقلب كل شيء في حياته والطريقة التي يفكر بها؛ وهو أنه سيموت في قُرابة العام ﻷن عندهُ سرطان المعدة. يعقد واتانابي العزم، وﻷول مرة منذ عشرين سنةً، أنه سيعيش كل يوم من حياته اﻷخيرة كما يفترض. ويعرض كذلك فيلم الفانتازيا المنتظر " Pinocchio" للمخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو، والمتوقع وصوله لمنصة نتفليكس في ديسمبر المقبل.
ويستقبل المهرجان أيضًا عددًا من عروض الأفلام العربية، في مقدمتها فيلم "نزوح" للمخرجة سؤدد كعدان، والحائز على جائزة الجمهور بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وكذلك فيلم "الملعونون لا يبكون" للمخرج فيصل بوليفة، و"القفطان الأزرق" للمخرجة مريم توزاني، الممثل المغربي في القائمة الطويلة لجوائز الأوسكار العام المقبل. وفيلم “السباحتان” للمخرجة المصرية سالي الحسيني، والمقرر عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الشهر المقبل، ومن تونس، فيلم “أشكال” ليوسف الشابي، وفيلم “تحت أشجار التين” للمخرجة أريج السحيري، ممثل تونس في القائمة الطويلة لجوائز الأوسكار.
