في أحد الشوارع الضيقىة في منطقة حارة اليهود في وسط البلد، يجلس صيام محمد الرجل الأربعيني يعمل في ورشته ليل نهار من أجل أن يجني قوت يومه، ويحق مما يريد من حياة مستقرة ينعم فيها بالطمأنينة، حيث يعمل منذ 30 عاما في مهنة إعادة تدوير البلاستيك "الشكاير" بشكل جديد ليصنع منها مفارش كبيرة تستخدم في العديد من الأشياء.
يقول الرجل الأربعيني لأنه يعمل على تصنيع المفارش التي تستخدم في غطاء السيارات، وأيضا في غطاء واجهة العمائر أثناء العمل بها وإعادة ترميمها، كما أنه يوفر المئات من احتياجات الفلاحين في الأراضي الزراعية لمثل هذه المفارش، والأكياس التي يتم تخزين تبن القمع والفول بها لسنوات طويلة.
وأضاف صيام أن العديد من أصحاب مصانع الملابس يقدمون على شراء هذه الأشياء من أجل تخزين الملابس، أو بيعها ونقلها إلى المحافظات، وبالتالي فإنه يجد الكثير من المتاعب في جمع هذه الخامات التي يصنع منها المفارش، متابعا: "أنا بجمع الشكاير من المصانع سواء مصانع سكر أو الأسمدة وأيضا المصانع التي تحتفظ بالخضار، وجميع ما يتم استخدامه هي اشياء مستعملة يتم تدويرها مجددا.
وتابع الرجل الأربعيني أن عمله يكون عبارة عن رجلين أحدهما يحدد المقاسات التي يريدون تصنيعها، وأخر يعمل على خياطها في الماكنة، وتتراوح مقاسات المفارش ما بين 2 متر إلى 20 متر، ويقبل العديد من الفلاحين على شراء هذه الأشياء، وأيضا العاملين بالمصانع الملابس، إلا أنه رغم ذلك يكون هناك البعض من المخاطر التي تهدد العاملين ولعل أخطرها هي الشكاير التي يتم اعادة تدويرها من مصانع الأسمدة.
ويعتمد صيام في هذه المهنة على المواسم في المحاصيل الزراعية، والتي يكون أهمها هو محصول القمح، حيث يقبل الفلاحين على شراء هذه المفارش لاستخدامها في جمع المحاصيل الزراعية، وأيضا العمل في محاصيل البلح، ويتم فرشها أسفل النخيل لجمع البلح، ولكن رغم أهمية هذه المنهة، إلى أن عمل هذا الرجل الأربعيني مهدد بالانقراض، بسبب ظهور المصانع التي تنتج مثل هذه المنتجات.