ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم السبت، أن دبوماسيين من نحو مائتي دولة حول العالم سيتوجهون إلى شرم الشيخ بداية الشهر المقبل لحضور فاعليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ "cop27" مع التركيز، بشكل كبير، عما إذا كان ينبغي للدول الغنية المسؤولة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أن تعوض الدول الفقيرة التي تعاني من تداعيات تغير المناخ أو على الأقل إعفاءها من ديونها الخارجية.
جاء ذلك في تقرير نشرته الصحيفة، عبر موقعها الالكتروني، تعليقا على تصريحات الرئيس السابق لجزر المالديف محمد نشيد، ليلة أمس، بأن عشرين دولة من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ حول العالم تفكر بشكل جدي في وقف سدادها للديون الجماعية البالغة 685 مليار دولار من أجل مواجهة تداعيات تغير المناخ، المسؤولة عنها الدول الغنية.
وقال نشيد إنه سيطلع المسؤولين، عندما يختتم صندوق النقد والبنك الدوليين اجتماعاتهما السنوية في واشنطن يوم غد الأحد، بأن الدول تدرس ما إذا كانت ستوقف سداد ديونها على أن تُطالب وزراء المالية بدلًا من ذلك بمقايضة الديون بتدابير لحفظ الطبيعة، حيث يتم الإعفاء من جزء من ديون الدولة واستثماره في الحفاظ على البيئة.
وأضاف نشيد"نعيش ليس فقط على الأموال المقترضة ولكن على الوقت الضائع، يجب أن نبحث بشكل جماعي عن طريقة للخروج من المأزق، إن الدول الفقيرة عالقة في فخ عبثي حيث يجب عليهم اقتراض الأموال لدرء ارتفاع مياه البحار ومواجهة العواصف أو انتظار رؤية المزيد من الكوارث بسبب تغير المناخ وهي تمحي التحسينات التي تقوم بها، ولا تزال الديون قائمة، وغالبًا ما تضطر هذه البلدان للاقتراض مرة أخرى.
من جهته، قال ديفيد ثيس، وهو متحدث باسم مجموعة البنك الدولي،في بيان نقلته "نيويورك تايمز" إنه تم إدراك أن تغير المناخ يترك تداعيات غير متناسبة على الدول الفقيرة والدول النامية الجزرية الصغيرة، وهناك التزام بالبحث عن حلول شاملة للديون تحقق منافع حقيقية للناس في البلدان الفقيرة، لاسيما البلدان التي تعاني من مخاطر ديون عالية وتفتقر إلى الموارد المالية للتعامل مع التحديات التي تواجهها".
ذكرت الصحيفة أن العديد من البلدان النامية والدول الجزرية منخفضة الدخل تضغط من أجل إنشاء صندوق دولي من شأنه تعويض الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ، رغم اعتراض الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من الدول الغنية التي تسببت تاريخيا في الجزء الأكبر من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، على إنشاء مثل هذا الصندوق، لأسباب تعود بعضها إلى مخاوفها من تحمل المسؤولية القانونية عن تكاليف الكوارث الباهظة.
وقال جون كيري، مبعوث الولايات المتحدة الخاص لتغير المناخ، في مقابلة أجراها مع"نيويورك تايمز" الشهر الماضي" أهم شيء يمكننا القيام به هو مساعدة الناس على التكيف مع الضرر الموجود بالفعل ولدينا عدد محدود من القدرات".
مع ذلك، قال نشيد، في تصريحاته: إنه إذا تم تقليص الديون المستحقة على البلدان بنسبة 30 في المئة واستثمرت هذه الأموال بدلًا من ذلك في مشاريع مثل تحسين أنظمة المياه أو الحفاظ على غابات المانجروف التي تحمي الشواطئ من الأعاصير، فسيكون لذلك تأثير كبير.
ووفقا للبنك الدولي، حسبما أشارت الصحيفة الأمريكية في ختام تقريرها، فإن 58 في المئة من أفقر دول العالم معرضة للخطر أو في "ضائقة ديون حقيقية"، في الوقت نفسه، من المتوقع في إحدى الدراسات أن تتراوح احتياجات الخسائر والأضرار للبلدان الضعيفة من 290 مليار دولار إلى 580 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030.
تجدر الإشارة إلى أن مصر تستضيف الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) خلال الفترة من 7 - 18 نوفمبر 2022، والذي يقام بمدينة شرم الشيخ، ويمثل فرصة مهمة للنظر في آثار تغير المناخ في إفريقيا.