رأى محرر شئون الدفاع والأمن بصحيفة "الجارديان" البريطانية دان صباغ أن الدول الغربية تتأهب في الوقت الراهن لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب الذعر الذي قد يحدث في حالة استخدام روسيا للقنبلة النووية في حربها الحالية بأوكرانيا.
وقال الكاتب - في مقال نشرته "الجارديان" - إنه على الرغم من أن احتمالات استخدام روسيا للسلاح النووي مازالت بعيدة إلا أن المسئولين في الدول الغربية يعكفون حاليا على وضع خطط للتخفيف من المخاطر الناجمة عن استخدام السلاح النووي على الشعوب التي قد تقع ضحية لتلك الخطوة الكارثية.
وأوضح أن قادة الدول الغربية عاكفون في الوقت الحالي على مناقشة تلك الخطط في جلسات سرية لتجنب الفوضى والذعر في الدول الغربية في حالة قيام روسيا بتوجيه ضربة نووية في الحرب التي تدور رحاها حاليا في أوكرانيا.
وأضاف أن أحد المسؤلين الغربيين ألمح - في تصريحات له - أن الحكومات الغربية تدرس العديد من السيناريوهات في حالة استخدام السلاح النووي وما قد يستتبعه من حالات نزوح جماعي في بعض المناطق خشية المزيد من التصعيد النووي.
ولفت إلى أن السبب وراء تلك الحالة من التأهب لدى قادة الدول الغربية هو ما تكبدته روسيا من خسائر في الأسابيع القليلة الماضية في حرب أوكرانيا وهو ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى رفع نبرة التهديد باستخدام السلاح النووي إذا لزم الأمر.. مؤكدا أن بلاده "سوف تستخدم كل الوسائل المتاحة لديها للدفاع عن أراضيها".
وأعرب المسئول الغربي، وفقا للكاتب، عن اعتقاده أن تلويح الرئيس الروسي باستخدام السلاح النووي أمر غير مقبول.. منوها بتصريحات مسؤلين في الإدارة الأمريكية والتي يؤكدون فيها أن استخدام روسيا للسلاح النووي سوف يكون له عواقب وخيمة على جميع الأطراف بما فيها موسكو.
ونوه الكاتب بتصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان أواخر الشهر الماضي والتي أكد فيها أن استخدام روسيا للسلاح النووي سوف ينجم عنه نتائج كارثية ولكنه لم يفصح عن طبيعة تلك النتائج.
وأوضح أن الدول الغربية تتعمد إضفاء حالة من الغموض على تصريحاتها بشأن الرد المتوقع في حالة استخدام روسيا للسلاح النووي إلا أن التصريحات الصادرة عن مسؤلين غربيين تؤكد أن أي رد فعل في هذا الصدد لن يكون نوويا ولكنه سوف يكون كفيلا بتجنب المزيد من التصعيد.
واختتم الكاتب مقاله بالتنويه برأي الخبراء الذين يعتقدون أن الرئيس بوتين غير جاد في تهديده باستخدام السلاح النووي ولكنه يسعى من وراء ذلك التهديد إلى إثارة حالة من الذعر والريبة والغموض في الدول الغربية لضمان عدم دخول الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطسي الحرب لمساندة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.