الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

توجيه مسرح القاهرة جنود تعمل فى صمت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قلما يجد المرء نفسه أمام أساتذة أفاضل يتفانون فى عملهم ويقدمون كل الجهد المطلوب دون توجيه أو أمر فكأنما صنعوا لنفسهم كوكبا وعالم خاص بهم يبدعون فى خلق وتنمية قدرات أبناؤنا طلاب المدارس بالقاهرة ويستثمرون فيهم رفع الحس الوطني وكذلك تشذيب نمط حياتهم ورفع الذوق العام لديهم، فما وجدته شخصيا من توجيه عام المسرح بمديرية القاهرة من إخلاص  وتفانى فى العمل فهم بصدق يعملون ليل نهار فى محاولة منهم لإنتشال أبنؤنا من غياهب عالم الإنترنت والذى اندثرت معه أشياء كثر فقدت معه أجيال معانى الذوق الرفيع.

فقد لاحظت ميكنه عمل شغلها الشاغل هو تمثيل الإدارات التعليمية تحت مظلتها وتمثيل المحافظة بالشكل الذى يليق بها دون انتظار شكرا من أحد أو فى انتظار مكافأة لما يصنعون، ولكن يتم ذلك وفق دولاب عمل منمق فى صمت وكأنهم ارتضوا على أنفسهم نظرات رضا منتسبيهم كمقابل معنوى يرفع من هممهم يوما بعد يوم، لتكون واستعراضاتهم وعروضهم المقدمة فى الحفلات الوطنية والرسمية للبلاد ونجاحها هو الأمل الذي يحيون من خلاله، ويأتى ذلك فى ظل محدودية ميزانياتهم المخصصة لهم وتواضعها ولكن من ينظر فى النواتج يجدها تفوق ما تم تخصيصة لهم من إمكانات.
والغريب فى الأمر أن توجيه عام التربية المسرحية بالقاهرة هو مكان تتلاقى فيه مواهب الإدارات التعليمية من جميع ربوع القاهرة وأجد أن جميع البراعم والموهوبين يتعاملو مع مسؤلى التوجيه العام كأب قدوة وأم حنون فتتهافت عليهم تلك البراعم ويلتفون حولهم فى صورة بهية تملؤها مشاعر فياضة وكأنهم وجدوا من يؤمنون بهم وبمواهبهم واحتضانها.
نماذج مشرفة وجنود تعمل فى صمت داخل وزارة التربية والتعليم، الأمر الذى يجب أن تتعامل معه جميع كيانات الدولة بتقديم الدعم والعون لهم من إمكانات فالتعليم لن ينهض إلا بنهضة حقيقة فى تركيبة الذوق العام لأبناؤنا الطلاب وهو علاج غير عادي وفعال لأقصى درجه فى تهذيب أخلاقهم ورفع الحس الفني لديهم كى يكونوا على دراية تامة للتفرقة فيما بعد بين الخبيث والطيب.
فدعوة خالصة لجميع منظمات العمل المدنى مشاركة هذا المسرح العتيق والقائمين عليه لتقديم يد الدعم والعون وإبراز ما يقومون به من عمل متقن ومشاهدة ما يقدموه لأبناؤنا وبراعم الإدارات لينعكس هذا الدعم على باق الإدارات التعليمية فى مجال الفنون والمسرح، أملا فى إسترجاع ما كان عليه الشارع المصري فى القدم من ذوق رفيع وحس أدبي وفني منقطع النظير فعندما نشاهد حفلات من ذكريات الزمن الجميل نستشعر أن ما مر به الشارع المصري من إصطدام بالغرب أفقده هذه المعاني الجميلة والتى ننشدها أن تعود يوما ما، فتحية خالصة لتوجية عام التربية المسرحية بمديرية تعليم القاهرة ولجميع الإدارات التعليمية والتى تعمل كجنود مجندة لخدمة الطلاب ولا أتجاوز حينما أقول لخدمة البشرية جمعاء.