انتشرت في الآونة الأخيرة جرائم قتل في منطقة المرج، بشكل أثار الكثير من الجدل حول أسباب تفشيه، فخلال الفترة من أوائل العام الجاري إلى أكتوبر الجاري 2022، وقعت عشرات حوادث القتل والعنف بالمنطقة.
وفي هذا التقرير ترصد البوابة نيوز، أبرز حوادث القتل التي حدثت خلال تلك الفترة، ونحاول معرفة الأسباب وراء انتشار الجرائم بكثرة.
البداية عندما لقى شاب مصرعه بطلق ناري خرطوش، على يد جاره بسبب خلافات على تصاعد الأدخنة، نتيجة حريق القمامة بالشارع بدائرة القسم. أيضًا اليوم كشفت الأجهزة الأمنية عن وجود حالة قتل نتيجة مشاجرة بدائرة قسم المرج، بين كلٍ من طرف أول "سائق مركبة"، وطرف ثاني سائق "توك توك" والذي توفى متأثراً بإصابته بجروح طعنية بالجسم"، وذلك بسبب خلافات بينهما تعدى خلالها الطرف الثاني على الطرف الأول بالضرب باستخدام سلاح أبيض مما أدى إلى إصابته التي أودت بحياته.
وفي سبتمبر الماضي، شهدت المرج أيضًا واقعة قتل بعدما قام أشقاء خطيبة شخص يدعى أحمد وشهرته دبدوب بقتله بعدما عذبوه وبتروا أصابعه، وطعنوه بسلاح، وطلعوه سطح البيت، ثم قاموا برميه في الشارع. ثم اتصلوا بوالدته قائلين لها :" تعالى خدى ابنك.. لسة عايش". وما إن وصلت والدة "دبدوب" أمام العقار حتى وجدت ابنها، صاحب الـ21 ربيعًا، غارقًا في دمائه.
وفي مارس الماضي، شهدت المرج واقعة قتل لفتاة وشاب على والد الفتاة بعد إطلاقه وابل من الأعيرة النارية بعدما ضبطهما داخل شقته عقب صلاة الفجر. وكانت تحريات الأجهزة الأمنية كشفت أنه عقب عودة المتهم من أداء صلاة الفجر ضبط ابنته وعشيقها داخل شقة فدخل غرفة نومه وأحضر سلاحا ناريا. وأشارت التحريات إلى أن المجنى عليها ظلت تخبر والدها أنهما متزوجين مرددة "والله جوزى يا بابا" لكنه لم يستمع لها وأطلق عليها أعيرة نارية، وفر الشاب خوفًا من المتهم. وأوضحت التحريات، أن المتهم نزل خلف عشيق ابنته الذى يقيم فى المنزل المجاور وقام بقتله.
وفي أبريل الماضي، شهدت منطقة العزبة البيضاء في منطقة المرج واقعة مأساوية، حيث أقبل بلطجي مدمن للمواد المخدرة يدعى أبو قشطة، على إنهاء حياة شخص وإصابة شقيقه وابن عمه. ويعود سبب القتل إلى أن الشخص البلطجي كان يريد أن يركن الدراجة النارية الخاصة به في جراج السيارات الذي يملكه القتيل، ولكنه رفض ذلك أكثر من مرة، لأنه كان لا يريد أن يتعامل مع شخص ذو سمعة سيئة، حيث كان مسجونًا، وأُفرج عنه في أول أيام شهر رمضان الماضي، ومن وقتها وهو يريد أن يفتعل أي مشكلة في المنطقة مثلما اعتاد.
وفي يونيو الماضي، قامت سيدة متزوجة تدعى نورا بقتل زوجها بعد عثورها على صورة له رفقة سيدة أخرى على هاتفه المحمول، ثم توجهت لشقيقها وأقامت لديه وعادت للمنزل وادعت مقتله لإبعاد الشبهة عنها، ليسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي أضحت حديث الساعة في حي المرج، وبعرض المتهمة علي النيابة أمرت بحبسها 15 يوما على ذمة التحقيقات.
وفي يناير الماضي، اشترك 7 أشخاص في إنهاء حياة مواطن وارتكاب جريمة قتل أخذًا بالثأر في منطقة المرج بمحافظة القاهرة، بعد طعنه 15 طعنة متفرقة في أنحاء الجسم، وألقت أجهزة البحث الجنائي القبض على المتهمين.
أسباب انتشار الجرائم
من جهته، يُحلل الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، أسباب انتشار جرائم القتل في منطقة المرج خاصة وفي مصر خلال الفترات الماضية، بأن لها كثير من الأسباب رغم أن تلك الجرائم تبدو غريبة على واقع المجتمع المصري الذي يكره العنف.
وأضاف فرويز للبوابة نيوز، أن أشكال وصور الجرائم المنتشرة حاليًا لا تعبر عن الصورة الكاملة للمجتمع المصري، لكن وسائل التواصل الاجتماعي أحد أكبر الأسباب وراء انتشار الجرائم بسبب تصديرها المناخ التشاؤمي.
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى أن أبرز أسباب انتشار جرائم القتل في المرج أو في المناطق العشوائية تعود إلى زيادة تعاطي المخدرات نتيجة انتشار الأعمال الدرامية والفنية التي تسهم وتغذي تلك الصور خاصة عند المراهقين وصغار السن، مضيفًا أن انهيار القيم الأخلاقية بين فئات المجتمع، والازدواجية الدينية، من أسباب انتشار الجريمة في الفترة الأخيرة.
عقوبة جرائم القتل
وفقًا لقانون العقوبات المصري، فإنه يفرق في العقوبة بجرائم القتل بين القتل المقترن بسبق الإصرار والترصد، وبين القتل دون سبق إصرار وترصد، فالأولى تصل عقوبتها للإعدام، والثانية السجن المؤبد أو المشدد ، ويمكن لصاحب الجريمة في هذه الحالة أن يحصل على إعدام إذا اقترنت بها أو تلتها جناية أخرى، ونصت المادة 230 من القانون على: كل من قتل نفساً عمدا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام.
وعرف القانون الإصرار السابق بأنه القصد المصمم عليه قبل الفعل لارتكاب جنحة أو جناية يكون غرض المصر منها إيذاء شخص معين أو أي شخص غير معين وجده أو صادفه سواء كان ذلك القصد معلقا على حدوث أمر أو موقوفا على شرط، أما الترصد هو تربص الإنسان لشخص في جهة أو جهات كثيرة مدة من الزمن طويلة كانت أو قصيرة ليتوصل إلى قتل ذلك الشخص أو إلى إيذائه بالضرب ونحوه.
