تحتفل الكنيسه الكاثوليكيه بالقديس كوزما الأورشليمي المنشئ أسقف مايومة الذي ولد عام 706م بأورشليم لكنه تيتّم باكراً فضمّه إليه الوزير المنصور، والد القديس يوحنّا الدمشقي، وعُني بتربيته، ربما لصلة قرابة أو صداقة كانت بينه وبين أسرته.
عاش كوزما ويوحنا في بيت واحد في مدينة دمشق، فنشأ كوزما مع يوحنا في مدينة دمشق، في محيط ذلك البيت الكبير الكريم، ونال حظاًّ عالياً من حسن التربية المسيحية والثقافة العالية. فنشأ الولدان على العلم الصحيح والفضيلة الراهنة.
ولمّا كبرا لم تغرّهما مبهجات الدنيا، ولم تغوِهما مفاخرها وأمجادها. فذهبا كلاهما إلى دير القديس سابا، وعكفا هناك على أعمال النسك، سائرين بخطى واسعة في ميدان القداسة.
أمّا يوحنّا، فقد أصبح الكاتب الشهير ومعلّم الكنيسة القدير.
وأمّا كوزما، فأنّ فضائله ومكانته العلمية أوصلته إلى الدرجة الأسقفية.
فرُسم أسقفاً على مدينة مايوما بقرب غزّة في بلاد فلسطين نحو سنة 743. فلمع بفضائله ومعارفه ومواعظه وغيرته على خدمة شعبه.
ووضع نشائد بديعة في مديح السيّد المسيح وأمّه النقيّة وسائر القديسين، فلُقّب بالمنشىء.
وأناشيده الجميلة الرائعة لا تزال تتلى إلى يومنا هذا في طقوسنا الكنسية.
ويقول بعض علماء البندكتيين، نظير الأب ريمي سيلير، أن تلك النشائد فاقت بجمالها وجودة شعرها كل ما تقدَّمها وما لحقها من أمثالها.
وساس كوزما شعبه مدّة سنين عديدة، وتوفي ، سنة 760، مملوءاً وأجوراً سماوية.