على مدار مشواره الطويل مع الغناء فرض نفسه بطريقة جعلته مطربا لكل الأعمار، فأصبح صاحب خلطة سحرية منحته خصوصية عن باقى المطربين، صوته وسط القلوب بنعرفه، صوته مليون كمنجة بيعزفوا.
إنه صوت النجم الكبير محمد منير، الذى امتلك خلطة سحرية منحته خصوصية عن باقى المطربين فقد سطر محمد منير تاريخه وحفر اسمه بين كبار المطربين في تاريخ الموسيقى مستندًا إلى جماهيرية كبيرة تزيد كل عام منذ ألبومه الأول الذي طرحه عام ١٩٧٧، «علمونى عنيكى».
تشهد الأيام على نجاحه الباهر فقد قدم أغنية «عايش» من أجمل أغانيه التى تضم خلال كلماتها أحلى العبارات: «تشهد الأيام على القلب إلى سامح اللي عارف إن جرح الدنيا رايح.. قلبي البرىء من كل ذنب علمته خير علمني حب».
الكينج منير تفرد بموهبته وإطلالته وأغانيه التي لا تزال تصدح في كل مكان ويسمعها كل جيل وتترك علامات في آذان من يسمعها.
غنى للبنت أم المريلة كحلى وقال لها يا بنت يا أم المريلة كحلي.. يا شمس هالة وطالة من الكولة. لو قلت عنك في الغزلقوله.. ممنوع عليا ولا مسموحلي، تأليف صلاح جاهين وألحان مدحت الخولي وكلنا نرددها حتى الآن، وغنى تيتر«بكار» المسلسل الرمضانى الذى تعلق به الكبير قبل الصغير من قلبه وروحه مصرى والنيل جواه بيسرى.
غنى للرومانسية لما النسيم بيعدى فوق شعرك حبيبتي بسمعه بيقول آهات.
محمد منير هو الجدع بلا جاه مرسي الهموم قلبه، دايما يقول الآه والذنب موش ذنبه، دانا لو شكيت وبكيت جبل الحديد هيدوب. الأوله غربتي والتانية المكتوب.
غنى حواديت فى عنيك حواديت وغنى للقلب الوحيد الذى أصبح وحيدا فى أنا قلبى برج حمام.
أغانى منير بصوته وكلماتها تمارس أفكار العصف الذهني مع المستمع وتبقى قابلة للتفسير وتعدد التأويل فنجده حط سجايره والولاعة وعلق حلمه على الشماعة وفى النهاية شد لحاف الشتاء من البرد فعشنا معه وعاش مع كل شخص يمربأزمة عارضة وعبر عنه فى أغنية شتا ذلك الشخص الذى قرر أن يترك كل شيء يمر كما هو ويعطي لنفسه استراحة محارب كي يستطيع أن يمارس ويتكيف مع الحياة وبعد أن يذهب إلى النوم شد لحاف الشتاء م البرد استعدادا لاستقبال النهار وبكرة.
وهب الله محمد منير صوتا جذابا لم يكن قبله ولم يأت بعده نجح فى مزجه بكل ما هو عصري ليزداد تألقا واختلافا ومذاقا خاصا لدى جمهور عريض عاشقا لصوت منير.
أهم ما يميز «منير» عن كل أبناء جيله أنه الوحيد الذي كان يحمل مشروعًا غنائيًا متكاملًا، لم يأت إلى القاهرة ليبحث عن أعمال فنية لكنه كان فقط يبحث عن جهة إنتاجية بينما مشروعه الفني كان جاهزًا مكتملًا مثلما كان فريدًا ومميزًا.
تميز منير بأدائه التلقائي، فلم يشاهد في بدلة أو ثابتا أمام الميكروفون، كما تميز بلهجته المزيج بين القاهرية والأسوانية،كما أن ارتباطه بأشعار الصف الأول من شعراء العامية المصرية وقواميسهم المغايرة عما كان يسود منذ أواخر القرن التاسع عشر وموسيقاه المنفصلة عن الطرب الكلاسيكي، جعل الكثيرين ينكرونه ولكنه في المقابل أعجب الشباب بلوجمهور المهرجانات.
أطلق عليه محبوه في مصر «الملك» حتى استطاع أن يحطم في التسعينيات صورته كمغن للمثقفين، وصار من المألوف أن تسمعه في الشارع وتسمعه كل الفئات العمرية، وتسمعه فى كل مكان فى الصغر والكبر فى لحظات الرومانسية والحزن والفرح فهو نعناع الجنينة المسك فى ريحانه وهو من غنى «الليلة يا سمرة، والكون كله بيدور، وشجر الليمون».