مازالت حرب الشائعات تلاحق مجهودات وإنجازات الدولة المصرية ولكن ذلك النوع من الشائعات الجديد قد يكون أكثر خبثًا ودهاءًا، وهو التضخيم والتهويل في الأرقام حتي يشكك المواطن في إنجازات الدولة خاصة في مجال الصحة ولكن هيهات.
فقد انتشرت شائعة أن الدولة تنتوى إقامة 12 ألف غرفة عمليات بالمركز الإقليمي لزراعة الأعضاء وهو ما نفته على الفور وزارة الصحة وأكدت على توجيه السيد الرئيس بإقامة مركز متكامل لزراعة الأعضاء مثل الكلى والبنكرياس والقرنيات ولكن بطاقة 300 سرير في معهد ناصر و12 غرفة عمليات، وهنا تأتى الشائعة المغرضة برقم هائل فلا يصدقه المواطن مما يفقد المواطن ثقته ومصداقيته في انجازات الدولة.
فالدولة المصرية أخذت على عاتقها إصلاح منظومة الصحة وكان من الأولويات ؛ تحويل المستشفيات الكبرى إلى مدن طبية متكاملة وإقامة أجنحة طبية متكاملة لزراعة الأعضاء، فلا يمكن أن يقوم نظام صحي حقيقي بدون قاعدة بيانات متكاملة عن شبكة زراعة الأعضاء ميكنة تمنع التلاعب في أدوار المرضى المستحقين وترتبهم حسب الأولوية وتوضح الأعضاء المتاحة في كافة مستشفيات الجمهورية مثل شبكة " يونوس" في الولايات المتحدة وهي الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء وهى منظمة غير ربحية تدير الشبكة الوحيدة لزرع الأعضاء في الولايات المتحدة وهي المنوطة بالتواصل مع كافة المستشفيات ووضع قوائم الحالات الحرجة بالترتيب ذات الأولوية.
فقطاع الصحة يتميز عن باقي القطاعات الحيوية بوجوب توافر ملفات وقواعد بيانات، فبغياب الملفات وقواعد البيانات المتكاملة، يتحول النظام الصحي إلى فوضى عارمة، فالملف الطبي لكل مريض هو من أسس التأمين الصحي الشامل،و هو حتمية وجود ملف طبي متكامل لكل مريض، يوضح فيه التاريخ المرضى للمريض والتاريخ المرضى لأسرته وفرص الإصابة بأمراض جينية نتيجة زواج الأقارب، وربما تتوافر أسواره صحية لكل مريض يعانى من حساسية ما أو حساسية من عقار ما أو كارت صحي مثل بطاقة الرقم القومي لعدم سوء استخدام المضادات الحيوية والمسكنات التي يستخدمها المواطن دون حساب أو نظام.
فبإقامة المدن الطبية، ستصبح المعلومات الطبية وقواعد البيانات في نسق شديد يستطيع مستخدمي القطاع تقديم رعاية صحية بشكل أفضل ومهني، فعلى سبيل المثال إذا توافر عضو في محافظة في أقصى الجنوب ما نتيجة وفاة مواطن في حادث،من الممكن إنقاذ حياة مواطن أخر في محافظة أخرى في الشمال في دقائق معدودة بتوافر ذلك العضو الحيوي باستخدام شبكة أو قاعدة البيانات تلك.
إن الرعاية الصحية هي عنوان تحضر الأمم، فإذا توافرت الرعاية الصحية المتقدمة الراقية انعكس ذلك إيجابا على القطاعات الأخرى، فيحظى العامل والمهندس والمعلم والطالب برعاية صحية جيدة، حتي المستثمر الأجنبي سيشعر بالأمان في بلد ينعم بقدر من الرعاية الصحية الممتازة.
