تعتبر "تيتانك" السفينة الأشهر في التاريخ نظرا لحجمها في الوقت الذي بنيت فيه ونظرا للمدح الكبير الذي اتخذته السفينة وقت بنائها حتى غرقها، كما أن حادثة غرقها في أول مرة تقلع فيها من أسباب شهرتها الواسعة ويعتقد البعض أن تسمية السفن تقليد حديث ولكن يعود الفضل للمصريين القدماء في فكرة تسمية السفن وتميزها عن بعضها.
ففي مصر نشأ هذا التقليد من قرابة خمسة آلاف سنة ومن مصر أخذته الثقافات الأخري بعد الفي عام حتي ورثه العالم اليوم، فكما كانت مصر هي البلد والحضارة التي اخترعت الشراع وظهرت فيها لأول مرة السفن ذات الشراع والمجاديف منذ ما قبل الاسرات، كانت كذلك مهد تقليد اطلاق الاسماء علي السفن إذ يسجل التاريخ إن اقدم سفينة في العالم حملت اسما كانت السفينة المصرية الخاصة بالملك (سنفرو) البناء العظيم والد الملك (خوفو) صاحب الهرم الأكبر قبل 4600 عاما من الزمن الحاضر.
وذكرت سفينة الملك (سنفرو) التي كانت تسمي (مدح الأرضين) في الحوليات الملكية للملك، فقد ذكرت الحوليات انه بعد جلب حمولة 40 سفينة مصرية من خشب الأرز من فينيقيا صنع بعهده اسطولا عظيما كانت اكبر سفنه السفينة العظيمة التي سميت (مدح الأرضين) ويقصد بالارضين الصعيد والدلتا ومما ذكر عنها تبين أن طولها كان يزيد عن خمسين مترا وإنها أقدم سفينة تحمل أسما في التاريح المكتوب وصنعت عام 2612 ق م أي قبل4600 عاما.
كان تقليد إطلاق الأسماء علي السفن ابتكارا مصري سباق واستمر طوال تاريخها إذ نعرف علي سبيل المثال أسماء سفن مصرية عديدة خدمت في الاسطول المصري وقد انتقل هذا التقليد الي الثقافات الاخري حتي ورثه عالمنا المعاصر، وذلك وفقا لكتاب دون كيندي الذي يحمل اسم “أسماء السفن.. الأصول والاستخدام خلال خمسة وأربعين قرنا”.