الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تعرف على القديس إدوارد المعترف ملك إنجلترا

ارشيفيه
ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالقديس إدوارد المعترف ملك إنجلترا، ولد إدوارد عام 1004م بمدينة إسليب - اكسفورد في انجلترا ، وانعكف منذ نعومة أظفاره على التقوى والعبادة وخوف الله . 

وتبين حينئذ أن الله قد اصطفاه ليكون ناصراً ومحامياً لبلاده ومنقذاً لها من البؤس والشقاء . 

كان إدوارد هادئ الطبع عاقلاً حليماً وديعاً متديناً يكثر من التردد على الكنائس ومخالطة الاكليروس . 

كان أهل الدنمارك في تلك الايام قد غزوا بلاد الانكليز وهدموا كنائسها وأديرتها وقتلوا كهنتها ورهبانها، وأفسدوا جميع ما فيها من الدينيات والدنيويات وأخربوها وبقيت تلك البلاد مدة واقعة تحت هذه البلايا .

وذات يوم بينما كان أسقف المدينة يصلى بخشوع طالبا من الله أن يمن عليهم بالسلام . رأى القديس بطرس قدامه إدوارد وعليه حلة الملك وهو يضحك مبتسماً . فأقبل القديس بطرس ومسح إدوارد ملكاً وأودعه وصايا جليلة نفيسة . 

وقال له أنه مزمع أن يصير ملكاً لخير أمته . ثم اضطربت أحوال بلاد الانكليز وساءت أمورها وأفضت إلى قتل الملك إيمنـد أخى إدوارد فجعل إدوارد حينئذ يطلب الى الله ويستمد منه الرحمة لتلك المملكة وأهاليها وأن ينجيهم من يد الأعداء . 

 

وأستشفع بالقديس بطرس . ونذر أن يحج إلى قبره في روما ان بلغ اربه فاستجاب الله دعاء إدوارد . وعما قليل طرد الدانيون من تلك البلاد . واستراحت المملكة من بغيهم ومساوئهم .

 

 بويع إدوارد بالملك ففرح به جميع الناس ونهض إدوارد وأزال بأنوار فضائله الساطعة تلك الظلمات المكتنفة بها تلك البلاد من كل ناحية . وجعل يحمل الناس بعلمه وقوله على الصلاح والمعروف ، كان متواضعاً مع الكهنة وديعاً مع الرعية رحوماً مع الفقراء والمحتاجين . وملجأ للمظلومين وناصراً للأرامل واباً للأيتام 

 

. وفى قليل من الزمان عاد السلام والراحة والأمان فى المملكة ، ثم ألحت عليه الأمة بأن يتزوج لكى يخلد للمملكة بذريته النجاح والأقبال . فوقع إدوارد فى حيرة عظيمة . وذلك لأنه كان قد نذر فى قلبه أن يبقى بتولاً . فجعل يتفكر ويتأمل فى الأمر ويكثر الصلوات طالباً الرشد من الله .

 

 وأخيراً تزوج بأوديثـة ابنه غـودوين أحد شرفاء المملكة . وقصد بذلك ارضاء الأمة واستمالتها إليه لمجد الله ولخير البلاد . ولكنه اعلم قرينته بنذره . وطلب إليها أن توافقه على حفظ البتولية فرضيت . فلبثا على الدوام متمسكين بالعفة 

 

 

. وجازاهما الله عن ذلك بأفضل النعم . وزادهما نجاحاً واقبالاً . من جملتها ان الدانيين ولو انهم كانوا قد طردوا ونفوا من بلاد الانكليز . أغاروا بعد ذلك عليها ثانية ، ولكنهم ابيدوا قاطبة في البحر . ثم قصد الملك أن يحج بمقتضى نذره إلى روما ودعا عظماء المملكة ووزراءها وخاطبهم فى ذلك . ثم كتب إلى البابا ايضاً . واستشاره فى هذا الأمر . لأنه كان يخاف على المملكة فى حين غيابه .

 

 فكتب إليه البابا بأن يبقى فى المملكة . وفسح له هذا النذر لأجل خير الأمة . وجزم عليه بدل ذلك أن يوزع نفقات السفر على الفقراء ويقيم ديراً على اسم القديس بطرس . وايد له الرب ذلك بواسطة وحي ايضاً . فشيد الدير بمدينة لندن . واتخذ مقبرة لملوك الانكليز منذ ذلك اليوم . ومن الله على الملك إدوارد بكرامات كثيرة فى حياته وبعد مماته . وحضر بين يديه يوماً أحد الايرلنديين وهو لا يطيق المشي . فقال له قد طلبت من القديس بطرس ست مرات أن يشفينى .

 

فأشار إلي بأن آتيـك واستشفعك لذلك . فشفاه الملك ، وكان له إكرام خاص للقديس بطرس الرسول ومار يوحنا وينال منهما المواهب العظيمة . ثم وقع مريضاً وبقى يومين غائباً عن حسه . ورقد فى الرب فى 5 يناير عام 1066م .وقد ملك ثلاثاُ وعشرين سنة . وجرت من بعد موته كرامات عظيمة وآيات باهرة سماوية . وفتح قبره بعد ست وثلاثين سنة ، فوجد جسده صحيحاً سالماً من الفساد . واعلن قداسته البابا إسكندر الثالث يوم 7 فبراير عام 1161م .