تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم بذكري الطوباويّة الكسندرينا ماريا دا كوسْتا التي ولدت في 30 مارس 1904م، في بالازار شمالي مدينة برتو البرتغال. تعمدت بعد ثلاثة أيام ، منذ صغرها تعلمت التربية المسيحية من والدتها ، فسافر ابوها الى البرتغال .
بقيت الكسندرينا مع العائلة حتى سن السابعة حيث أرسلت مع أختها ديوليندا لتقيما عند عائلة كي تستطيع دخول مدرسة ابتدائية حيث صديقة في پوڤيا دو ڤارزيم. لانه لم يكن في بالازار سوي مدرسة واحدة للصبيان.
احتفلت الكسندرينا سنة ١٩١١ بالمناولة الأولى ,ونالّتْ التّثبيت على يد مطران پورتو السنة التالية ١٩١٢وبعد سنة ونصف عادت الى بالازار وسكنت مع أمها وأختها في محلة الكاليفاريو حتى مماتها. عاشت الكسندرينا طفولة مرحة وسعيدة, تتسلق الأشجار وتمشي على الأسوار, تركض في الحقول وتجمع الزّهور لتزيّن بها الكنيسة, بيت عريسها السماوي.
احتفلت الكسندرينا سنة ١٩١١ بالمناولة الأولى , وشعرت بفرحة عارمة لدى تناولها جسد ودم يسوع المسيح حبيبها.
نالّتْ التّثبيت على يد مطران پورتو السنة التالية ١٩١٢وبعد سنة ونصف عادت الى بالازار وسكنَتْ مع أمّها و أختها في محّلة الكاليفاريو حتى مماتها. عاشت الكسندرينا طفولة مرحة وسعيدة, تتسلق الأشجار وتمشي على الأسوار, تركض في الحقول وتجمع الزّهور لتزيّن بها الكنيسة, بيت عريسها السماوي.
كانت محبوبة جدًا من قبل الأصدقاء والمعارف لبشاشة وجهها وطباعها المرحة والسّلسة, تميّزت بسهولة التعامل مع الآخرين نظرًا لصلابة بُنْيتها,عملت في الحقول, تُنافس الرّجال وتربح الاجرة ذاتها .عملت ايضًا كاتبة في الجّريدة لتكسب لقمة عيشها.
الى جانب العمل, لم تنسَ الكسندرينا الصّلاة والاشّتراك في القدّاس الالهي. وكانت تحبّ الموسيقى وتتمتّع بصوت جمي تُمَجّد الربّ به وترنّم له.
لذلك انضّمت الى الكورس. عندما بلغت الثانية عشر من عمرها اصيبت بداء التهاب المصران (التيفود). كانت على شفير الموت لكنّها تغلّبت عليه وتخطّت الخطر, وبقيت آثاره واضحة في جسدها حتى النهاية.
في الرابعة عشر من عمرها , تعرّضت لحادثة غيّرت مجرى حياتها؛ كان ذلك يوم سبت النور وهي تعمل في الخياطة مع أختها ديوليندا ورفيقة لهما, عندما أقدم ثلاثة رجال على اقتحام البيت عنوة وخلع باب الغرفة الموصد جيدًا.
لم تتوانَ ألكسندرينا عن رمي نفسها من النافذة عن علو اربعة أمتار لانقاذ طهارتها المهدّدة.
كان لذلك الحادث نتائج سلبية على صحتها فقد أصيب العمود الفقري والنخاع الشّوكي بأضرار جسيمة , وبقي الطّب عاجزًا أمام حالتها بالرغم من كل الفحوصات والاجراءات الطبّية التي خضعت لها بدأت تفقد الحركة شيئًا فشيئًا.
لغاية بلوغها عمر التاسعة عشر, استطاعت جرّ نفسها, وبكل عزم, حتى الكنيسة أمام دهشة الجميع ثم اصبح الوجع رهيبًا, توقّفت مفاصلها عن الحركة وشُلّْت كليًّا. في ١٤ ابريل رقدَتْ في السّرير ولم تَسْتطع القيام منه لثلاثين سنة الباقية من عمرها وأصبحت أختها ديوليندا أمينة سرِّها ومساعدتها الدائمة.
لم توقِفْ ألكسندرينا طلب نعمة الشّفاء من الربّ بشفاعة السّيّدة العذراء حتى سنة ١٩٢٨. كانت حينها تعدُه بالعيش كمرْسلة عند الشفاء.
واسْتَوْعبت أنّ رسالتها هي تحمّل الآلام فقدّمَتْها مع جراحات المسيح المقدّسة . قالت أنّ العذراء أَعْطَتْها نعمة ولا أكبر وهي الرضا,الصبر,والاستسلام الكلّي لارادة الله ومحبّة الآلام من اجل خلاص الأنفس المعذّبة وخصوصا المطهرية. منذ ذلك الحين, برزت أولى مظاهر الصّوفيّة في حياة الكسندرينا.
في عزّ وِحْدتها, جالَتْ الأفكار في رأسها: ” يسوع! أنت سجين في بيت القربان وأنا سجينة في فراشي سوف نترافق سوية “.
بدأت دعوتها من هناك فهي تريد ان تصبح كضوء لبيت القربان. قضت لياليها حاجّةً بالروح من بيت قربان الى آخر, تُقَدّم نفسها في كل قداس للآب الأزلي كذبيحة عن الخطأة على مثال يسوع المسيح.
شعور ولا أروع ؛ تستعر حرارة الحب والتّضحيّة داخل نفسها و جسدها فلا تستطيع أن تروي عطشها الداخلي بل تطلب المزيد من الآلام من أجل خلاص النفوس المعذّبة و الخاطئة . ظهرت جراحات يسوع المسيح الخمسة على جسد ألكسندرينا يوم الجمعة ٣ أكتوبر ١٩٣٨ حتى ٢٤ مارس١٩٤٢ و كانت تعيش آلام المسيح كل يوم جمعة . رغم حالة الشّلل لديها, كانت تنزل من السرير وتعيش كل لحظة من مراحل صلب المسيح مع حركات وأوجاع رهيبة خلال ثلاث ساعات.
” الحب, الالم, الصلاح ” هو
نظام الحياة الذي أعطاها ايّاه سيّدنا يسوع المسيح. ساءت الأحوال المادّية للعائلة وكادت أمّها تفقد البيت والأرض المحيطة به بسبب تفاقم الديون لولا تدخّل العناية الالهية, اذ اتت امرأة من بعيد وقدمّت العون. بذلك استطاعت الكسندرينا اللاحتفاظ على الأ قل بالمنزل الذي عاشت فيه.
من سنة ١٩٣٤حتى١٩٤١, كتبت ألكسندرينا ما كان يقول لها يسوع المسيح كل مرّة. وذلك بناء̋ على طلب مرْشدها الروحي الأب اليسوعي ماريانو بينتو سنة 1931م طلبت من قداسة البابا, بأمر من يسوع المسيح أن يكرّس العالم لقلب مريم الطاهر بلا دنس. جُدّد هذا الطلب عدّة مرات حتى سنة 1941م.لهذا السبب استجوب المركز البابوي مطران براغا حول موضوع ألكسندرينا.
خصّص البابا بيّوس الثاني عشر العالم لقلب مريم الطاهر في ٣١ أكتوبر1942م بعد ارسال رسالة باللغة البرتغالية الى فاطيما.
ثم أقرّ في بازليك مار بولس في روما في الثامن من ديسمبر من السنة ذاتها يوم عيد الحبل بلا دنس.
امتنعت الكسندرينا عن الطعام في ٢٧ مارس ولم تتناول سوى القربان المقدّس. لذلك دقّق أطباء مهمّون بأمر صَوْمها الكامل في مستشفى لافوز دو دورو بالقرب من پرتو. كان من البديهيّ أن تعاني الكسندرينا من مضايقات وانتقادات المشكّكين بها بما زاد من ألمها. عام 1944م, شجّعها مُرْشدها الرّوحي الجّديد الأب السّاليزي أمبورتو پسكواعلى متابعة كتابة يوميّاتها بعد أن اكتشف الروحانية العالية التي وصلت اليها ألكسندرينا. وقد أطاعت الأب وعملت بمشيئته حتى مماتها.
في نفس السنة انْتَسبتْ الكسندرينا الى إتّحاد الجّمعّيات الساليزية, فقد أرادت أن تضع شهادتها في الجّمعيّة على مرأى من الجميع, وتقدّم صلواتها من اجل سلام النفوس وخاصة الشّبيبة. بالرّغم من معاناتها, كانت تهتم بقضايا الرّعية الروحيّة كما اهتمّت ايضًا بالفقراء.
بما انّ الأسبوع المقدس, ابتداء̋ من دخول المسيح أحد الشعانين الى اورشليم مرورًا بخميس الأسرار ونهار الجّمعة العظيمة وسبت النور الى احد القيامة, هو جوهر الايمان المسيحي, حثّت الكسندرينا أبناء الرّعيّة على الاهتمام والاحتفال بالصّلاة اليوميّة مع اقامة مراحل درب الصّليب والسّجود لتكريم جراحات سيّدنا المسيح والفرح معه بالقيامة المجيدة.
في السنوات الأخيرة, لجأ اليها الكثير من الناس , من قريب ومن بعيد, يأخذون بنصائحها, منجذبين اليها لما تمتعّت به من روح القداسة سنة 1950م احتفلت الكسندرينا بالعام الخامس والعشرين لشللها وبقائها في الفراش أصبح وزنها حوالي الثلاثين كلجم.
في السابع من يناير1955م, علِمت مُسْبقًا أنّها ستكون سنة وفاتها! في ١٢ أكتوبر طلبت مسْحة المرْضى وفي ١٣ أكتوبر لفظت أنفاسها الأخيرة بعد أَنْ سُمِعَت تقول: “انني سعيدة اذْ سوف أرحل الى السماء”. كان ذلك ذكرى آخر يوم لظهور العذراء في فاطيما طلبت بنفسها, حفر هذه الكلمات على قبرها: ” ايها الخطأة ! اذا كان رماد جسدي مفيداً لخلاصكم, تقدموا, امشوا ودوسوا عليه حتّى يختفي ويندثر, لكن لا تعودوا للخطيئة ولا تجرِّحوا يسوعنا مدى الزمان"
كانت هذه خلاصة حياتها، اسْتنفدتها من أجل خلاص النفوس . لم يعد عند بائعي الورود ايّة وردة بيضاء من بعد ظهر يوم ١٥ أكتوبر. كُرّمَتْ الكسندرينا وردة يسوع البيضاء، رسوله الآلام والتضحية.
أعلن البابا يوحنّا بولس الثاني طوباويّة الكسندرينا في ٢٥ إبريل٢٠٠٤ وأصبح عيدها الرسمي في ١٣ أكتوبر يوم مولدها السماوي,