إبراهيم باشا إبن محمد علي، وصفه المؤرخون كأحسن قادة الجيوش في القرن التاسع عشر .
هو الإبن الاكبر لمحمد على باشا ، وأمه هى أمينة نصراتى ، كان عضد ابيه القوي وساعده الأشد في جميع مشروعاته، كان باسلا مقداما في الحرب، لا يتهيب الموت، وقائدا محنكا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب.
تولى حكم مصر بفرمان من الباب العالي في مارس 1848م نظرا لمرض والده ولكنه لم يعمر أكثر من سبعة أشهر ونصف بعد ذلك توفى وهو لم يتجاوز الستين من عمره في 10 نوفمبر 1848م.
تعلم إبراهيم في مصر، وقرأ تاريخ العرب وثقافتهم، مع ما تلقنه من مبادئ العلوم والفنون، وخالط الرجال في مجالسهم وعاش صريحاً جاداً مترفعاً عن الدنايا محباً للنظام.
وقيل عنه أنه كان سريع الغضب، طيب القلب، عادلا في أحكامه، ويعرف الفارسية والعربية والتركية ، وله إطلاع واسع في تاريخ البلاد الشرقية، وحين تولى محمد على حكم مصر استدعى ابنه ابراهيم من اسطنبول وأعطاه إدارة مالية مصر، ثم أرسله إلى الصعيد لإخماد تمرد المماليك والبدو، وعينه والده قائدا للحملة المصرية ضد الوهابيين “1816- 1819 م”.
وفي الحجاز أظهر ابراهيم سلوكاً حميداً جذب الأهالي له ، فاخمد ثورتهم وقضى على حكمهم ، وأسر أميرهم وأرسله لأبيه في القاهرة ، فأرسله محمد علي إلى الأستانة ، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه ، فنال إبراهيم باشا من السلطان مكافأة وسمي واليا على مكة ، ونال أبوه محمد علي لقب خان الذي لم يحظ به سواه رجل من رجال الدولة غير حاكم القرم.
عين “إبراهيم باشا” بعد ذلك قائدا للجيش المصري ضد ثورة اليونانيين الذين خرجوا على تركيا للظفر بالاستقلال ، فانتزع إبراهيم معاقلهم وأخمد ثورتهم “1825- 1828” ، و لكن نزول الجنود الفرنسيين بالمورة أكرهه على الجلاء عن اليونان، وحين طمع محمد علي في ممتلكات السلطة العثمانية بالشام ، دفع بإبراهيم وجيش مصري قوي ففتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس حتى وصل إلى كوتاهية “1832 - 1833” وحينما تجدد القتال 1839م بين المصريين والأتراك انتصر إبراهيم في معركة نصيبين الفاصلة “يونيه 1839م”، ولكن الدول الأوروبية حرمته من فتوحه وأكرهته على الجلاء عن جميع الجهات التي كان قد فتحها.
الحروب التى خاضها إبراهيم باشا :
- الحملة المصرية ضد الدولة السعودية الأولى
- الحرب في السودان
- حرب المورة
- الحرب المصرية العثمانية الأولى
- الحرب المصرية العثمانية الثانية
- الحملة على بلاد الشام
من خلال عمله فى مصر أدرك إبراهيم باشا أهمية الزراعة في حياة الشعب المصرى، فأهتم بإدخال بعض الزراعات النافعة التي رأى أنه يمكن نجاحها في مصر من فاكهة وخضار وأشجار ونبات للزينة ، وعمل على إكثار شجر الزيتون والتوت، وزراعة قصب السكر، كما عني بتطوير الثروة الحيوانية، كما أنشأ صحيفة أسبوعية تشتمل على أخبار الزراعة و التجارة.
استطاع ابراهيم باشا السيطره على البدو وأعاد الأمن والنظام إلى البلاد، وأسهم في تطبيق سياسة والده محمد على باشا الاقتصادية ، وفي مطلع عام 1847م تألف المجلس الخصوصي برئاسته للنظر في شؤون الحكومة الكبرى، وسن اللوائح والقوانين وإصدار التعليمات لجميع مصالح الحكومة.
وفي مارس 1848م أصبح إبراهيم باشا الحاكم الفعلي للبلاد ، لأن والده مرض مرضا شديدا، ولم يعد قادراً على القيام بأعباء الحكم ، وفي نفس العام منحه السلطان العثماني ولاية مصر رسمياً.
ولم يُكمل إبراهيم باشا عاما في منصبه، حيث توفي قبل والده محمد على باشا في 10 نوفمبر 1848م عن ستين عاماً ، وترك من الأولاد بعد وفاته ، أحمد ، وإسماعيل “خديوي مصر فيما بعد” ومصطفى.