صيام: التغيرات المناخية فاجئت العالم.. وارتفاع درجات الحرارة أبرز دليل
أعدت وزارة الزراعة وستصلاح الأراضى، خلال الأيام الماضية، تقريرًا حول آثار التغيرات المناخية التي ستؤثر على المحاصيل الزراعية في مصر، وخطتها لإنتاج أصناف تقاوي مقاومة لآثار التغيرات المناخية، في الوقت الذي تستعد مصر لاستضافة مؤتمر المناخ COP 27، خلال الشهر المقبل.
وقال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، إن التغيرات المناخية فاجئت العالم بقدومها مبكرًا، خاصة أن كل التوقعات كانت تُشير إلى أنها ستكون في عام 2030.
وأضاف صيام فى تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن التغيرات المناخية قدمت بقوة لم تشهدها الكرة الأرضية قبل ذلك، كما أنه سيكون ارتفاع لدرجات الحرارة فى أماكن كثيرة من العالم، مشيرا إلى أن أنهار أوروبا جفت بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأشار صيام إلى أن الاحتباس الحراري وزيادة ارتفاع الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية هما أبرز أسباب زيادة الجفاف في العالم، لافتًا إلى أن مصر ليست بعيدة عن هذه الأزمة، إذ توجد دراسات تتم في كل المحاور من أجل دراسة آثار التغيرات المناخية والجفاف على مصر في كل القطاعات.
وأوضح أن مصر تساهم فقط بنسبة 0.5% من إجمالي الانبعاثات الملوثة عالميًا، وتشكل أفريقيا نحو 4% من إجمالي الملوثات العالمية، متابعًا أن الانبعاثات الكربونية سببها معروف بعد النهضة الصناعية في أوروبا والولايات المتحدة، فالدول المتسببة في المشكلة هي الهند والصين والولايات المتحدة، ويشكلو نحو 75% من إجمالي الانبعاثات الملوثة على سطح الأرض.
وبحسب بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن الصين تعدّ الأولى عالميًا من حيث انبعاثات الغازات الدفيئة، تليها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية، وتُمثل البلدان معًا حوالي 40% من إجمالي التلوث بالكربون.
وتابع أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن مصر معرضة لموجات جفاف في بعض مناطقها، فضلًا عن تعرض بعض مناطقها الشمالية للغرق نتيجة ارتفاع مناسيب المياه في البحر المتوسط نتيجة ذوبان الجليد العالمي بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مطالبًا بضرورة إجراء دراسات وبحوث لاستنباط تقاوي وزراعات مقاومة للجفاف والحرارة خاصة مع شح المياه بسبب نقص الأمطار.
ولفت صيام إلى أن أبرز المحاصيل التي ستتأثر بموجات الجفاف والتغيرات المناخية هي القمح وستتراجع إنتاجيته بنحو 18% خلال عام 2050، بجانب إنخفاض الذرة بنسبة 19%، وانخفاض الأرز بنسبة 12%، وفول الصويا بنسبة 28%، إضافة للخضر والفاكهة، وذلك في حال ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة فقط.
ومن جانبه، قال النائب أحمد البنا، عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، فى تصريحات صحفية سابقة،إن المحاصيل الزراعية في مصر من أكثر القطاعات التي ستتأثر بالتغيرات المناخية، وذلك حسبما أكدت معظم الدراسات التي أجرتها الجامعات والمؤسسات البحثية.
وأضاف، أن القيادة السياسية تقوم بجهود كبيرة في مجال التخفيف من آثار التغيرات المناخية على الأمن الغذائي، حيث تم تنفيذ مشروعات لزيادة الرقعة الزراعية واستصلاح الأراضي في أماكن متفرقة، بالإضافة إلى جهود وزارة الزراعة ومراكز البحوث الزراعية على استنباط أصناف جديدة من المحاصيل الزراعية، بحيث تكون مقاومة للتغيرات المناخية.
وتابع البنا، أن مصر من أوائل الدول في العالم التي تهتم بقضية التغيرات المناخية، ويظهر ذلك في استضافة مصر لقمة المناخ في شرم الشيخ خلال الشهر المقبل، لافتًا إلى ثقة الدولة الكبيرة في قدرة العلماء والباحثين المصريين على القيام بذلك الدور الذي من شأنه تأمين غذاء المصريين.
وطالب عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، بتنظيم مسابقة سنوية لتكريم أصحاب أفضل أبحاث علمية تستهدف زيادة الإنتاج الزراعي رأسيا في ظل التغيرات المناخية، ومنحهم جوائز مالية قيمة وذلك لتشجيعهم وتحفيزهم لمواصلة الجهود في تلك المهمة الوطنية.
وأشار البنا إلى أهمية التعاون الدولي في هذا الملف، وأن علي الدول الصناعية الكبرى تحمل مسئوليتها تجاه الآثار السلبية للتغيرات المناخية، من خلال مساعدة الدول النامية في مواجهة تلك الآثار، لاسيما وأن تلك الدول النامية مثل الدول الإفريقية تدفع ثمن خسائر تلك الآثار السلبية للتغيرات المناخية حاليا، رغم أنها لا تساهم إلا بقدر ضئيل في الانبعاثات الحرارية علي كوكب الأرض وهو 3% فقط مقابل 80% للدول الصناعية الكبرى.