نظمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، اليوم الأربعاء، الملتقى العلمي العاشر الذي تقيمه جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة بجامعة القاهرة.
حضر الملتقي عدد من المسؤولين والشخصيات العامة من مصر والسعودية، وافتتحه معالي فيصل بن عبد الرحمن بن معمر المشرف العام على المكتبة، وترأس الجلسة الأولى الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وتحدثت فيها كرمة سامي مدير المركز القومي للترجمة، والدكتور هيثم الناهي المدير العام للمنظمة العربية للترجمة، ومحمد الفريح مدير إدارة النشر بمكتبة العبيكان، وشريف إسماعيل مدير النشر والترجمة في العربي للنشر.
ناقش الحضور، التنوع الثقافي وأهمية الترجمة بين مختلف اللغات، خاصة الأدب الإنجليزي، ومستقبل الترجمة في الوطن العربي، وأهمية الجوهر والتنوع لمحو الأمية المعرفية، وضرورة الزام المترجم بعدد من المصطلحات والبعد عن العشوائية في الترجمة.
وطالب الحضور، أهمية وجود جهود حثيثة لإثراء المحتوى العربي، وكيفية إنهاء الإجراءات التي تزعج المترجمين وتسريعها وعدم إهدار الوقت في إجراءات الترجمة.
وقال معالى فيصل بن عبد الرحمن بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز، يَسُرُني باسم مكتبة الملك عبد العزيز العامة؛ الترحيبُ بكم فِي الملتقى العاشر لجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة: الفوارق الزمنية بين التأليف والترجمة في الوطن العربي: الأسباب والحلول، ونحرص على إقامته دوريًا بجانب احتفالات توزيع الجائزة بمشاركة نخب مختصة في مجال الترجمة من العلماء وذوي الاختصاص، سعيًا من خلال فعالياته وورش عملة المتنوعة، لإثراء مسيرة نقل المعارف والعلوم والآداب والثقافات من اللغة العربية وإليها وتحفيز المترجمين العرب، سيما الشباب منهم، للارتقاء بجودة الترجمة في عالمنا العربي، لتحقيق إضافة نوعية في سدِّ النقص الذي تعانيه المكتبة العربية من الكتب المترجمة في مجالات فروع الجائزة عن مختلف اللغات العالمية.
وأضاف خلال كلمته: نأمل أن يساهم هذا الملتقى في تعزيز التواصل الحضاري ونقل علوم الثقافات وتجارب أتباعها، ونقل المعرفة وتوطينها في عالمنا العربي؛ بعدما استحوذت قضايا الترجمة على اهتمام خاص في برامج وأنشطة المؤسسات، العلمية والثقافية بحيث أصبحت المسار الأول لعولمة المعرفة وتبادلها.
وأكد أن الترجمة؛ تشكّل فضاءً واسعًا للمعرفة والتعارف والتبادل الثقافي وحوار الثقافات في عالم تأسَّس على الاختلاف والمغايرة؛ كونها تنهض بدور كبير في بناء الجسور بين الأمم والشعوب؛ لذلك نادى كثير من المفكرين العرب؛ المشتغلين في الفضاءات العلمية والثقافية بتحقيق رؤية شاملة واستراتيجية موحدة للنهوض بصناعتي النشر والترجمة، خاصةً في المجالات العلمية، حيث لاحظنا قلة العلوم العلمية المترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى؛ ما يستوجب ردم هذه الفجوة في نقل المعارف والآداب من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية والعكس؛ لما في ذلك من أهمية ثقافية وحضارية وأن نكون أكثر استعدادًا وقدرة على تطويع ظاهرة الحداثة بفضائها الواسع ومعناها الكبير واستيعابها دون أن ينال ذلك من هويتنا العربية وخصوصياتنا الثقافية؛ والمُضي قُدمًا في مسيرة التطوير والتحديث مؤكدين على الارتباط بالأصل والاتصال بالعصر؛ وهو ما نسعى جميعًا لتحقيقه، ويتم استعراضه في هذا الملتقى، الذي يتناول عددًا من المحاور، منها: مسؤوليات الهيئات والمؤسسات المحلية والدولية في دعم الترجمة؛ وواقع الترجمة في الوطن العربي: نحو استشراف الحلول؛ ونحو تأسيس معايير علمية للترجمة؛ وأثر تأخر دور الترجمة: التحديات والحلول؛ ومسؤوليات دور النشر في دعم حركة الترجمة، بالإضافة إلى تجارب بعض الضالعين في الترجمة.
وقال الدكتور هشام عزمي: نحتاج إلى المزيد من الجهد للترجمة من العلوم العربية إلى اللغات الأخرى، مؤكدا أنه يجب الحفاظ على اللغة العربية وهويتها من بين أبنائنا الطلاب.
وأوضح أن، المترجم يبحث عن كل ما هو جديد في مختلف المجالات الأدبية والعلمية والاجتماعية والثقافية والتقنية والمعرفية للحصول عليه هذا هو نوع من تحريك السياق الحضاري ليلامس مختلف الأمكنة والأزمنة معا ويبرهن على أن الشعوب إنما تتحرك صوب وعيها الثقافي الحقيقي.
وتسائل هل تظل مؤسسات الترجمة في الوطن العربي دويلات متفرقة أم تندمج في كيان ثقافي واحد يضع سياسة موحدة للترجمة، وقالت الدكتورة كرمة سامي: إن اللغة هى المادة الأولى للترجمة، مؤكدة أن الأديب العالمي طة حسين طالب بتسهيل قواعد اللغة لأن صلاح الأمر كله بصلاح اللغة.
وأضافت أن، الترجمة خطوة دائمة نحو المستقبل،مؤكدة أن الأعلى في الترجمة عالميا هى ألمانيا واللغة العربية في المرتبة ٢٩ من بين ٥٠ دولة وأن اللغة المصدر للترجمة هي الإنجليزية، وأوضحت ترجم.. أنا عربي، حفاظا على الهوية الثقافية والعربية لبناء الطفل والعمل على محو الأمية العربية، مشرة إلى أن الترجمة تستخدم للحفاظ على أمن الوطن وهويته الثقافية.
وقال الدكتور هيثم الناهي المدير العام للمنظمة العربية للترجمة: الترجمة تعمل على دراسة الواقع المعرفي والأكاديمي للمجتمعات العربية، وأنه يجب أن يكون المترجم لدية ثقافة في المجال الذى يترجم فيه بعيدا عن تفوقه في اللغة التى يترجم إليها، موضحا أن المترجم يجب أن يتعرف على جميع المصطلحات المستخدمة فى اللغة التى يترجم منها.
وتحدث محمد الفريح، عن أبرز التحديات والعقبات التى تواجه عمليات الترجمة مع اقتراح بعض الحلول والأفكار التى تسهم وتساعد في تقليص هذة الفوارق والعقبات بالإضافة إلى اقتراح بعض الأدوات والتقنيات الميسرة المسهلة لحلول هذا العقبات.
وأكد شريف إسماعيل بكر، على مسؤولية دور النشر في دعم حركة الترجمة من استعراض تجربة دار العربي للنشر والتوزيع في القاهرة مدار نشر مستقلة عمرها 47 عاما، وكيف استطاعت أن تقوم بترجمة أكثر من 3000عنوان من أكثر من 60 دولة وتغطية فجوة موجودة في سوق النشر مع وضع معايير ظابطة ومساعدة دور النشر الأخرى.
وخلال الملتقى عقدت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور إبراهيم البلوى عضو اللجنة العلمية لجائزة الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، وتحدث فيها الدكتور حمزة قبلان المزينى أحد الفائزين بالجائزة قائلا: لست متخصصا في الترجمة ولم أقرأ إلا النزر اليسير مما كتب عن نظرياتها والإجراءات التى ينبغي للمترجم أن يتبعها لينجز تجربته، إن لم تكن ممتازة فمقبولة، ليس ذلك استهانة بجهود الباحثين في علم الترجمة ولا تقليلا من أهميته بل لأني جئت من حقل الدراسات اللسانية الأكثر انضباطا الحديثة علميا من بين التخصصات الإنسانية ومن أهم ما جئت به الاستفادة من رؤية رائد اللسانيات الحديثة التى مفادها أن البحث العلمي الجيد لا يتطلب إلا بذل الجهد للإحاطة بما قيل عن الموضوع المراد دراسته وبذل الجهد في استجلاء المسألة المدروسة واستعداد الباحث لأن يتقبل احتمال ما يجد من جهات نظر تنقص ما توصل إليه.
ومن جانبه تحدث سمير مينا جريس، أحد الفائزين بالجائزة عن تجربته في ترجمة الأدب الألماني الحديث والمعاصر إلى العربية والمشكلات المحبطة التى واجهته مع الناشرين لا سيما في البدايات كما تحدث عن دراسته في مصر واعتبر أن دراسته للترجمة ورسالة الماجستير التى تقدم بها في علم الترجمة هما الأساس الذي قام علية عمله اللاحق كمترجم.
واختتم الملتقى بحديث الدكتور مرتضى سيد عمروف عن الأدب العربى فى أوزباكستان والتعقيب والمناقشة.