سيطر الشيب على ملامح وجهه، وظهر شقاء الأيام على يديه، حيث يعمل عبد اللطيف عبد الباقي منذ أكثر من خمسين عاما على صناعة الخزن، ليكمل مسيرة والده وجده اللذان اشتهرا من قبله بصناعة الخزن في منطقة حارة اليهود بنطاق مصر القديمة، إذ يعتبرون من رواد صناعة الخزن في مصر.
منذ عام 1976 بدأ عبد اللطيف العمل برفقة والده حيث كان في السادسة عشر من عمره، إذ عمل على إتقان فنون المهنة التي أصبحت ورثه الوحيد من والده،
يقول: "بنصنع الخزن يدويا وشغل تفصيل بالخامات المطلوبة والمقاسات التي يحددها الشاري، حيث إن الخزن بها أنواع كثيرة، ولعل الشائع في مصر نوعين أولهما وهي التي يكون جسم الخزنة مضاد للصدمات والحريق، والثاني يكون جسم الخزنة موحد عبارة عن تخانة من الحديد بمقياس واحد، في جميع جوانبها.
وتابع الرجل الخمسيني أنه يوجد مقاسات متفاوتة في صناعة الخزن، وذلك يتوقف على حسب المكان التي توضع بداخله، إذ تتكون الخزنة من الحديد الخام ومطعمة بالنحاس وبالمواد الصلبة التي يصعب اختراقها، وأيضا تحتوي على بعض الأقفال الجانبية التي تعوق عمليات السرقة في حالة إذا تمكن أحدا من تدمير الكالون الموجود بها.
ويعتبر عبد اللطيف عبد الباقي من مشاهير صناعة الخزن بمصر، بسب أن والده كان يعمل من قبله وجده أيضا، لذا لا يجد معاناة في تسويق هذه المنتجات، بل يقصده العديد من الصياغ وأصحاب محال الذهب والعديد من الشركات لشراء هذه الخزن، كما تتعامل معه بعض البنوك الشهيرة في مصر، لذا يعمل الرجل الخمسيني طوال الوقت على التطوير من مهنته ليواكب التطوارت الحالية، فقد كانت الأرقام السرية للخزن قبل ذلك يدوية، إلا أنه عمل على تطويرها بواسطة التكنولوجيا لتكون لوحة موجود بها هذه الأرقام.
ولم تخل هذه المهنة من المخاطر أيضا، حيث يوجد بها العديد من المخاطر لأنهم يعملون بالكهرباء والصاروخ لتقطيع الحديد وغيرها من الأشياء، إذ أصيب نجله الصغير في قدمه ما تسبب في إجراء عملية قطع أوتار، وبالتالي فإن لها بعد المخاطر، إلا أن هذه الخزن التي قد تحتوي على طن من الحديد تتراوح من 30 إلى 35 ألف جنيها، وغيرها من الخزن التي يزيد سعرها عن ذلك بكثير.
