فى مثل هذا اليوم 11 أكتوبر 1896م، توفي الكاتب والشاعر والأديب والصحفي، عبد الله النديم "خطيب الثورة العرابية"، الذي لاقى وافته المنية، متأثرًا بمرض السل عن عمر يناهز الـ 53 عامًا.
ولد “عبدالله النديم”، بمدينة الإسكندرية، في 10 ديسمبر عام 1843م، وإلتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم، وعمل موظفًا بالبرق ثم تاجرًا، وبعد ذلك عمل بالتدريس، ثم الصحافة ملتحقا بجريدتي المحروسة والعصر الجديد، كما قام بالاشترك في تكوين "الجمعية الخيرية الإسلامية"، وكانت نقطة التحول في حياته عندما سافر إلي القاهرة، والتقى بمحمود سامي البارودي.
واشترك “النديم” فى الثورة العرابية عام 1881، فكان خطيب الثورة ولسانها آن ذاك، وبرز الحس الصحفي لديه فأصدر مجلة "التنكيت والتبكيت" لمؤازرة الثورة العرابية، ومجلة "اللطائف" والتي كانت لسان حال الثورة.
واشترك مع أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي في معركة التل الكبير ضد الجيش البريطاني والتي انتهت بهزيمة العرابيين.
وبعد فشل الثورة العرابية ودخول الإنجليز مصر، اختفي عبد الله النديم عن الأنظار، وحُكم عليه غيابيًا بالنفي، وظل مختفيًا لمدة تسع سنوات، حيث كان بارعًا في التخفي وانتحال شخصيات كثيرة، حتي ُقبض عليه عام 1891، في إحدي قري محافظة الغربية، وأمر الخديو توفيق بنفيه، فأختار يافا وظل بها عدة أشهر حتي توفي الخديوي توفيق، وخلفه الخديوي عباس حلمي الثاني الذي أصدر مرسوما بالعفو عنه عام 1892 م.
وعقب عودة النديم من المنفي،لم يكف عن دعوة المواطنين إلي مقاومة الاستعمار، فأصدر الخديوي أمرًا بنفيه مجددًا خارج مصر، فذهب إلي يافا ثم إلي القسطنطينية، وعُين هناك مفتشًا للمطبوعات بالباب العالي، وهناك ألتقي بجمال الدين الأفغاني، ونشأت بينهما صداقة دامت عدة سنوات، منتهية بوفاة النديم متأثرًا بمرض السل في 11 أكتوبر 1896، بتركيا عن عمر يناهز الـ53 عامًا.