في مثل هذا اليوم 11 أكتوبر 1904م ولد الفنان الراحل أنور وجدي الذي لقب بفتى الشاشة الوسيم، فقد كان عبقرية فنية نادرة ممثلاً و مخرجاً و منتجاً و كاتباً واستطاع أن ينجح في كل هذا نجاحاً كبيراً.
ولد الفنان أنور وجدى في 11 أكتوبر 1904م لأسرة بسيطة الحال وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة في حلب ثم انتقلت الأسرة إلى مصر.
بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح وعمل لفترة بفرقة رمسيس المسرحية، ثم اتجه للسينما وأول فيلم عمل فيه أنور وجدي كان بعنوان " جناية نص الليل "للمخرج محمد صبري إنتاج عام 1930م.
أسس أنور وجدي شركة الأفلام المتحدة للأنتاج والتوزيع السنيمائي عام 1945م وقدم من خلالها حوالي 20 فيلم من أشهرها سلسلة الأفلام التي قام ببطولتها مع ليلى مراد منها قلبي دليلي، عنبر، غزل البنات"، وقدم أيضا الطفلة المعجزة فيروز في ثلاثة أفلام من أنتاجه “ياسمين ، فيروز هانم ، دهب”.
تقول فيروز عما اشيع من أن انور وجدي إستغلها فنياً :"من الظلم أن أقول أن أنور وجدي قد تناسى حقوقي المادية، لسبب بسيط جدا، وهو أنه قد يكون الفنان الوحيد الذي غامر بفلوسه، لكي يسند بطولة فيلم بكامله إلى طفلة صغيرة، ربما لا تحقق النجاح وتفشل فشلا ذريعا "، وكان فيلم أربع بنات وضابط عام 1954م آخر الأفلام التي أنتجها.
في منتصف الأربعينات أصبح أنور وجدي فتى الشاشة الأول إلا أن المخرجين حصروه في دور إبن الباشا المستهتر لوسامته وملامحه الأرستقراطية ، إلا أنه تمرد على هذا الدور وأصبح يجسد أدواراً و شخصيات لها ملامح ومواقف إنسانية خصوصاً صورة الشخص الفقير الذي يتفانى في أداء واجبه سواء الإنساني أو المهني ، كما تميزت شخصيته السينمائية خلال هذه الفترة أيضاً بالرومانسية والشفافية والشهامة وهذا ما جعله يظهر أيضاً في صورة المدافع عن الحق الإنساني في الحب والحياة ، ونجح أنور وجدي في أن يكسب قلوب جمهورالسينما من خلال هذا التحول الهائل.
جدير بالذكر أن أنور وجدي أشترك في 6 أفلام من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية و هم : "العزيمة ، غزل البنات ، ريا وسكينة ، أميرالانتقام ، الوحش ، غرام وانتقام ، وكان بطلاً في أربعة أفلام منهم.
تأتي بداية الخمسينيات لتكون نهاية مشواره السينمائي ، قدم فيها مجموعة من الأفلام المهمة من أبرزها “أمير الانتقام ، النمر ، ريا و سكينة وفيلم الوحش” ومن هنا حقق أنور وجدي كل ما كان يصبو إليه من شهرة ونجومية ومال بذل في الحصول عليه عرقه ودمه.
تزوج أنور وجدي في بداية حياته من الممثلة "إلهام حسين" التي ظهرت مع الفنان محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد، ثم تأتي قصة زواجه الشهيرة بالفنانة "ليلى مراد" والتي كون معها ثنائيا فنياً ناجحاً ، ثم يأتي زواجه من الفنانة "ليلى فوزي" وهي التي أحبها منذ بداياته الفنية إلا أن والدها رفض هذا الزواج و زوجها من الممثل “عزيز عثمان” الذي كان يكبرها بثلاثين عاماً لأن وقتها ليلى فوزي كانت ممثلة مشهورة بينما أنور وجدي كان لا يزال مغمورا إلا أنه بعد عدة سنوات تمكنا من الزواج وأستمرت هذة الزيجة حتى وفاة أنور وجدي.
وتقول ليلى فوزي عن هذا الزواج : " تم زواجنا في العاصمة الفرنسية باريس، ودعوت فيه موظفي السفارة المصرية هناك، وحضر زواجنا فريد الأطرش و سليمان نجيب اللذان جاءا من مصر خصيصاً ، وعشت مع أنور أربعة أشهر من أجمل أيام عمري ".
كان أنور وجدي مصاب بمرض وراثي في الكلى مات بسببه والده و شقيقاته الثلاث و لم يكن له علاج في ذلك الوقت، ونصحه الأطباء بالسفر إلى السويد حيث هناك طبيب اخترع جهازاً جديداً لغسيل الكلى وكان الأول من نوعه و بالفعل سافر أنور إلى هناك ، وأجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدي لم تفلح في انقاذه فقد تدهورت حالته وتأكد الأطباء أن لا أمل في شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية، و فقد بصره في أواخر أيامه وكذلك عاني من فقدان الذاكرة المؤقت .
توفي أنور وجدي وهو لم يكمل أحداً وخمسون عاماً في 14مايو 1955م في “ستوكهولم” وكانت وفاته صدمة ومفاجئة كبيرة لكل محبيه ولمصر بأكملها و خسارة للفن والفنانين فقد كان في قمة عطائه ومجده الفني والإنساني الكبير .
أنور وجدي كان قد حقق في مسيرته السينمائية ثروة ضخمة لكنه كان ممنوعاً بأوامر الأطباء من تناول العديد من الأطعمة و كان يصاب بالحزن بسبب هذا المنع فعندما كان فقيراً لا يجد ما يأكله وعندما أصبح يملك المال لم يعد في إمكانه أن يأكل ما يشتهيه.