كانت «ش. ح»، الفتاة البالغة من العمر ١٥ عامًا، تعيش حياتها بشكل طبيعي مع والديها وشقيقتها، وكانت كأي فتاة في سنها تريد استكمال مراحل تعليمها، والعثور على الشاب المناسب لتتزوجه وتنتقل للعيش معه.
تبددت أحلام هذه الفتاة البسيطة على يد والدها، الذي تحول إلى وحش بعد انفصاله عن زوجته، فكان كل همه إشباع رغباته الجنسية بأي طريقة، لتمتد هذه الرغبة وتطال بنته الذي قام باغتصابها تحت تهديد السلاح وتكرار التعدي عليها جنسيًا أكثر من مرة، ورفض زواجها كي تظل معه إشباعًا لرغباته الجنسية.
تفاصيل كثيرة حول الواقعة كشفتها تحقيقات نيابة جنوب الجيزة، التي بدأت بتلقي ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغا من فتاة تدعى «ش.ح. ال» فى العقد الثاني من العمر، تتهم فيه والدها “ح. ا” ٤٤عامًا، عاطل، باغتصابها أكثر من مرة والتعدي عليها جنسيًا هي وشقيقتها.
وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمكان الواقعة، وبإجراء التحريات وسؤال أسرته، تبين أن المتهم عاطل وقد انفصل عن زوجته الأولى «ب. ر.ح- ٤٢ عامًا»، بعدما أنجب منها أبنتين، بسبب سوء معاملته لها والتعدي عليها بالضرب، وتزوج أخري وأنجب منها بنتا ومكثوا جميعًا داخل منزل بمنطقة بولاق الدكرور، وكان المتهم دائم افتعال المشاكل.
وفور أن بلغت نجلته المجنى الأولي عامها الرابع عشر، وخاصة في الفترة من عام ٢٠١٧ حتي ٢٠١٨، بدأ المتهم في ملامسة مناطق حساسة من جسدها والتحرش بها هى وشقيقتها، وتعدي جنسيًا عليهن واغتصبهن أكثر من مرة، مهددة من بقتلهن، باستخدام سلاح أبيض في حالة عدم الانصياع لأوامره.
وأضافت التحقيقات، أن المتهم استمر في تكرار فعلته أكثر من مرة، حتي أن الفتاتين أخبرا أعمامهن الذين يقيمن معهم في شقة بذات العقار، بما يفعله والدهما وقد حضروا علي الفور ووجدوا المجني عليهن مجردين من ملابسهن، وقد تشاجروا مع شقيقهم وطلبوا منه عدم تكرار مثل تلك الأفعال مرة أخري، وحتى تتخلص الفتاتان مما يفعل والدهن معهن تزوجا، وفي بداية الأمر كان رافضا زواج المجني عليها الأولي، ولكنها أصرت علي رأيها وتزوجت بعد موافقة أعمامها.
وانتقلت كل واحدة منهمن لمنزل زوجها، ولكن شاء القدر أن يغير حياة المجني عليها الأولي فقد نشبت بينها وبين زوجها مشاكل، تركت لها المنزل وعادت لتقيم بمنزل والدها، وبمجرد عودتها بدأ والدها في مطاردتها وقام بمعاشرتها معاشرة الأزواج كرها عنها أكثر من مرة، وقد أخبرت شقيقتها بما يفعله والدها معها، وتوجها لقسم الشرطة لتحرير محضر ضده.
وأشارت التحقيقات، إلى أن المتهم لم يكتف بذلك بل قام أيضًا بالتحرش بنجلته الثالثة «س.ح- ٢٠ عاما- طالبة» وقد أخبرت والدتها بذلك، وتوجها سويًا لقسم الشرطة وحررا محضرا ضده، وبسؤال «ب. م- زوجة المتهم- ربة منزل- ٤٢ عاما»، أكدت أنها كانت تعيش مع المتهم وبناته في نفس المنزل، وقد شاهدته أكثر من مرة، وهو يقوم بالتعدي الجنسى على بناته وقد طلبت منه عدم تكرار مثل هذه الأفعال ولكنه لم يستجب، ومع مرور الوقت فوجئت بنجلتها «المجني عليها الثالثة» تخبرها بأن والدها قام بالتحرش بها أثناء نومها، فتشاجرت معه، وتوجهت لقسم الشرطة لتحرير محضر له، وبعدها طلبت الزوجة الخلع وتركت له المنزل واصطحبت نجلتها وأقامت لدي منزل أسرتها.
وفور تعدد البلاغات ضد المتهم، توجهت قوة أمنية لمحل سكنه وتمكنوا من القبض عليه، وبمواجهته أنكرها في البداية التهم الموجهة إليه، ولكنه إنهار بعد ذلك واعترف بتفاصيل ما كان يفعله خاصة بعدما جاءت التحريات الأمنية لتؤكد بأن المتهم تحرش ببناته الثلاثة، كما أنه واقع المجني عليها الأولي بغير رضاها تحت تهديد السلاح.
وفور الانتهاء من التحقيقات، أصدارت النيابة قرار بحبس المتهم والتجديد له في الميعاد وفي ورود تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليها الأولي، الذي أكد أن تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل والدها خاصة بعدما تطابق الحمض النووى للمتهم مع بقايا السائل المنوي الذي عثر عليه بملابس الفتاة.
و قد أمرت النيابة بإحالة المتهم لمحكمة الجنايات وفور تداول القضية لعدة جلسات صدر قرار بإحالة المتهم لمفتي الجمهورية للنظر في أمر إعدامه، وبعد إبداء مفتي الجمهورية الرأى في القضية، أصدرت محكمة جنايات الجيزة، قرارا بمعاقبة المتهم بالإعدام شنقًا بتهمة اغتصاب نجلتيه والتعدي جنسيًا عليهما أكثر من مرة.