حذر جيمي ديمون رئيس مجلس إدارة بنك "جي.بي مورجان تشيس"، وهو أكبر البنوك الأمريكية، أن الاقتصاد الأمريكي في سبيله إلى الانزلاق إلى هوة الركود، مؤكدًا أن الأمر يجب أن يؤخذ على محمل الجدية.
وأشارالكاتب إدوارد هيلمور - في مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية إلى تصريحات ديمون التي أكد فيها أن معدلات التضخم ارتفعت بشكل ملحوظ في الثمانية عشر شهرًا الأخيرة وهو ما يعني أن الاقتصاد الأمريكي يواجه موقفًا في منتهى الخطورة قد يؤدي إلى حالة ركود قبل منتصف العام القادم.
وأضاف الخبير الاقتصادي، كما يقول الكاتب، أن تلك الحالة المتوقعة من الركود الاقتصادي تعتبر نتيجة طبيعية للعديد من العوامل يأتي على رأسها انفلات معدلات التضخم على نحو غير مسبوق والزيادة الحادة في أسعار الفائدة علاوة على الحرب الروسية في أوكرانيا، معربًا عن رأيه أن الأداء الاقتصادي الأمريكي مازال يسير بصورة مرضية إلى حد ما مقارنة بما كان الحال عليه إبان الأزمة الاقتصادية عام 2008.
وأوضح الخبير الأمريكي، في تصريحات على هامش مشاركته في مؤتمر اقتصادي في لندن، أن تلك العوامل لا تمثل خطرًا على اقتصاد الولايات المتحدة فحسب وإنما باتت خطرًا ماثلًا على مستوى العالم بما في ذلك الدول الأوروبية.
واستطرد قائلًا أنه مما يزيد الموقف سوءً أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لم يقدم أي حلول إيجابية للتغلب على الارتفاع الرهيب في معدلات التضخم، والتي وصلت لمستويات قياسية على مدار 40 عامًا، غير أنه رفع سعر الفائدة خمس مرات خلال العام الحالي.
ويشير الكاتب إلى أن هذه ليست هي المرة الأولي التي يحذر فيها الرئيس التنفيذي لبنك "جي.بي مورجان تشيس" من مشاكل مالية حادة في الاقتصاد الأمريكي حيث كان قد أكد في يونيو الماضي أن الاقتصاد الأمريكي سوف يتعرض "لإعصار اقتصادي" وأنه يجب الـتأهب لهذا الإعصار.
ويضيف الكاتب أن ديمون ليس هو الخبير الاقتصادي الوحيد الذي يحذر من مشاكل تلوح في أفق الاقتصاد الأمريكي وإنما يشاركه الرأي محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة "إليانز أس. إي" الذي أكد في تصريحات صحفية أن "الاقتصاد الأمريكي يسير في طريق وعرة"، موجهًا الاتهام في نفس الوقت للاحتياطي الفيدرالي بأنه تسبب في تفاقم خطر الركود الذي يهدد الاقتصاد الأمريكي.
ويختتم الكاتب مقاله بتسليط الضوء على تقديرات العريان التي أكد فيها أن "الاقتصاد الأمريكي يواجه بالفعل خطر حالة مدمرة من الركود".