أكدت الكاتبة الأمريكية كارين ديونج أن حرب أوكرانيا أصبحت في مرحلة حاسمة وفاصلة بعد التصعيد الروسي الأخير والذي استهدف مواقع عديدة في جميع أرجاء أوكرانيا.
وأشارت الكاتبة، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن التصعيد في الصراع المسلح بين القوات الروسية والأوكرانية في الفترة الأخيرة أدى إلى تغيير طبيعة ووتيرة الحرب بين الطرفين والتي بدأت في أواخر فبراير الماضي.
وتوضح الكاتبة أن التصعيد العسكري الأخير من جانب القوات الروسية يأتي في أعقاب إحراز القوات الأوكرانية بعض الانتصارات العسكرية في شرق البلاد حيث تمكنت من استراد أجزاء من الأراضي الأوكرانية التي بسطت القوات الروسية السيطرة عليها منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وتضيف الكاتبة أن تلك التطورات على أرض المعركة دفعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التهديد باستخدام السلاح النووي مما أدى إلى تغيير طبيعة الصراع ووتيرته بين الطرفين على مدار الأسابيع القليلة الماضية.
وتقول الكاتبة إن الولايات المتحدة، على الرغم من دعمها العسكري لأوكرانيا، ما زالت حريصة في الوقت نفسه ألا يتحول الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى ساحة قتال بين روسيا والدول الغربية.
وتسلط الكاتبة الضوء على تصريحات مسؤلين أمريكيين يؤكدون فيها أن نقاط التحول في الحروب عادة ما تتسم بالخطورة حيث يصبح من الصعوبة بمكان توقع التطورات التي قد تحدث بين لحظة وأخرى.
وتقول الكاتبة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد خلال اجتماع له أمس الإثنين بمجلس الأمن الروسي أن التصعيد الأخير في أوكرانيا يأتي كرد فعل طبيعي لما وصفه بعمليات إرهابية أوكرانية والتي كان أخرها استهداف وتدمير الجسر الاستراتيجي الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وهو جسر "كيرتش" وهي العملية التي أعلن الجانب الأوكراني مسؤليته عنها بشكل غير مباشر.
وتوضح الكاتبة أن رد الفعل الروسي على هذه التطورات تمثل في تهديد ضمني من جانب الرئيس الروسي في تصريحات سابقة حيث هدد باستخدام كل الوسائل المتاحة لديه للدفاع عن الأراضي الروسية، مشيرًا إلى أن بلاده تمتلك أدوات تدمير متعددة والتي يمكنها اللجوء إليها لصد أي خطر يهدد وحدة الأراضي الروسية ولحماية الشعب الروسي من أي عدوان.
وتلقي الكاتبة الضوء على تقدير أحد مسؤلي الإدارة الأمريكية للموقف حيث يقول إن تهديدات الرئيس بوتين تشير إلى أنه ليست لديه النية لإنهاء تلك الحرب في الوقت الراهن وأنه ليس هناك أي مجال للتفاوض بشأن التوصل لتسوية سلمية للصراع المسلح الحالي.
وتشير الكاتبة، في ختام مقالها، إلى أن الهجمات الروسية المكثفة ضد العديد من الاهداف في أوكرانيا دفعت الولايات المتحدة إلى التعهد بالاستجابة لطلبات كييف للحصول على المزيد من الدعم العسكري لتعزيز القدرات العسكرية للقوات الأوكرانية.
