السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية فى حوار خاص مع "البوابة": مصر على رأس البلاد العربية التي استعادت مكانتها

إغناطيوس يوسف الثالث
إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريانية الكاثوليكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية فى حوار خاص مع «البوابة»:

مصر على رأس البلاد العربية التى استعادت مكانتها

الرئيس السيسى زعيم حقق شعبية جارفة بين بلدان العرب

لا ننزعج من تلك الترجمات لأن الهدف منها وصول كتاب الله إلى الجميع

من عمد أبناءه باسم الأب والابن والروح القُدس فمعموديته مقبولة

إغلاق كاريتاس الجزائر نتج عن خلافات إدارية مع موظفى الدولة.. ولا علاقه للدين بالغلق

السُريان هم شعب سليل حضارات ومنبعهم دمشق القديمة

حوار- ريم مختار

سيرًا على الأقدام تجولت في حوارى حي الظاهر الذي يُعد من أحياء القاهرة القديمة، وجاءت هذه التسمية نسبة إلى الظاهر بيبرس، وكان يسكنه قديمًا اليهود ويوجد به حتى الآن العديد من المعابد اليهودية، ويوجد به أيضًا العديد من الكنائس وعلي رأسهم كنيسة الملاك ميخائيل التي تتبع طائفة السُريان الكاثوليك، فقد مررت بتلك الجدران العتيقة المزينة بضحكات الأطفال على جدران المدرسة مزينة بلباس الرهبان الذين أفنوا حياتهم لخدمة الرعية.

جئت لكي أجري حوارًا مع البطريرك الجالس على الكرسى البطريركى للسُريان الكاثوليك حول العالم، وجدته متبسمًا بشوشًا، مضيافًا صوته منخفض حاملًا صليبه بقلبه قبل يديه وجدته مرتديًا زيه الكهنوتي منمق الحديث فتبادر إلى ذهنى سؤال: «كيف لي أن أحاور هذا الرجل»، فوجدته يبدأ الحديث عن السُريان ومن هنا انطلقت باكورة أسئلتي. مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي.

* في البداية؛ هل تسمح لنا أن نعرف جمهور «البوابة» على شخصكم الكريم؟

- إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية، أنا من مواليد عام ١٩٤٤  في مدينة الحسكة السورية باسم جوزيفبن فرجو ابن المقدسي يونان كبسو، أكملت دراستي الابتدائية في مدرسة تابعة للكنيسة، وبعد ذلك التحقت بالمدرسة الإكليريكية في دير الشرفة بلبنان بعام ١٩٥٦ وهناك أتممت المرحلة الثانوية.

* وكيف انتقلت إلى روما؟

- أنا ذهبت إلى روما لمتابعة دراساتى بعلوم علم اللاهوت في مدرسة البروبغندا حتى سنة ١٩٧١،  ومن ثم عدت إلى مسقط رأسي سوريا حيث تمت رسامتى قسيسًا على يد المطران ميخائيل جروة في نفس العام وتسلمت بعدها إدارة الإكليريكية الكبرى بالشرفة ودرست كذلك في الإكليريكية الصغرى بعد ذلك رجع إلى مدينتي لكي أتولى مهمة التربية الدينية في أبرشية المدينة وفي سنة ١٩٨٠ استدعاني البطريرك حايك لكي أكون قسيسًا معاونًا في رعية سيدة البشارة للسُريان الكاثوليك في لبنان.

* من هم السُريان الكاثوليك؟

- السُريان هما شعب سليل حضارات ومنبعهم دمشق القديمة زى الأكادية والكلدانية البابلية والفينيقية والكنعانية والسومرية.

* وما عدد الأقباط السُريان الكاثوليك حول العالم؟

- السُريان هم أقدم الطوائف المسيحية، كانوا يسمون بالآراميين، وهي لغة السيد المسيح من ألفي عام ولكن لا تتوافر إحصائية دقيقة لأعداد السُريان، ولكن تقريبًا عددهم في الدول العربية سوريا ولبنان والعراق وفلسطين يصل إلى 250 ألف سُرياني 60% منهم يتبعون المذهب الأرثوذكسي، و40% من الكاثوليك أما في فلسطين فيعتبر السُريان ثالث طائفة من حيث العدد بعد الروم واللاتين حيث يمثلون 10% هذا ما أتذكره.

* وكم وصل عدد الإيبارشيات السُريانية؟

- عدد الإيبارشيات التابعة للكنيسة السريانية الكاثوليكية هو 14 أبرشية موزعة على 11 دولة وهي كالتالي أبرشية أنطاكية البطريركية بلبنان ومطرانية دمشق ومطرانية وحِمص ومطرانية حلب، ومطرانية الحسكة ونصيبين في سوريا وتركيا، ومطرانية بغداد بالعراق ومطرانية الموصل بالعراق، وأبرشية بيروت وإبارشية القاهرة في مصر، وأبرشية سيدة النجاة بنيوراك ونيوجيرسي والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا وفنزويلا والقدس والسودان وجنوبها وأيضًا لدينا النيابة البطريركية في البصرة، كما أن هناك رعايا للكنيسة السريانية الكاثوليكية في فرنسا، ألمانيا، السويد، بلجيكا، هولندا، المملكة المتحدة وإيطاليا.

* ما سبب التأخير فى رسم المطارنة؟

- نحن الكنائس الكاثوليكية حول العالم يحكمنا دائمًا السينودس وهو المجمع الذي ينعقد من خلال دعوة البطريرك للمطارنة ويتم من خلاله النقاش في كل الأمور التى تخص الأساقفة وترسيمهم فلذلك نأخذ فترات طويلة زمنية حتي نتمكن من الاختيار الدقيق للمطران الذي يتولى رعاياه حتي لا نقع فى الخطأ نتيجة اختيار غير موفق وكل هذا يتم تحت إشراف وريادة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ومدة السنة أو العامان فترة زمنية طبيعية جدًا نظرًا للدقة الذي نتبعها.

* كيف تم اختيار المطران إيلى وردة لإيبارشية مصر؟

- أولًا علينا أن نختار شخصا كفؤا ولديه علم وإيمان إنسانى قوي حتي يتم إدارة إيبارشيته بشكل رعوي سليم والمطران أفرام وردة خدم بكنيسة الانتشار فى فرنسا لمدة ١٥ عاما ولديه خبرة وكفاءة عالية.

* لماذا يتم رسامة مطارنة من خارج الجنسيات الخاصة بالبلدان؟

- كان المطران حنوش مصريا ومن سبقه سورى ومن سبقهم مصرى ولكن إيلي وردة هو لبناني ونأمل أن فيما يأتي أن نؤهل البلدان لرئاسة أبنائها إيبارشيتها.

* لماذا تفتقر الكنيسة السوريانية للرهبنة؟

- نعم فتميزت الحياة النسكية في سوريا والعراق بالفردية وانعدام وجود التنظيم الرهباني لها، خصوصًا في مراحلها الأولى وذلك نتج عنه قلة الرهبنة.

* هل لدى كنيستكم فراغ بإيبارشيات أخرى؟

- إيبارشية حِمص ونبق وسط سوريا وإيبارشية بالعراق خالية أيضًا.

* وكيف ترى زيارة البابا فرنسيس للبحرين؟

- البابا فرنسيس رجل رعوى جدًا من الطراز الأول فهو رجل أتى من أمريكا اللاتينية إلى رعاية الكاثوليك حول العالم وهو رجل منفتح كثيرًا ولديه وافر من العلاقات الإنسانية وسبق أن زار ملك البحرين الفاتيكان وتم دعوة البابا للبحرين ووافق بالفعل والبابا يمثل الغرب والبحرين دولة عربية فهناك توافق في هذا اللقاء بين الغرب والشرق ودائمًا لقاءات البابا مثمرة في جميع البلدان ومنهم مصر أيضًا.

* كيف ترى علاقة الفاتيكان بالأزهر فى زيارة البابا فرنسيس؟

- الكتاب المقدس ينص علي احترام جميع الأديان وكلنا إخوة تحت أب واحد هو جامع وضابط الكل فعلينا دائمًا احترام جميع الأعراق والديانات واحترام الشعوب، البابا لديه كم هائل من العطاء للجميع وتربطه علاقة قوية بفضيلة شيخ الأزهر ونشكر تلك المحبة التي رأت النور وأصبحت حديث العالم سواء العربي والغربي فعلاقه البابا مع المسلمين أكثر من رائعة.

* وما رأيك فى دور الإعلام؟

- الإعلام لديه القدرة علي الهدم وأيضًا القدرة علي البناء والبابا دائمًا يحرص علي تحريض الصحفيين علي المصداقية في رسائلهم.

* ولماذا يدعو البابا لحياة التقشف والتجرد من الرفاهيات؟

- نحن لسنا بحاجة إلي سيارات فارهة ولكن البعض بيجبر علي نوعية محددة من الحياة مثل سيارات أو ملابس ولكن الفقر داخلنا. تلك الأمور هي مجرد مناظر خارجية فالبابا ذاته عند التحرك له موكبه وطاقم حراسة وسيارات وطائرة خاصة فهذا لا علاقه له بالترفه بل بالأحداث الحياتية فلو كان لدينا خيل لكنا تركنا سيارتنا.

* هل أنت تصلى على المنتحر؟

- نعم أصلي عليه لأن الله وحده هو القادر علي معرفة خفاياه ما الذي عاشه قبل أن يُقدم علي تلك الخطوة ولكن سابقًا كان هناك قانون يمنعنا من صلوات تجنيز المنتحر وكان القانون لردع المنتحرين كنوع من التخويف ولكن تحديات العصر أصبحت كثيرة متفشية وسط أبنائنا فأصبحنا نغير تلك القوانين وأصبحنا نصلي علي المنتحر ونطلب له الرحمة والسماح علي هذا الجُرم وعلينا أن نقدم توعيات ورعاية لهؤلاء البائسين حتي لا يهربوا للموت بهذا الشكل.

* وما سبب خلافاتكم مع الأرثوذكس فى قانون الأحوال الشخصية؟

- هناك خلافات عقائدية مثل الحبل بلا دنس ومثل الطلاق فى علة الزنا فالإنجيل يقول: «من تزوج بزانية فهو زانى» فهنا نجد كلمة الزنا إنه المرأة إذا تركت رجلها بدون حق فهنا هي زانية ومن هنا لا نسمح بالطلاق ونحن نعطى فسخ عقد ولكن لا نعطي طلاقا أبدًا لكن تلك الاختلافات نسعى طويلًا للاتفاق عليها حتي نتمكن من خروج قانون يرضي جميع الأطراف.

* لماذا توافقوا على ترجمات الكتاب المقدس الذى يحمل عدة معان للكلمة الواحدة؟

- مبدئيًا المسيح لم يكتب ولكنه كان يبشر فقط ونحن لا ننزعج من تلك الترجمات لأن الهدف منها هو وصول كتاب الله إلي الجميع فالترجمات قد تخطئ وهذا وارد لا أُنفيه ولكن علينا أن نتدبر شيئًا وهو أن الترجمات هدفها الانتشار وليس الإساءة للكتاب المقدس فلا داعي للانزعاج مطلقًا فهناك كلمات لا تحمل نفس المعني.

وعلينا معرفة التفرقة في أسباب الترجمات حتي ندرك قيمة المعاني وأنا أري أن القائمين على صياغته يحاولون الوصول بالمفهوم الإلهي في أدق كلمات معاصرة وفي أحسن صورها الأدبية إلى القارئ مع مراعاة الترجمات الأخرى المألوفة للناس ويحاولون استخدام مفردات سهلة.

* وماذا عن قبول المعمودية من قبل الكنيسة الأرثوذكسية؟

- كل كنيسة لديها قوانينها الكنسية وليست العقائدية ولكن إذا ما قبلوا هذه المعمودية فهو أمر خاص بهم علينا احترام ذلك ولكن كل كنيسة تأخذ إجراءاتها للحفاظ علي أبنائها ورعيتها فالمعمودية سر مقدس لا يمكن تغييره مهما حدث حتي إذا عمد البروتستانت أبناءه باسم الأب والابن والروح القُدس فمعموديته مقبولة والمعمودية وفق التاريخ قررت تحافظ علي طقوسها.

* وما رأيك فى مصر؟

- نحن نأتي من بلد مُتعب ومُنهك مثل لبنان إلى مصر لنعيش الحرية والعزة والكرامة ونعتبر مصر بلد الفخر فمصر دولة علي رأس البلاد العربية المستعيدة مكانتها التي لم أرها سُلبت أبدًا. أراها شامخة حرة أبية وأعتز دائمًا بزيارتها، مصر مهد الأديان والحضارات ومجمع الشعوب العربية. مصر كبيرة بأهلها ورؤسائها ومحظوظة بحكام جيدين.

* وما الأماكن التى تحب زيارتها فى مصر؟

- أنا أرى في مصر فخامة البنايات وارتفاع الحضارات أراها شامخة دائمًا.

* وكيف ترى أحوال الأقباط فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- فترة تولي الرئيس السيسى تشعرنا بحرصه الكامل على تحقيق مبدأ المواطنة بين الديانتين مسلمين ومسيحيين وكسر أي محاولة للتفرقة بين المواطنين، ليس عن طريق الشعارات والكلمات المنمقة ولكن من خلال العمل بجدية والتأكيد على وحدة صف الشعب المصري، وهو ما جعل العديد من المشكلات التي كان يعاني منها الأقباط تكاد تختفى خاصة فيما يتعلق ببناء الكنائس والمباني الخدمية هو أول رئيس جمهورية نراه باحتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد.

* وماذا عن تقنين أوضاع الكنائس في عهده؟

- لا ننكر أبدًا هذا التغير فى اهتمامه ببناء الكنائس في المدن الجديدة، والعمل على تقنين أوضاع الكنائس وملحقاتها في مختلف المحافظات المصرية، إلى جانب إعادة ترميم وإصلاح وتجديد الكنائس التي تضررت جراء الهجمات الإرهابية التي شنتها جماعة الإخوان الإرهابية.

* وماذا عن الحروب الصليبية التى قادتها الكنيسة الكاثوليكية ضد المسلمين؟

- من الممكن أن نصفها بالتشدد الذى مارسه الكاثوليك بعد الحكم علي المسيحيين الزائرين لبيت المقدس إضافة لما أحسوه في الكنيسة بخطورة موقفهم نتيجة لانتشار الثقافة الإسلامية بعد اتساع نطاق الفتوحات فكانت الحروب نوعا من الحفاظ علي مقدساتهم علي أنفسهم فى فترة الحج كانوا يفعلون ذلك خوفًا وليس إرهابًا.