رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد موجات الجفاف فى أوروبا وشمال أفريقيا.. «عبدالمنعم»: يجب تقليل الانبعاثات الكربونية ومقاومة التصحر لمواجهة الكارثة.. «سعودى»: ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 40 درجة فى أوروبا من الأسباب الرئيسية

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«إذا رأيتموني فانتحبوا بالبكاء».. ظهرت هذه العبارة مع انخفاض المياه في نهر إلبه بدولة التشيك، والتي تُشير إلى موجات الجفاف التي ضربت أوروبا في موسم يعدّه الخبراء الأسوأ منذ أكثر من ٥٠٠ عام. 

كما ضربت موجات الجفاف دول شمال أفريقيا المغرب والجزائر على وجه الخصوص وامتدت إلى السنغال جنوب الصحراء، كما عانت دول الصحراء الأفريقية أيضًا.
ليس هذا فقط، لكن استمر الجفاف خلال هذا العام وضرب منطقة القرن الأفريقي في موجة تعدّ الأسوأ منذ أكثر من ٤٠ عامًا، ويعد الجفاف أحد أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا من حيث الخسائر في الأرواح، وتداعياته مثل فشل المحاصيل على نطاق واسع، وحرائق الغابات، والإجهاد المائي.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تفاقمت حالات الجفاف بسبب تدهور الأراضي وتغّير المناخ، وتزايدت وتيرتها وشدتها بنسبة ٢٩٪ منذ عام ٢٠٠٠ مع تضرر ٥٥ مليون شخص سنويًا، وبحسب منظمة الأغذية والزراعة «فاو»، انخفضت كمية المياه العذبة المتاحة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بنسبة ٦٠٪ في الأربعين سنة الماضية.
كما قدرت «فاو»، أن الأراضى الجافة حاليًا هي موطن لحوالي ٤٠٪ من سكان العالم، وأن الوضعين الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الجافة أدنى بكثير من وضع الناس في المناطق الأخرى.
ووصفت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشئون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، الجفاف بأنه لا توجد بلد محصن ضده. بحسب مفوضية اللاجئين، في عام ٢٠٢١ وحده نزح ٢٣ مليون شخص داخل بلدانهم بسبب حوادث الطقس المتطرفة مثل الفيضانات والعواصف والجفاف، ولهذا أطلقت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر حملة جديدة تسمى أرض الجفاف، وتصور أمة خيالية تعاني من جفاف شديد في الأرض، ولكن ليس في الروح، لإثارة حوار عالمي وحشد العمل على جميع المستويات لتعزيز مكافحة الجفاف.


زيادة الحرائق وشدة الرياح

 


إلى ذلك يقول الدكتور نور أحمد عبدالمنعم، أستاذ وخبير موارد المياه الدولي، إن موجات الجفاف ضربت شمال أفريقيا، وغرب أفريقيا وجنوب غرب أوروبا، وبعض من دول أوروبا الأخرى، لكنه كان حادًا هذا العالم.
ويُضيف «عبدالمنعم» لـ«البوابة»، أن سبب زيادة مستوى الجفاف هذا العام بسبب ارتفاع درجات حرارة الجو في معظم بلدان العالم، إضافة لزيادة معدل الحرائق خصوصًا الغابات وشدة الرياح في الوقت نفسه، وهذان الأمرين تسببا في زيادة موجات الجفاف التي ضرب العالم.
بحسب بيانات منظمة الأغذية الزراعة «فاو»، زادت موجات الجفاف في منطقة القرن الأفريقي والتي تعدّ أسوأ موجة جفاف منذ أكثر من ٤٠ عامًا، والتي امتدت عبر منطقة شرق أفريقيا من إريتريا شمالًا، مرورًا بإثيوبيا وجيبوتي إلى الأطراف الجنوبية لكينيا والصومال. 
وأنه خلال ٤ مواسم متتالية، كانت الأمطار شحيحة في أجزاء من الصومال وإثيوبيا وكينيا، حيث شهدت مواسم أكتوبر إلى ديسمبر ٢٠٢٠، ومارس إلى مايو ٢٠٢١، وأكتوبر إلى ديسمبر ٢٠٢١، ومارس إلى مايو ٢٠٢٢، أمطارًا أقل من المتوسط، تاركة مساحات شاسعة من الصومال وجنوب شرقي إثيوبيا، وشمالي وشرقي كينيا في موجات جفاف. 
كما يعد موسم الأمطار من مارس إلى مايو ٢٠٢٢ هو الأكثر جفافًا على الإطلاق، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوشا».
كما ضربت بعض مناطق وبلدان أوروبية موجات جفاف شديدة، حيث عانت أكثر من ١٠ دول أوروبية من الجفاف بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وشمال إيطاليا ورومانيا والمجر.
كما تتوقع الدراسات، أن ٤٧٪ من مساحة أوروبا، تندرج تحت خانة التحذير من الجفاف الذي قد تتعرض له قريبًا، في حين أن ١٧٪ من مساحة قارة أوروبا تندرج تحت خانة التنبيه القصوى بقرب تعرضها للجفاف أكثر من أي مساحة أخرى. 
ويُتابع الخبير الدولي في موارد المياه، أنه إضافة للأسباب السابقة، هناك مناطق نادرة الأمطار وحارة بطبيعتها مثل دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو الدول العربية الصحراوية في شبه الجزيرة العربية، وكل هذه المناطق تأثرت بزيادة موجات الجفاف.
ويستطرد قائلًا: «الجفاف يؤثر على المناخ، وبالتالي يؤثر على موارد الثروة الغذائية من حيث جفاف التربة وقلة الإنتاج الزراعي، وبالتالى يزداد الفقر، وترتفع أسعار المواد الغذائية، وتزداد المعونات المطلوبة لبعض الدول»، مضيفًا أن الجفاف سيؤدي لزيادة موجات القتال وأعمال الحروب بين الدول وتعطل اتخاذ الخطط والآليات لمواجهته.
ويُكمل «عبدالمنعم»، أنه إضافة لكل الأسباب السابقة فإن الجفاف زاد أيضًا بسبب ما تدعيه الدول الكبرى من عدم اهتمام بمشكلة التغيرات المناخية التي ضربت العالم، وأثرت على أسعار المواد الغذائية وتسببت في زيادة الطلب على الغذاء وزيادة الفقر العالمي.
ويُطالب، الدول بضرورة رصد دراسات ومبالغ مالية ضخمة لرصد الآثار السلبية لموجات الجفاف ودراسته، فضلًا عن صرف معونات مالية للدول المتأثرة سلبًا جراء موجات الجفاف، ورصد اعتمادات مالية مناسبة وليس الفتات الذي تمنّ الدول الغربية الكبرى به على الدول الفقيرة التي تعاني من الجفاف بسبب سوء استخدام الدول الكبرى للتكنولوجيا.
وذلك لأن الدول الكبرى التي تسببت في التغيرات المناخية والجفاف الذي ضرب الدول الفقيرة، وبالتالي فيجب عليها دفع فاتورة أكبر من الدول الفقيرة، لأن الانبعاثات الكربونية من الدول الكبرى أكثر من الدول الفقيرة، وفقًا للخبير الدولي في موارد المياه، وأنهى حديثه بأنه لا بد على كل دول العالم مواجهة موجات الجفاف من خلال دراسة المحاور التالية: «تقليل الانبعاثات الكربونية، مقاومة التصحر والجفاف، رصد المعونات اللازمة، إجراء بحوث لدراسة آثار الجفاف».


التغيرات المناخية السبب الأكبر

خطة حكومية لزيادة زراعة المحاصيل الاستراتيجية.. القصير: الدولة حريصة على إنجاح الخطة.. وصيام: يمكن لمصر تحقيق اكتفاء ذاتي من القمح والذرة وبنجر السكر.. وأبوصدام: الزراعة التعاقدية الحل الأمثل


إلى ذلك يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، إن التغيرات المناخية فاجأت العالم بقدومها مبكرًا خلال العام الحالي، خاصة أن كل التوقعات كانت تُشير إلى أنها ستكون في عام ٢٠٣٠. 
ويُضيف «صيام» لـ«البوابة»، أن التغيرات المناخية قدمت بقوة لم تشهدها الكرة الأرضية قبل ذلك، إذ لم يحدث أن جفت الأنهار في أوروبا بسبب ارتفاع درجات الحرارة منذ عشرات السنين، أو أن تضرب درجات الحرارة المرتفعة أماكن كثيرة من العالم.
ويُشير إلى أن الاحتباس الحراري وزيادة ارتفاع الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية هما أبرز أسباب زيادة الجفاف في العالم، لافتًا إلى أن مصر ليست بعيدة عن هذه الأزمة، إذ توجد دراسات تتم في كل المحاور من أجل دراسة آثار التغيرات المناخية والجفاف على مصر في كل القطاعات: «الطاقة - الزراعة - السياحة - الصناعة».
ويعتقد أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن مؤتمر المناخ «cop٢٧» سيكون فرصة جيدة لمصر لأجل عرض مشكلتها مع الجفاف خصوصًا أن مصر تساهم فقط بنسبة ٠.٥٪ من إجمالي الانبعاثات الملوثة عالميًا، بل إن أفريقيا كلها تشكل نحو ٣ أو ٤٪ من إجمالي الملوثات العالمية. 
ويُتابع «صيام» بأن الانبعاثات الكربونية سببها معروف بعد النهضة الصناعية في أوروبا والولايات المتحدة، فالدول المتسببة في المشكلة هى الهند والصين والولايات المتحدة، وتُشكل الدول نحو ٧٥٪ من إجمالي الانبعاثات الملوثة على سطح الأرض.
وبحسب بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن الصين تعدّ الأولى عالميًا من حيث انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة، تليها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية، وتُمثل البلدان معًا حوالي ٤٠٪ من إجمالي التلوث بالكربون.
ويُشير «صيام» إلى أن مصر لديها فرصة لعرض خسائرها جراء موجات الجفاف التي ضربت العالم خصوصًا في المناطق الأفريقية وما سيلحقه بها من ضرر خلال استضافتها لمؤتمر المناخ المزمع عقده في شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر المقبل.
ويُكمل، أن التغيرات المناخية وموجات الجفاف التي ضربت مناطق متفرقة من العالم، واحدة من الكوارث البيئية الضخمة والتي لا علاقة لمصر بها، إنما الدول الصناعية الكبرى هي المتسببة فيها، مضيفًا أنه لا بد لمصر أن تُطالب بتمويل كافى لمعالجة الآثار جراء موجات الجفاف. 
ويُوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي، أن مصر معرضة لموجات جفاف في بعض مناطقها، فضلًا عن تعرض بعض مناطقها الشمالية للغرق نتيجة ارتفاع مناسيب المياه في البحر المتوسط نتيجة ذوبان الجليد العالمي بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ويكشف، أن موجات الجفاف التي ضربت الهضبة الإثيوبية ستكون عاملا مؤثرا على تدفقات المياه على النيل الأزرق الذي يمثل أكثر من ٦٠٪ من تدفقات مياه النيل، كما أن الزراعة سوف تتأثر في مصر، إذ ستصل نسبة تأثر المحاصيل نتيجة للتغيرات المناخية والجفاف إلى ٢٠٪.
ويُطالب «صيام»، بضرورة إجراء دراسات وبحوث لاستنباط تقاوي وزراعات مقاومة للجفاف والحرارة خاصة مع شح المياه بسبب نقص الأمطار، لافتًا إلى أن أبرز المحاصيل التي ستتأثر بموجات الجفاف والتغيرات المناخية هي القمح وستتراجع إنتاجيته بنحو ١٨٪ خلال عام ٢٠٥٠، وانخفاض إنتاجية الذرة بنسبة ١٩٪، وانخفاض إنتاجية الأرز بنسبة ١٢٪، وانخفاض إنتاجية فول الصويا بنسبة ٢٨٪، إضافة للخضر والفاكهة وذلك في حال ارتفاع درجات الحرارة بمقدار ١.٥ درجة فقط. 
لكن هناك سيناريو آخر، يعرض أنه في حال ارتفاع درجات الحرارة إلى ٤ درجات مئوية كما يتوقعها بعض العلماء بسبب التلوث فسوف تؤدي إلى نهاية الحياة على سطح الأرض، وفقًا لـ«جمال صيام».


ارتفاع درجات الحرارة

وحيد سعودي في حوار لـالطريق: إذا استمر معدل ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل قد تحدث كوارث بعد 30 سنة | الأخبار | الطريق


كما يقول الدكتور وحيد سعودى، خبير الأرصاد والمناخ، إن مؤتمر المناخ السابق «cop٢٦» الذي عقد في جلاسكو أوصى بضرورة خفض معدلات ونسب التلوث منعًا لحدوث موجات جفاف، خصوصًا الانبعاثات الكربونية والغازات الدفيئة.
ويُضيف «سعودى» لـ«البوابة»، أن غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان والكبريتات وأشباهها تؤدي لزيادة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير جدًا، وأنه في حال التزام الدول بذلك ستقل حدة التغيرات المناخية وبالتالي تقل موجات الجفاف. 
ويُتابع خبير الأرصاد والمناخ، بأن حرائق الغابات، والجفاف يحدث سنويًا، لكنه العام الحالي ظهر بشكل كبير بسبب تسليط الضوء عليه من جانب وسائل الإعلام، وبالتالي زاد اهتمام المواطنين به، موضحًا أن التغيرات المناخية بلاشك مخيفة ولها تأثير كبير جدًا، لكن موجات الجفاف تحدث منذ قديم الأزل في أوروبا.
ويُكمل، بأن موجات الجفاف في شمال أفريقيا وغيرها تحدث أيضًا، لكن بسبب ارتفاع درجات الحرارة هذا العالم والذي تجاوز الـ٤٠٪ في بعض مناطق وبلدان أوروبا وهذا معدل غير معتاد أو مسبوق تسبب في موجات الجفاف، مضيفًا أن حرائق الغابات أيضًا سبب فى زيادة معدلات الغازات الدفيئة في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة وبالتالي تسببت في موجات الجفاف.
ويُوضح خبير الأرصاد والمناخ، أن ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون تحديدًا سبب فى زيادة معدلات الجفاف، وذلك كان من أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور الجفاف في أكثر من بلد أوروبي وأفريقي على حد سواء، مضيفًا أنه لو لم يتم الحد من الملوثات والانبعاثات الكربونية الحالية، فإن درجة الحرارة في العالم سترتفع بمعدل ١.٥ درجة إلى درجتين تقريبًا حسبما يتوقع العلماء.
وبحسب بيانات البنك الدولي، تُقدر انبعاثات العالم من ثاني أكسيد الكربون بحوالي ٣٤ مليونا و٣٤٤ ألف طن، فيما تصل انبعاثات غاز الميثان إلى ٨ ملايين و٢٤٢ ألف طن، وانبعاثات غاز أكسيد النيتروز إلى أكثر من ٢ مليون و٩٨٥ ألف طن متري. كما تُشير دراسة للأمم المتحدة أن إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم سيقل بنسبة ٠.٨٪ خلال عامى ٢٠٢١ و٢٠٢٢ عما كانت عليه خلال عام ٢٠١٩.
ويكشف «سعودى»، أن ارتفاع الملوثات والانبعاثات بهذا الشكل سيتسبب بكارثة بيئية ضخمة، مدللًا على ذلك بأنه خلال ١٢٠ أو ١٣٠ عامًا ارتفعت درجة حرارة الغلاف الجوي للكرة الأرضية بنسبة ٠.٦ درجة مئوية والتي تسببت في زيادة معدلات الجفاف والتصحر وذوبان الجليد، فما بالنا لو زادت معدلات حرارة الجو بمعدل درجتين.
ويتوقع خبير الأرصاد والمناخ، أنه في حال ارتفاع درجات الحرارة بمعدل درجتين سيؤدي إلى كارثة كبيرة ومزيد من حرائق الغابات وهجرة الكائنات من موطنها الأصلي ومزيد من موجات الجفاف الضخمة، وهجرة السكان، ونقص في الغذاء والمحاصيل على مستوى العالم، إضافة لتراجع معدلات الاقتصاد العالمي.


جفاف غير متوقع أو مسبوق

وزير الري السابق يشتكي من بوابات الجيش والشرطة لدفع المخالفات - شبكة رصد الإخبارية


من جهته؛ يقول الدكتور محمد نصر علام، وزير الرى الأسبق، إن الجفاف ضرب مناطق لم يتوقع أحد حدوثها فيها، وبالذات في منطقة أوروبا وأسيا وبعض المناطق العربية في المغرب والجزائر والتي تعتمد على الأمطار بشكل رئيسي.
ويُضيف «علام» لـ«البوابة»، أن الجفاف ضرب مناطق في أفريقيا أيضًا فى إثيوبيا خاصة في شرقها، والصومال وإرتيريا، وبلدان أوروبا كلها تعرضت للجفاف، والصين أيضًا، وهذه كلها ظواهر لم تكن متوقعة، وتحتاج إلى دراسات فنية حتى يتم أخذها في الاعتبار.
ويعتقد، أن التغير المناخي بدأ يتخذ شكلا أكثر جدية من ذي قبل خاصة قضية الجفاف الذي ضرب مناطق عدة من العالم، موضحًا أنه لا توجد دراسات كافية أخذت في الاعتبار هذه الهجمة من موجات الجفاف والتي يمكن أن تحلل هذه الموجات.
ويُشير وزير الري الأسبق إلى أن موجة الجفاف جرس إنذار إلى كل العالم كي يعود إلى طاولة الاجتماعات ويحد من الانبعاثات الكربونية الملوثة التي تسببت في زيادة درجة حرارة الغلاف الجوي، خاصة الدول الصناعية الكبرى التي تسببت في أغلب الانبعاثات.
كما أنه يجب اتخاذ إجراءات وتوصيات معينة للحد من ارتفاع درجات الحرارة، والحفاظ على الأماكن الخضراء، وزيادة الاعتماد على الوقود الأخضر ومصادر الطاقة المتجددة، وفقًا لـ«نصر علام»، مضيفًا أن موجات الجفاف قد تكون مدخلًا جيدًا لإبراز مؤتمر المناخ «cop٢٧» المزمع عقده في شرم الشيخ.
والوقود الأخضر يتم إنتاجه من الماء بعد فصل عنصر الكربون ويساهم في حماية البيئة والحفاظ عليها من الاحتباس الحراري، ولا يزال إنتاج الهيدروجين الأخضر مكلفًا حتى اليوم، وقدرت وكالة الطاقة الدولية، كما أن تكلفة الكيلو وات من الهيدروجين الأخضر تتراوح بين ٣ إلى ٧.٥ دولار، مقارنة بـ٠.٩٠ إلى ٣.٢ دولار للإنتاج باستخدام إعادة تشكيل غاز الميثان بالبخار، ويُمثل الهيدروجين الأخضر حوالي ١٪ من إجمالي إنتاج الهيدروجين السنوى.
ويُتابع وزير الري الأسبق، أن الجفاف أمر خطير جدًا وسيمتد لكل دول العالم، موضحًا أن الجفاف له علاقة بالتصحر بلاشك، لكن لا توجد دراسات تقدر حجم مساهمته بها، خاصة أن موجات الجفاف حدثت خلال العالم الحالي.
ويختم «علام» حديثه، بأن الأمر يحتاج إلى دراسة لحجم آثار موجة الجفاف وتسببها في تصحر في البلدان الأوروبية والعربية، خاصة أنه قد يكون تغيرا مناخيا لمدة موسم واحد فقط عن مواسم مقبلة، ومن الصعب الحكم عليه، لكن يمكن أخذ الجفاف كمعيار لحجم تأثير التغيرات المناخية على العالم كله.