نظمت المنصة المحلية لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، في بورسعيد، في محافظة بورسعيد ندوة بعنوان «قمة المناخ الـ27 وبناء الجمهورية الجديدة».
جاء ذلك في إطار أنشطة المبادرة التي أطلقتها جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، بالشراكة مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، استعداداً لمؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ.
أكد إيهاب الدسوقي، منسق المنصة المحلية إن هذه الندوة جاءت ضمن حملة «مدرستي خضراء»، التي تتبناها المبادرة، حيث أطلقت عدداُ من رسائل التوعية البيئية، وحملات التعريف بميثاق الشرف لمواجهة التغيرات المناخية، بالإضافة إلى الربط بين جهود القيادة المصرية في تحديث مصر وإعادة بنائها، وبين تبني الدولة المصرية لأهداف التنمية المستدامة، وحماية الموارد، وتحسين نوعية الحياة، والانخراط في الجهود الدولية للحد من التغيرات المناخية، باعتبار أن كل تلك الجهود منظومة لا تتجزأ.
كما عقدت المنصة، اليوم الاحد، ندوة للتوعية البيئية بمدرسة الغرفة التجارية الابتدائية، في إطار الاحتفال بانتصارات أكتوبر وذكري المولد النبوي الشريف، حيث تمت الإشارة إلى أن جميع الأديان توصي بالحفاظ على البيئة، واتباع السلوكيات الإيجابية في جميع نواحي الحياة، وهو ما كان واضحاً في خلق النبي الكريم، الذي كانت تعاليمه تحض على احترام حقوق الإنسان والحيوان في بيئة نظيفة.
كما تمت الإشارة أيضاً إلى أن مرحلة حرب أكتوبر انتهت بالانتصار العسكري، لتبدأ بعدها مرحلة البناء، ومازلنا في مرحلة الإنجازات، وتنفيذ العديد من المشروعات، وتأتي استضافة مصر لمؤتمر المناخ في مقدمة هذه الإنجازات، وعلينا جميعاً تقديم صورة مميزة لمصر أمام العالم بسلوكيات صديقة للبيئة.
كما نظمت المنصة المحلية للمبادرة في محافظة أسوان، بالتعاون مع إدارة ادفو التعليمية، والجمعية النسائية لتحسين الصحة، حلقة نقاشية وتدريباً ميدانياً بمدرسة «الشيخ إبراهيم مدني الطيب» الإعدادية، استهدفت تلاميذ المدرسة، وأعضاء هيئة التدريس، للتوعية بالتغيرات المناخية، وأسبابها وأضرارها ونتائجها السلبية.
وتناولت الحلقة النقاشية، التي أدارتها الدكتورة ناهد طه حسن، التكيف مع التغيرات المناخية في الأنشطة البشرية المختلفة، وأهمية زراعة الأشجار في امتصاص الانبعاثات الكربونية من الغلاف الجوي، وتخزين الكربون، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالمناخ، كما تم تفقد الأشجار بالمدرسة وريها وتنظيفها، كما تم تعريف المشاركين بميثاق شرف مواجهة التغيرات المناخية، و شرحه والتوقيع عليه، وتعهد الطلاب بتوصيل رسائل التوعية بقضايا التغيرات المناخية إلى أسرهم والمجتمع المحيط بهم.
وعلى جانب آخر، وبالتعاون مع جمعية «لست وحدك» لذوي الاحتياجات الخاصة، واصلت المنصة المحلية لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27» في أسوان، جولاتها الميدانية للتوعية بميثاق شرف مواجهة التغيرات المناخية، حيث أجرت سلوي سليمان عضو المنصة المحلية، جولة استهدفت عدداً من التجار وسائقي سيارات الأجرة والنقل، والعاملين في المخابز والورش.
وفي إطار جهود منظمات المجتمع المدني لمواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية، تعقد جمعية المنتدى الوطني لنهر النيل، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، ورشة عمل في القاهرة، غداً الاثنين، لإطلاق «شبكة النيل الوطنية للمرأة»، بهدف إشراك النساء في برامج إدارة موارد المياه في المجتمعات المحلية، إدارة واعية وسليمة ومتكاملة، بما يسهم في دعم أهداف التنمية المستدامة.
تهدف ورشة العمل إلى إشراك النساء على مستوى القاعدة، في إدارة موارد المياه، من خلال إنشاء منصة خاصة لمناقشة الصلة بين المرأة والمياه، والحاجة إلى تعميم مراعاة النوع الاجتماعي في إدارة موارد المياه من أجل التنمية المستدامة، بناءً على النتائج التي أسفرت عنها ورشة العمل التدريبية، التي عقدها المنتدى الوطني لنهر النيل بمشاركة مجموعة من السيدات، في سبتمبر من العام الماضي.
يأتي تشكيل وإطلاق «شبكة النيل الوطنية للمرأة» ضمن جهود المنتدى الدولي لحوض النيل، ومبادرة حوض النيل، لمواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، والتداعيات الناجمة عنها، ونشر الممارسات الجيدة التي تساعد في مواجهتها، من خلال تشكيل شبكة وطنية للمرأة في دول حوض النيل، كمنصة جديدة لمشروعات التكيف مع التغيرات المناخية، خاصةً في مجال الفيضانات والسيول والجفاف.
وتوفر الشبكة آليات للتواصل بين النساء في المجتمعات المحلية، ومع الشبكات الوطنية في الدول الأخرى، في حالات الطوارئ المناخية، كما ستتيح فرصة لمناقشة دور النوع الاجتماعي، وربطه بأنشطة التكيف مع التغيرات المناخية، بما يتماشى مع استراتيجية النوع الاجتماعي في مبادرة حوض النيل، من خلال التواصل والمعرفة وتبادل الخبرات.
تم تأسيس المنتدى الوطني لنهر النيل بمبادرة من جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة، سكرتارية الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، في عام 2003، كأحد المنتديات الوطنية الـ11 التي تعمل من خلال المنتدى الدولي لحوض نهر النيل، لتكون شريكة مع الحكومات في تحقيق التنمية المستدامة في دول الحوض.
ونجح المنتدى الوطني في تكوين منتديات محلية في 18 محافظة، وفي عام 2011، حصل المنتدى على الصبغة القانونية بتسجيله بوزارة التضامن الاجتماعي، باسم جمعية المنتدى الوطني لنهر النيل، ليمارس أنشطته طبقاً للقوانين المعمول بها.
التغيرات المناخية تتسبب في فقد جبال الهيمالايا ل 40% من مساحاتها الجليدية
حذر العلماء من فقدان المساحة الجليدية الضخمة بجبال الهيمالايا بسبب ارتفاع الحرارة حيث يعمل الهواء الساخن على ترقق معظم الأنهار الجليدية في سلسلة الجبال الشاسعة، والمعروفة بالقطب الثالث لأنها تحتوي على مساحات ضخمة من الجليد مما يمكن معه أن يسبب عواقب بعيدة المدى من مخاطر الفيضانات والأمن المائي لمليار شخص يعتمدون على المياه الذائبة من أجل بقائهم على قيد الحياة.
جاء الربيع في وقت مبكر من هذا العام، في الجبال العالية في «جيلجيت بالتستان»، وهي منطقة حدودية نائية في باكستان، كما تسببت درجات الحرارة القياسية في مارس وأبريل، في تسارع ذوبان نهر «سيزبرج» الجليدي، مما أدى إلى تضخم البحيرة، وانفجرت عبر سد جليدي في 7 مايو الماضي، وقد أدى ذلك إلى غمر سيل من المياه الوادي، مما ألحق أضراراً بالغة بالحقول والمنازل، ودمر محطتين للطاقة، وجرفت المياه أجزاء من الطريق السريع الرئيسي، والجسر الذي يربط بين باكستان والصين.
وأكدت وزيرة التغير المناخي الباكستانية، شيري رحمن، أن درجة الحرارة العالية كانت السبب الرئيسي في الذوبان المتلاحق للكتلة الجليدية، فيما كشفت دراسة جديدة عن أن مساحة الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا قد تقلصت بنسبة 40% منذ الحد الأقصى للعصر الجليدي الصغير، بين 400 و700 سنة مضت.
وأشارت الدراسة إلى أنه في العقود القليلة الماضية، تسارع ذوبان الجليد بشكل أسرع مما هو عليه في الأجزاء الجبلية الأخرى من العالم، وأن ثلثاً آخر على الأقل، وما يصل إلى ثلثي الأنهار الجليدية في المنطقة، يمكن أن يتلاشى بحلول نهاية القرن الجاري.
ويحذر العلماء من أن زيادة الذوبان قد تؤدي أيضاً إلى حدوث انهيارات أرضية، أو فيضانات في البحيرات الجليدية، ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم تأثير هطول الأمطار الغزيرة، مثل الفيضانات الهائلة في باكستان، وكذلك يمكن أن تؤثر التغيرات المتسارعة في معدلات ذوبان الجليد على سلامة وإنتاجية صناعة الطاقة الكهرومائية الآخذة في التوسع بالمنطقة، حيث تحصل بعض البلدان، مثل نيبال، على معظم احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة الكهرومائية، بينما تخطط دول أخرى مثل الهند، لزيادة قدرة مصادر الطاقة منخفضة الكربون.
ووضعت الحكومة الهندية خططاً لتنفيذ حوالي 650 مشروعاً مائياً، مازالت قيد التنفيذ في مواقع عالية الارتفاع في جميع أنحاء المنطقة، وكثير منها بالقرب من الأنهار الجليدية أو البحيرات الجليدية، وهو ما يعني أن هذه المشروعات مهددة بالتوقف.