اتهامات تطال "صيدلانية" وعاملين بمنشأة تابعة لها على اثر وفاة طفلتين نتيجة الحصول على حقن دون اختبار حساسية وتم حبس الصيدلانية واثنين آخرين بقرار من النيابة، لمزاولة المتهمة الثانية والمتهم الثالث العمل بدون ترخيص، فضلًا عن اتهام العاملة بإعطاء الطفلتين المجني عليهما عقارًا تسبب في وفاتهما.
أثارت وفاة طفلتي الإسكندرية الرأي العام من جديد بعد توجيه أصابع الاتهام بالإهمال للصيدلانية التي لم تقم بالإجراء الروتيني وعمل اختبار الحساسية للطفلتين قبل حقن المضاد الحيوي لهما، بل وجعلت العاملة بالصيدلية هي من تقوم بحقنهم.
بيان الصيادلة يشير لأدوية مغشوشة
وهو ما دفع النقابة العامة لصيادلة مصر أن توضح بعض النقاط المهمة التي أثيرت بشأن واقعة وفاة الطفلتين بوسائل الإعلام، موضحة ان سبب الوفاة لم يكن بسبب طريقة الحقن حسما للجدل المثار بشأن عدم دراية الصيادلة بطريقة إعطاء الحقن.
وتابعت في بيانها اليوم حيث أن الواقع يشهد أن أكثر من مليون مواطن يوميًا يرتاد الصيدليات العامة من أجل الحقن بالأدوية المختلفة دون أي شكاوى تذكر في هذا الشأن ، مضيفة أنه من الملاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد ردات الفعل التحسسية من بعض انواع المضادات الحيوية المتداولة منذ سنوات طويلة ولعل ذلك يأتي بالتزامن مع انتشار الأدوية المغشوشة والمعاد تدويرها والتي تنتج في مصانع غير مرخصة وهو ما يجب أن يتم التصدي له من خلال تشديد الرقابة والمتابعة للسوق الدوائي خاصة أن الضحية دائما يكون الصيدلي حال كونه المتعامل المباشر مع المريض.
وقالت النقابة العامة للصيادلة إنها على ثقة تامة من أن تحقيقات النيابة العامة سوف تكشف الحقيقة كاملة للرأي العام وتوضح السبب الرئيسي في وفاة الطفلتين بعد دراسة الأسباب المختلفة وسؤال كافة الأطراف التي لها علاقة بالأمر بعيدا عن التكهنات والهجوم غير المبرر على الصيادلة .
وفي الختام أهابت النقابة العامة لصيادلة مصر بالسادة الصيادلة التوقف عن إعطاء الحقن داخل الصيدليات درءا للشبهات وسدًا لباب الذرائع وحفاظًا على الصيادلة من التعرض للمسائلة القانونية عن خدمة طبية مقدمة منهم.
تحقيقات النيابة ستحسم الأمر
قال محمد الشيخ، رئيس صيادلة نقابة القاهرة وعضو مجلس الشيوخ، إنه في حال كان سبب موت الطفلتين من حقن المضاد الحيوي فكان سيكون عقب الحقنة بنصف ساعة على الأكثر اما كون انهم توفوا بعد 6 ساعات فهذا أمر وارد ان يكون متعلق بأمر اخر ستظهره التحقيقات.
وعن بيان نقابة الصيادلة بشأن وجود دواء مغشوش، فجر "الشيخ" في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أن حقنة المضاد الحيوي التي تم حقن الفتيات بها وتسمى "راميتاكس" كانت ضمن الأدوية التي حذرت الهيئة العليا للدواء من وجود تشغيلات مغشوشة منها منتشرة في الصيدليات، لذلك فتم سحب جميع العبوات من الصيدلية محل الواقعة لتحليلها.
وأضاف انه لا يستطيع ان يجزم ولكن من الممكن والوارد ان يكون هناك عدد من العبوات في الأسواق ولم يتم التحقق من صحتها وسحبها من الصيدليات.
منشأة دون ترخيص لإنتاج الأدوية
يذكر انه أمرت النيابة العامة أمس الحادي والعشرين من شهر إبريل الماضي بحبس متهمَيْنِ أربعة أيام احتياطيًّا، وضبط وإحضار آخرين؛ لاتهامهم بإنتاج أدوية طبية مغشوشة: (يونيكتام) و(راميتاكس) تم استخدامه في واقعة الفتاتين و(زولامول)؛ بقصد الاتِّجار فيها، وحيازة سلع مجهولة المصدر، وإدارة منشأة دون ترخيص.
واستمعت النيابة العامة لشهادة أعضاء من مفتشي هيئة الدواء المصرية بالقليوبية، ورئيس قسم مكافحة جرائم الأدوية والمستلزمات الطبية بالإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة الداخلية، فشهدوا بتلقي معلومات تفيد تداول كميات مغشوشة من عقار (يونيكتام) بالأسواق، وبالتنسيق بينهم أمكن تحديد المخزن المضبوط، وضبط ما به من مضبوطات، حيث عاينوها، وتبينوا أنَّ المخزنَ المضبوطَ مُدارٌ لإنتاج العقاقير الطبية بغير ترخيص.
كما استجوبت النيابة العامة عامليْنِ ضُبِطَا في المخزن، وطلبت تحريات الشرطة حول دورهما في الواقعة، والتي أكدت اشتراكهما في أعمال تصنيع العقاقير المضبوطة بالإضافة إلى آخرينَ هاربينَ، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبسهما احتياطيًّا، وضبط وإحضار الهاربينَ لاستجوابهم، وكلفت مفتشي هيئة الدواء المصرية بفحص العقاقير المضبوطة لبيان ما إذا كانت صالحةً للاستهلاك الآدمي من عدمه، وجارٍ استكمال التحقيقات.
700 مفتش لدى هيئة الدواء العليا فقط
وعن ضرورة وجود رقابة من قبل الهيئة العليا للدواء، أشار نقيب صيادلة القاهرة وعضو مجلس الشيوخ، الي انه سبق والتقي بالهيئة في مقر مجلس الشيوخ وأعلنت انها تمتلك "700" مفتش فقط على مستوى الجمهورية وتعاني من نقص شديد ولا يوجد لها مقرات بالمحافظات.
وأضاف أن الهيئة تسلمت ملف الدواء وهو ملف هام جدا دون امتلاك أي أدوات لوجيستية أو بنية تحتية وموظفين، مشيرا إلى أنه يأمل ان يتم استيعاب الدفعات القادمة من الصيادلة لتغطي هذا العجز ويتم تفعيل الدور الرقابي لهيئة مهمة تشرف على ملف يتعلق بحيوات الملايين.