صدر عن الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي عدد خاص من مجلة الشجرة المباركة تم تخصيصه لمهرجانات التمور العربية، وذلك بالتوازي مع انطلاق المهرجان الدولي السادس للتمور المصرية بأسوان 2022، حيث شارك في هذا العدد نخبة من الباحثين والخبراء في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور من جمهورية مصر العربية، جمهورية السودان، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المملكة المغربية، والمملكة الأردنية الهاشمية. حيث أفردت المجلة مساحة خاصة للتمور المصرية وتمور أسوان على وجه الخصوص بصفتها مخطط استثماري استراتيجي للتصنيع للدكتور حسن الشقطي المستشار الاقتصادي لمحافظ أسوان، مشيراً إلى أن التمور هي المحصول الزراعي الاستراتيجي الأول لمحافظة أسوان حيث تزيد عدد أشجار النخيل عن 2.2 مليون نخلة بإجمالي إنتاج يناهز الـ 120 ألف طن.. ناهيك عن المزارع المتخصصة التي أقامتها جهات وهيئات حكومية وأيضاً شركات خاصة والتي تزيد عن 750 ألف نخلة تنتج أصناف مطورة كالمجهول وغيرها. وإذا شئنا فإن محافظة أسوان تعتبر حالياً الحاضنة البكر للنخيل.
ودراسة للدكتور عز الدين جاد الله العباسي، مدير المعمل المركزي للنخيل، مركز البحوث الزراعة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي حول زراعة النخيل وإنتاج التمور في اسوان، مشيراً إلى أن محافظة أسوان هي المحافظة الأكثر شهرة في محافظات الصعيد وهي بوابة مصر الحدودية بين كل من مصر والسودان. وتتميز الزراعة بمحافظة أسوان بطابع بيئي مميز لما تنفرد به من ظروف جوية وعوامل طبيعية مما انعكس على تحديد أنواع الحاصلات الزراعية التي تجود بها، وتبلغ المساحة المزروعة في محافظة أسوان 229 ألف فدان. يعتبر قصب السكر هو المحصول النقدي الرئيسي ويغطي 57 % من المساحة المزروعة كما يعتبر نخيل البلح ومنتجاته هو المحصول الرئيسي الثاني من الفاكهة بعد قصب السكر حيث تنفرد منطقة أسوان بوجود الأصناف الجافة، ومن أهم أصنافها الملكابي والسكوتي والبرتمودا والجنديلة والدجنة والجرجودة والشامية.
وتضمن العدد بحثاً للدكتور صلاح محمود محمد جميل حول الوضع الراهن لآفات التمور بمحافظة الوادي الجديد، أشار فيه إلى أن نخيل التمر يعتبر المحصول البستاني الرئيسي بمحافظة الوادي الجديد ويقدر تعداده بنحو 3 مليون نخلة طبقاً لإحصائيات مديرية الزراعة 2021 ويمثل الصنف الصعيدي وهو من الأصناف النصف جافة أكثر من 70% منها. خلال خمسون عاماً (1970-2020) حدث ازدياد مطرد لتعداد نخيل التمر حيث ارتفع التعداد من (0.7) مليون عام 1970 إلى (2.54) مليون نخلة خلال2020. تراوحت نسبة الزيادة في الفترة من 1970-2010 ما بين (9.52) حتى 21.78%. تضاعفت هذه الأعداد تقريباً في الفترة ما بين 2010-2020 حيث بلغت نسبة الزيادة حوالي (93%). وهذا التضاعف الواضح في تعداد النخيل المنزرع في السنوات العشر الأخيرة يعطي مؤشراً على مدى الاهتمام في الاستثمار في زراعة نخيل التمر لما له من عائد اقتصادي متميز.
كما شمل العدد الجديد من الشجرة المباركة بحثاً آخر للدكتور خالد بن الوليد محمود مدير الدعم الفني والتطوير بالشركة المصرية السعودية للزراعة العضوية، حول حساسية أصناف نخيل التمر تجاه الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، وارتباطها بالمناعة الذاتية للنخيل والعناصر السمادية المساعدة في ذلك. أشار فيه إلى أن هناك معادلة صعبة لابد من أن يحققها مزارعي النخيل وهي توافر تمور بلا متبقيات مبيدات وأيضاً خالية من الإصابات الحشرية الثمرية، ولهذه المعادلة اشتراطات دولية حيث يجب ألا تزيد نسبة الثمار المصابة بآفات حشرية عن (5 – 6 %) والذي يستلزم معه عدم استخدام مبيدات خلال فترة ما قبل الحصاد وكذلك خلال فترة التخزين.
وتضمن العدد الجديد مادة علمية للكتابة الصحفية هدى سعيد من دار الجمهورية للصحافة حول واقع تمر المجهول بمصر بصفته صنف واعد يعزز تنافسية التمور المصرية العالم. أشارت فيه إلى أن تمر "المجهول" بمصر يعتبر صنفاً واعداً يعزز من تنافسية التمور المصرية بالعالم، وأن "المجهول" دخل إلى مصر بين عامي 2003 و2004 وجمهورية مصر العربية هي من أفضل الدول لزراعة صنف المجهول حيث اشارت الدراسات العلمية التي أجريت مؤخراً على أن مصر هي من بين أفضل الدول لزراعة صنف المجهول نظراً لمناسبة الظروف المناخية المتوفرة، وتوفر مدخلات الإنتاج من مساحات أراضي قابلة للزراعة، والخبرات الفنية والكوادر البشرية والعمالة المدربة بتكلفة مناسبة.
كما تناول العدد مجموعة أخرى من البحوث والدراسات تغطي كل من المهرجان الدولي الرابع للتمور السودانية 2022، والمهرجان الدولي الرابع للتمور الأردنية 2022، والملتقى الدولي الحادي عشر للتمور في ارفود بالمملكة المغربية 2022. ومعرض أبوظبي الدولي الثامن للتمور 2022.