عندما تنقطع السبل بأي شخص بمفرده في غابات سيبيريا سيجد نفسه في وضع خطير للغاية خاصة مع وجود حيوانات شديدة الخطورة في كل مكان فالبقاء على قيد الحياة هنا سيكون تحديًا حتى لأكثر رجال الغابات خبرة، وهذا ما جعل التركيز على قصة كارينا تشيكيتوفا أكثر إثارة للإعجاب حيث لم تتمكن فقط من البقاء على قيد الحياة بمفردها، ولكنها فعلت ذلك في سن الثالثة.
وبحسب ما ذكر موقع bushcraftbuddy ففي شهر يوليو عام 2014 كانت كارينا في منزلها في قريتها في منطقة سخا وهي منطقة بعيدة شمال شرق روسيا ذات كثافة سكانية منخفضة للغاية وكان والدها يعيش في قرية مجاورة قبل أن تقرر أن تذهب إليه عند سماعها عن محاربته حريق هائل في الغابة.
خرجت كارينا من منزلها في اتجاه الغابة متبوعة بكلبها لتبحث عن أبيها ولكن الشيء الغريب هو أن والدتها لم تدركها إلا بعد 4 أيام وفورها تم أخيرًا الإبلاغ عن فقدانها وتم تشكيل فريق بحث صغير عنها ولكن نظرًا لحجم المنطقة وقلة عدد الأشخاص الذين يعيشون هناك فكان فريق البحث صغيرا جدًا.
ولم يخطر ببال الفريق البحثي أنها ذهبت إلى الغابة ولم يكونوا سيذهبون إلى هناك ما لم يرافقهم حراس مسلحون لأن المنطقة بها عدد كبير جدًا من الدببة ولم يجد الفريق أي أثر عنها ولم يجدوا أثرًا واحدًا لها وكان الجميع يخشى الأسوأ فقد مر 11 يومًا منذ اختفائها وكان فريق البحث يعلم أن فرص بقاء طفل يبلغ من العمر 3 سنوات بمفرده ضعيفة جدًا.
لحسن حظ كارينا، تبعها كلبها نايدة بعدما غادرت المنزل وساعدها في الحفاظ على دفئها في الليل، أخبرت لاحقًا كيف كانت تنام عليه أثناء الليل وكيف أنه يخيف الحيوانات البرية من أجلها، ولكن بقدر ما كان مخلصًا، لم يستطع المساعدة في الطعام أو المأوى.
في اليوم الحادي عشر، قررت نايدة محاولة جلب المساعدة، فركضت كلبتها إلى قرية قريبة كان يعيش فيها 8 أشخاص ونبحت إلى أن تتبعوها ووجدوها وتم نقل كارينا مباشرة إلى المستشفى وتم علاجها من لدغات الحشرات وسوء التغذية، وبصرف النظر عن كونها مرتعشة وخائفة كانت حالتها جيدة بشكل مدهش وسرعان ما تعافت تمامًا وتعمل الآن بجد لتصبح راقصة باليه محترفة.