الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

بـ"المشبك والعوامة والزينة ولمة العائلة".. الأردنيون يحتفلون بالمولد النبوي الشريف

الاردن
الاردن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عام بعد عام، وتحديدا يوم 12 ربيع الأول من العام الهجري، تطل علينا بنفحاتها الذكية وبركاتها العطرة ذكرى المولد النبوي وهو يوم مولد الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

ففي بقاع الأرض، بمختلف عقائدها وقواعدها وعاداتها، يحتفل المسلمون بذكرى المولد النبوي الشريف، وإن تتشابه احتفالاتهم بهذه المناسبة المباركة العطرة من حيث المضمون والقدسية لهذه المناسبة، لكنها تختلف من شعب لشعب ومن دولة لدولة في طريقة الاحتفال وربما الاستقبال ذاته.

وهنا في الأردن، المملكة الهاشمية نسبة إلى بني هاشم لأن ملوك الأردن أصولهم من هاشم الجد الأكبر للرسول محمد، ينتظر الأردنيون ذكرى مولد خير الأنام لإقامة الاحتفالات بشكل جماعي والتي تتضمن محاضرات ودروسا دينية تظهر عظمة هذه المناسبة والعظات المستوحاة منها، بالإضافة للاحتفالات الاجتماعية.

وكعادة جميع الشعوب العربية والإسلامية، يعد تبادل التهاني والزيارات والتي تتضمن تقديم حلويات متنوعة وبعضها له خصوصية شبيهة ما يقدم منها في شهر رمضان المبارك، تكون حلو الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

في العاصمة الأردنية عمان، تتزاحم محلات الحلوى بالمواطنين لشراء حلوى "المشبك" من أجل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تسعى العائلات الأردنية لإهداء بعضهم البعض للحلوى كرمز للتعبير عن الاحتفال بالذكرى العطرة لميلاد الرسول محمد، فيما يقوم البعض الآخر بشراء الكنافة الأردنية من محلات الحلوى لتقديمها للضيوف، حيث تحرص أيضا العائلات الأردنية على زيارة بعضهم البعض كنوع من "لمة العائلة" احتفالا أيضا بذكرى مولد الرحمة المهداة للعالمين.

محلات "الحمداني" و"زمزم" و"حبيبه"، اكتظت بالمواطنين الأردنيين لشراء الكنافة وأنواع أخرى من الحلوى في ليلة ذكرى المولد النبوي كمشاركة في الاحتفالات المنزلية للعائلات في هذه المناسبة الدينية التي ينتظرها المسلمون وربما غيرهم أيضا من أجل الإعراب عن الفرحة والاحتفال بها.

وخلال تجول مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالأردن، في العاصمة عمان لمشاهدة ملامح الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، لاحظ زحاما شديدا في محلات الحلو وأيضا تزين المساجد الكبرى بالأنوار احتفالا بهذا العيد بالنسبة للمسلمين.

"أبو سفيان" هو أحد المواطنين الأردنيين الذين تصادف وجودهم داخل أحد المحلات بيع الحلوى بعمان، قال لـ/أ ش أ/، إن الشعب الأردني ربما له طقوس خاصة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف قد تختلف عن غيرها في دول أخرى.

وأوضح أنه كمواطن أردني يحرص دائما على الاحتفال وعائلته بالمناسبات الدينية المباركة مثل شهر رمضان وخصوصا ذكرى مولد الرسول محمد، مشيرا إلى أنه خلال هذا اليوم وخصوصا أنه يكون عطلة رسمية من الدوائر الحكومية يقوم بزيارة عائلية في المقام الأول، حيث يزور أولاده المتزوجين ويحرص على تقديم الهدايا من الحلو لأحفاده مع التأكيد عليهم أن ذكرى مولد النبي محمد لا تقتصر على يوم بعينه وإنما من العادات والتقاليد أن نحتفل بخير خلق الله عبر التراحم وصلة الرحم.

وأشار إلى أن الأردن تنتشر فيه أنواع من الحلو، خصوصا الكنافة النابلسية وغيرها، وإن كان الشعب الأردني يشتري هذه الحلو باستمرار، وقد يكون يوميا، لافتا إلى أنه في مناسبة ذكرى المولد النبوي يكون “المشبك والعوامة وأصابع زينب” أكثر شراء عن غيرها في هذا اليوم.

ولفت إلى أن التكنولوجيا لعبت - أيضا - دورا كبيرا في تقديم التهاني في مثل هذه المناسبات، موضحا أن العائلات والأصدقاء بات تبادل التهاني بهذه المناسبة الدينية من خلال الرسائل القصيرة عبر الهاتف وعبر وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنه ما زال حريصا على تبادل الزيارات لتقديم التهاني وصلة الرحم، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا أيضا وخصوصا إذا كان هناك أهل وأصدقاء في أماكن بعيدة أو خارج الأردن ذاته.

وكشف أحد العاملين في محل لبيع الحلويات بالعاصمة عمان، لـ/أ ش أ/، أن هناك استعدادات مختلفة حينما تكون هناك مناسبات دينية أو اجتماعية، مؤكدا أنه على سبيل المثال تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف غالبا ما تكون الدارسة في الأردن منتظمة، وبالتالي قد يكون هناك قلة طلب في الأيام العادية ولكن مع قدوم المناسبة يبدأ المحل في عمل كميات كبيرة، بالإضافة إلى تقديم عروض كنوع من المنافسة.

ونوه إلى أنه في ذكرى المولد النبوي الشريف، يزداد الطلب على أنواع معينة من الحلويات ومنها "المشبك" والتي هي حلوى تركية الأصل من العجين والسكر وانتشرت في مصر وبلاد الشام، إضافة إلى حلوى "بلح الشام" "والعوامة" والكنافة والبقلاوة وغيرها.

المستوى الرسمي

وعلى المستوى الرسمي، تحتفل المؤسسات الدينية في الأردن بذكرى المولد النبوي عن طريق إقامة المهرجانات ومجالس السيرة النبوية التي تستذكر مواقف وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، فيما تحتفل المدارس ورياض الأطفال بإقامة الاحتفالات في المدارس وإلقاء الكلمات والخطب في الاحتفال والإذاعة الصباحية، ويتم توزيع الحلوى وقصاصات ورقية تحمل معلومات عن سيرة الرسول "صلى"، فيما تعطل الدوائر الحكومية كافة في هذا اليوم.

والمولد النبوي هو يوم مولد الرسول محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)، والذي يوافق 12 ربيع الأول من كل عام هجري، ويتم الاحتفاء به في كل عام، وأول من احتفل به هم الفاطميون في مصر؛ حيث اعتبروا هذا اليوم المبارك يوم عطلة، وقاموا بإطلاق الاحتفالات في أنحاء البلاد.