اعتبرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية أن انفجار شاحنة مفخخة فوق جسر "كيرتش" الذي يربط بين شبه جزيرة القرم والأراضي الروسية صباح اليوم /السبت/؛ من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد جديد في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وذكرت الوكالة - في تقرير بثته قبل قليل - أن انفجار الشاحنة تسبب في اندلاع حريق وانهيار جزء من الجسر، حسبما أكد مسئولون روس؛ مما ألحق أضرارًا بشريان إمداد رئيسي للعمليات العسكرية الروسية "المتعثرة" في جنوب أوكرانيا.
وأشارت الوكالة إلى أن رئيس البرلمان الإقليمي المدعوم من الكرملين في شبه جزيرة القرم، فلاديمير كونستانتينوف، اتهم أوكرانيا - على الفور - على الرغم من أن الكرملين لم يوجه اللوم حتى الأن، مستشهدًا بتهديدات مسئولين أوكرانيين مرارًا بضرب الجسر وإشادة البعض منهم بالهجوم، لكنه قلل من شدة الضرر، وقال إنه سيتم إصلاحه على الفور.. فيما لم تعلن كييف مسئوليتها بعد. أما في موسكو، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "رد فعل نظام كييف على تدمير البنية التحتية المدنية؛ يظهر طبيعته الإرهابية".
وأضافت "أسوشيتيد برس" أن انفجار الجسر جاء بعد يوم من بلوغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عامه الـ 70؛ الأمر الذي قد يوجه له ضربة قد تدفعه إلى تصعيد موقفه من الحرب في أوكرانيا.
ولفتت إلى أن شبه جزيرة القرم تتمتع بدلالة رمزية كبيرة بالنسبة لروسيا وتحمل أهمية كبيرة في استمرار عملياتها العسكرية في جنوب أوكرانيا.. وقالت: إذا أصبح الجسر غير صالح للعمل؛ فسيكون من الصعب بشكل كبير نقل الإمدادات الروسية إلى شبه الجزيرة.وبينما استولت روسيا على المناطق الواقعة شمال شبه جزيرة القرم في وقت مبكر من عملياتها العسكرية، وبنت ممرًا بريًا لها على طول بحر آزوف، تضغط أوكرانيا من أجل شن هجوم مضاد لاستعادة المنطقة.
من جانبها، قالت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب: إن الشاحنة المفخخة تسببت في اشتعال النار في سبع عربات سكة حديد تحمل الوقود؛ مما أدى إلى "انهيار جزئي في قسمين من الجسر".
وأعلنت وزارة الطاقة الروسية - قبل قليل - أن القرم لديها ما يكفي من الوقود لمدة 15 يوما.. وأكدت أن الجهود جارية لإيجاد سبل لتجديد المخزون. في غضون ذلك، علقت السلطات حركة قطار الركاب عبر الجسر حتى إشعار آخر. بينما أمر الرئيس بوتين، بمجرد علمه بالانفجار، بتشكيل لجنة حكومية للتعامل مع حالة الطوارئ.
جدير بالذكر أنه تم افتتاح الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترًا (12 ميلًا) عبر مضيق "كيرتش" الذي يربط بين البحر الأسود وبحر آزوف في عام 2018 وهو الأطول في أوروبا. وأصبح المشروع الذي تبلغ قيمته 3.6 مليار دولار رمزا ملموسا لمطالبات موسكو بشبه جزيرة القرم، وكان الجسر بمثابة الرابط البري الوحيد لروسيا بشبه الجزيرة إلى أن استولت القوات الروسية على المزيد من الأراضي الأوكرانية الواقعة في الطرف الشمالي لبحر آزوف في قتال عنيف، لا سيما حول مدينة ماريوبول، وقامت ببناء ممر بري إلى شبه جزيرة القرم في وقت سابق من هذا العام.