وكالة السلطان الأشرف قايتباى داخل باب النصر ترجع لعام 885هـ / 1480م، وكانت وكاله ضخمة بها أكثر من 30 حانوتاً وعدد 54 مخزناً لتخزين البضائع، لكن من المعلومات غير الشائعة بخصوص تلك الوكالة أن السلطان الأشرف قايتباى قد أوقفها بجميع مدخلاتها للإنفاق على إطعام جيران النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة لعمل القمح و"الدشيشة" للمجاورين والواردين، فأعلى باب الوكالة بالواجهة الجنوبية الشرقية التى تطل على شارع باب النصر نقش كتابى بخط النسخ يقرأ:
"بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذا المكان المبارك سيدنا ومولانا ومالك رقابنا المقام الأعظم السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى عز نصره وجعله وقفاً معروفاً أجرته على جيران النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة الشريفة يشترى به قمح وتستعمل منه الدشيشة للمجاورين والواردين إبتغاء وجه الله".
نقش ذلك أيضاً فى نقش آخر كبير يعلو تلك الواجهة، وما يميز هذا النقش عن غيره أنه قد ورد به ألقاب للسلطان الأشرف قايتباى لم ترد من قبل، نقرأ من النقش ما يلى بعد البسملة والصلاة والسلام على رسول الله:
"... أمر مولانا المقام الشريف الأعظم والخاقان المنيف المعظم والسلطان الأعدل الأفخم الأكرم الملتجئ إلى ظل عرش الله ... مولانا السلطان المالك الملك الأشرف أبو النصر قايتباى سلطان الإسلام والمسلمين ناشر ألوية العدل فى العالمين خادم حرمى الله ورسوله بلغه الله غايه سؤله ونهاية مأموله ... وما بباطنها وظاهرها وأعلاها من المساكن العديدة وقفاً شرعياً صحيحاً وحبساً مرعياً صريحاً مقصوداً به العمل الصالح.. أنواع البر والمثويات وهو إطعام الطعام لجيران النبى عليه الصلاة والسلام من الخبز والدشيشة والتوسعة فى المعيشة القاطنين فى ذلك الحرم الشريف والواردين إلى ذلك المحل المنيف بحيث لا يصد عنه أحد الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والمنقطعين جارياً ذلك عليهم أبد الآبدين ودهر الداهرين حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين تقبل الله منه قبولاً وأثابه عليه ثواباً جزيلاً بمحمد وآله وصحبه وسلم".
نلاحظ أن لقب "الخاقان المنيف المعظم" يظهر هنا لأول مره لسلطان من سلاطين المماليك، أيضاً لقب "خادم حرمى الله ورسوله" ظهر هنا بصيغة مختلفة لأول مرة أيضاً بدلاً من اللقب المعتاد لسلاطين المماليك وهو "خادم الحرمين الشريفين".
البوابة لايت
وكالة بالقاهرة وقفًا لإطعام زائري المسجد النبوي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق