في عام 2008 عندما فاز الكاتب الفرنسي الكبير جان ماري لوكلزيو في الآداب كانت الكاتبة آني إرنو تصدر روايتها الشهيرة "السنون" les années التي غطت أضواء وضجيح نوبل لوكلزيو عليها ليكتشفها الفرنسيون بعد سنوات ككاتبة رواية فريدة من نوعها وصاحبة روايات فازت بجوائز رفيعة اشهرها رينودو عام ١٩٨٤ وهي جائزة تعتبر سلما لنوبل في الآداب.
إلا أنه يبدو أن آني إرنو كان لابد ان تنتظر نحو 38 عاما للوصول لنوبل، والواقع أن بين التاريخين حدث زلزال في حياة آني إرنو.
ففي عام ١٩٨١ كانت آني في الواحدة والأربعين من عمرها عندما جاء زوجها ليخبرها بعد ١٧ سنة زواج أنه سيطلقها، سقطت آني إرنو ولم تجد أمامها من منقذ سوي ابيها.
شعرت أن الدنيا كانت ستنتهي وأن الحياة لم تعد تستحق أن نعيشها لولا الأب.. هنا كتبت رواية السيرة الذاتية "المكانة" عام ١٩٨٣ عن مكانة الأب في العالم والحياة.
كان نجاح الرواية ساحقًا رغم نقد النقاد بأنها لا تنظر إلى تجربتها وتهجر تجارب العالم وبينها ذات أسلوب مسطح plat ليس فيه ديكورات الكتابة الأدبية من محسنات وصور تحفل بها الفرنسية وكان ردها أنها تكتب عن الأب بلغة الأب لا بلغة فولتير وفيكتور هوجو.
وكانت تري أن نقد نقاد صالونات باريس نابع من أنها من اقليم النورماندي حيث البحارة والصيادين وأن أبيها الذي هو بطل رواياتها كان يمتلك مقهى وكان بعضهم يسميها "بنت القهوجي ".
وفي روايات "الخزائن الخاوية" و"العار" و"الاحتلال " كانت آني تلتفت إما إلي نفسها وإما إلى أبيها وإما إلى الفقراء.
وكان المراقبون للحياة الأدبية يرون أن مشكلة آني إرنو مع نقاد باريس أنها كانت يسارية النزعة بل من عشاق السياسي الفرنسي ومرشح الرئاسة السابق جان لوك ميلانشون، وأن كلمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الليلة في خطاب تهنئة صادر من الاليزية يلخص بدقة حياة وادب آني إرنو:" إنها صوت الضعفاء والمنسيين في الأرض".