فنانة من الزمن الجميل، عشقت الفن منذ صباها، لم تراه موهبة فقط، بل قضية ودراسة، وكذلك رسالة لها أهدافها، لعل أعظمها هو بناء الإنسان والمجتمع، وتقديم فن يخلد ويصنع قيم، ليبقى جزءا من التراث والتاريخ.
هكذا حكت الفنانة القديرة سهير المرشدي عن الفن، خلال حوارها مع "البوابة"، والذى فتحت خلاله قلبها لتحكي عن بداياتها، وعن أعمالها، وعن ابنتها الوحيدة الفنانة حنان كرم مطاوع، ولتكشف لنا أيضا سبب بعدها منذ زمن عن الشاشة.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار:
■ حدثينا عن بداية عشقك للفن؟ وسبب بعدك عن الشاشة؟
- بدأت التمثيل منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، فأنا ابنة المسرح المدرسى، وكانت أول مسرحية أقدمها من تأليف ناظرة المدرسة التى كنت بها في حي الحلمية الجديدة، حيث اكتشفتني الناظرة ورأتنى بطلة لها، فمنذ أن كنت في الثانوي، وأنا أحب اللغة العربية، وإذاعة حكمة الصباح، وتحية العلم، وحصلت على أكثر من جائزة، ووقتها لقبوني بنجمة الحلمية، ووقتها شعرت بقيمة الفن، وأدركت فيما بعد أن الفنان هو نقطة مضيئة في المجتمع، ولكن ليس أى فنان وإنما الفنان الذى لديه هدف، وقيمة، وبيتمثل هذه القيمة بصدق وثقافة ووعي.
وشعرت أيضا أن الفنان معلم، وله نفس قيمة وأهمية المدرس والمعلم، لذلك ارتبط الفن عندى بأنه قيمة غالية، وهذا هو الفن الذي انتمى إليه، فأنا مع الفنان الذي يشعر بمشاكل مجتمعة، صاحب الرسالة والمبدأ، والذى يحب مجتمعه ويريد النهوض به، فأنا مع الفنان (الموضوع قبل الشكل)، فكل الأدباء والشعراء والكتاب والصحفيين الذين بقوا خالدين، كان السبب انهم بحثوا عن قيم وقدموا للمجتمعات قيما، واتبنوا وارتبطوا عند شعوبهم بقيم سامية، لذلك خلدت أسماؤهم.
■ لكن أليس لديك شغف للتمثيل مرة أخرى؟
- الحمد لله أنا قدمت أعمالا فنية كثيرة، ومكتفية بما قدمته، وراضية عنه تماما، وحاسة أنى عملت تاريخ كويس، لأنى تعلمت في الأكاديميات المختصصة بالإضافة إلى تجاربي العملية التي علمتني الكثير، وعملت مع كبار النجوم في التمثيل والإخراج والتأليف، والحمد لله عاصرت ايضا نجوما كبارا من مدارس فنية مختلفة، منهم: محمود مرسى، وأمينة رزق وسناء جميل، وسهير البابلي، ومحمود المليجي، ورشدى أباظة، ونادية لطفى، وسعاد حسنى، وجلال الشرقاوى، وشكرى سرحان، وصلاح منصور، وغيرهم من النجوم.
كما اعتبر نفسي من المحظوظين والقلائل الذين وقفوا منذ صغرهم أمام فنانين كبار، وكان منهم من يدرس لي في المعهد، وفي نفس الوقت بطلة في عمل فنى يجمعنى به، منهم سعد أردش، وجلال الشرقاوى، وغيرهم، لذلك أنا ممتلئة بهذه الأعمال، وأريد أن أبقى خالدة بأعمالي، ولا أرغب في التمثيل حاليا، لأنى أراه فن “تيك اواى”، وأنا مش بتاعت النوع دا من الفن، فأنا أتمنى لفن المدرسة والقضية والرسالة، الفن الذي يخلد ويصنع قيم، ليبقى جزءا من التراث والتاريخ.
■ وماذا أكثر أعمالك الفنية التى تعتزى بها؟
- أعمال كتيرة ليا بحبها، وبعتبر ليها خصوصية معينة عندى، ومنها في الدراما التليفزيونية: أرابيسك، وليالي الحلمية، وفي المسرح إيزيس، والنسر الأحمر، أما في السينما حكاية بنت اسمها مرمر، وعودة الابن الضال، والبوسطجى، والزوجة الثانية”.
■ وماذا تتابعين حاليًا على الشاشة الصغيرة؟
- النشرات وبعض لقاءات الزملاء، خاصة لما حد يكلمنى ويقولى شوفى لقائي وقول يلي رأيك، وبيسعدنى أكثر أن أسمع أخبار أى إنجاز في بلدى على أى مستوى سياسي أو اقتصادى أو فنى وبتفائل بيها، ودائما بدعى لمصر بكل خير، وللقائمين عليها إن ربنا يقدرهم أن يسلموها للأجيال القادمة بخير عشان يفتكرونا بالخير.
■ حديثنا عن شعورك وأنت ترين ابنتك الفنانة حنان مطاوع وتألقها الفنى في أعمالها المختلفة؟
- بحس إن ربنا راضي عنى إنى أشوف لحظة زى دى، أشوف بنتى اللى هيا امتداد ليا ولوالدها، واننا قدرنا نحطها على الطريق الصح، وكان عندنا حق أننا نحطها على الطريق الصح، لأنها أهل له.
■ كيف ومتى اكتشفتى موهبة حنان مطاوع في التمثيل؟
- صراحة كنت حيرانة فيها، لأنها كانت بتحب حاجات كتير، وبتغير وبتتنقل بين أكثر من هواية، مثلا الرسم، والعزف، وكذلك كتابة وإلقاء الشعر، فكانت منذ الخامسة من عمرها تحب الشعر، وحنان شخصية متأملة وكتومة، وهذه من صفات الشعراء، وكنت لما أشوف مذاكرتها من وراها لأنها كانت دايما بتعترض إن حد يشوف حاجتها، ألاقيها كاتبة شعر جميل وكلمات تبهر، فكنت دايما أقول لوالدها أنا خايفة على حنان لأنها مش مستقرة على هواية معينة، لكنه طمنى وقالي: لا دى هتكون فنانة شاملة ولازم تكونى فرحانة بيها، أما موهبة التمثيل فلمحتها فيها وهي عندها ١٢ أو ١٣ سنة، ولكن رفضت أنى أقولها عشان ما أشغلهاش عن الدراسة.
■ وما الموقف الذي لفت انتباهك لموهبتها التمثيلية؟
- الموقف اللى شدتنى وخلانى أخد بالي من موهبتها التمثيلية لما كنا راجعين أنا ووالدها من المسرح، بعد عرض مسرحية النسر الأحمر، وهى مسرحية قدمت خلالها عددا كبيرا من الأشعار، ولكن توقفت فجأة أما حجرة حنان لأنى سمعت صوت قوى يشبه صوتى يقول نفس المونولوج الذى قلته في المسرحية، بلغة عربية وتشكيل سليم، وتخيلت إنه تسجيل ولكن فتحت الباب واكتشفت أنها حنان، وكنت في منتهى السعادة لأن هذا المونولوج كان أكبر من وعيها، فشعرت فعلا أننى أسمع نفسي ووقتها كنت في عز عنفوانى، وكرم قالي شوفتى: دى هتبقى حكاية ولسه.
■ وهل لاتزالين تمتلكين بعض من مشاعر القلق والخوف تجاهها حتى الآن؟
- أحلى حاجة في حنان أنها قادرة على تحمل المسئولية، ولا تتحدث كثيرا عن نفسها، ولكن أعمالها تتحدث عنها، فلم أكن أخاف عليها، ولكن "بحادي" عليها من بعيد، ورغم قلقي وخوفي عليها وهي صغيرة، لكن أيضا كان بداخلى يقين بموهبتها، وأن بداخلها شيئا مختلفا أو متميزا، وأنها ستكون إضافة.
■ وهل ترين أن هوايتها وحبها للشعر أثر عليها كفنانة؟
- هي بليغة في حوارها، ودقيقة ورقيقة وعميقة، وبتختار كلماتها بعناية، وكذلك تختار أعمالها، وأدوارها بعناية، فبالتأكيد أن موهبة الشعر أضافت لها ولشخصيتها الكثير.
■ وهل تأخذ رأيك في أعمالها؟
- طبعا وكثيرا ما نختلف سويا، ويكون بيننا جدل، ولكن أرى ذلك شيئا صحيا جدا، لأنه لا يمكن أن سهير تكون حنان أو أن حنان تكون سهير، لكننا نختلف من أجل أن نتفق، لأن كل حد فينا له أدواته.
البوابة ستار
الفنانة القديرة سهير المرشدي فى حوارها لـ"البوابة نيوز": أنا ابنة المسرح المدرسي ولُقبت بـ"نجمة الحلمية".. والفن حاليًا أصبح "تيك أواي"
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق